عندما يأتي ذكر نادي الاتحاد فأول ما يتبادر الى الأذهان اسم القائد الأسمراني محمد نور 30 عاماً عاشق الإبداع ومنبع الإمتاع في كتيبة النمور، وأهم وأبرز النجوم في تاريخ عميد الأندية السعودية في عصره الحالي، وأحد الأسماء اللامعة والمواهب الساطعة التي أثرت الميادين السعودية الخضراء بفنون الكرة الحقيقية واللمحات المهارية واللمسات الفنية والمستويات الإبداعية، إلى جانب رموز الكرة السعودية القلائل في الربع قرن الأخير. ولد نور في مكةالمكرمة يوم 26 شباط فبراير 1978، وعاش في حارة شعبية بسيطة تسمى الطندباوي، وتقع في حي شارع المنصور على طريق الذاهب من المسجد الحرام إلى جدة، وكان مولعاً بحب كرة القدم، وممارساً لها بشكل دائم في شوارع الحارة الضيقة، حتى انضم الى أشهر فرق الأحياء المعروفة حتى الآن في مكةالمكرمة فريق الأفراح، وصقل موهبته وازدادت خبرته وذهب للتسجيل في فريق ناشئي الوحدة، ولكنه صدم بالواقع المرير عندما تمّ إبعاده بحجة أن إمكاناته الفردية والمهارية أقل من إمكانات النادي، ليحزم نور حقيبته ويشد الرحال صوب الاتحاد في جدة، وهناك لقي استقبالاً كبيراً وترحيباً مغايراً تجلت فيه الرؤية الثاقبة وعدم وجود إمكان للواسطة التي تسيطر على القطاعات السنية في فرسان مكة، ومن يومها بدأ نور مشواره الحقيقي ومسيرته الفعلية مع العميد حتى وصل إلى السمعة والمكانة الرائعة التي يحظى بها الآن. ويعتبر الكنز الاتحادي محمد نور حالياً القلب النابض للفريق والدينمو المتحرك الذي يضخ الحماسة والقوة والنشاط والحيوية والأداء الرجولي والقتالية في الكتيبة الاتحادية، والنجم الذي يعطي الطعم الحقيقي والرائحة والنكهة الجمالية لمنظومة العميد الإبداعية، فبحضوره تحضر الإثارة والندية والمتعة الكروية، وبغيابه تغيب الروعة الأدائية، ويعاني العميد من مشكلات ميدانية عدة على صعيد القيادة والريادة داخل المستطيل الأخضر. ويرشح الكثير من النقاد والرياضيين نور الاتحاد لنجومية الجولات الفائتة من دوري المحترفين السعودي بعد قيادته فريقه لتصدر فرق المسابقة ب19 نقطة، على رغم عدم مشاركته في لقاء أبها الأخير لوفاة عمه، ما رفع من أسهمه كثيراً وزاد من عشق الجماهير الاتحادية له بشكل خيالي، وارتفاع معدل شعبيته الجماهيرية الجارفة، إذ تحرص جماهير العميد على ترديد الأهازيج الخاصة بنور وحمل لافتات باسمه Noor ورقم فانيلته 18 في المدرجات الاتحادية. ويترقب الاتحاديون بمختلف شرائحهم وأطيافهم خلال اليومين المقبلين تجديد عقد لاعبهم الشهير ونجمهم المفضل محمد نور بعد الأنباء التي أكّدت أن عضو الشرف الداعم منصور البلوي أنهى كامل الاتفاقات مع الموهوب الأسمراني لتجديد عقده الاحترافي والبقاء في صفوف العميد لخمسة أعوام مقبلة، في مقابل 10 ملايين ريال خلاف المزايا الأخرى، ليقطع بذلك النادي الطريق على الهلال الذي يرغب في التعاقد مع اللاعب. وعلى رغم تألق نور اللافت وإبداعه المتواصل إلا أنه ما زال بعيداً عن الأخضر منذ عامين، على رغم اقتناع الكثيرين بموهبته الكروية وإمكاناته الفنية وقدراته البدنية وفي مقدمهم الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد، الذي أكّد أنه لو كان مسؤولاً فنياً لاستدعى نور مباشرة لصفوف الأخضر، إلا أن اللاعب الذي مثل الأخضر دولياً للمرة الأولى في مباراة السعودية واليابان يوم 14 تشرين الأول أكتوبر 2000، مرّ ببعض قرارات الإيقاف في مسيرته الرياضية التي ربما أثرت بشكل كبير في مسألة عودته للأخضر، ومن أهمها وأبرزها إيقافه بعد كأس الخليج ال17 في قطر، عقب طرده في مباراتي الكويت والبحرين، وإيقافه ثماني مباريات من لجنة الانضباط بعد حركة البصق للاعب الهلال خالد عزيز، وأخيراً قاصمة الظهر وهي إيقافه لمدة عام بعد قضية التزوير التي اتهم فيها رئيس ناديه منصور البلوي بالتلاعب في عقده الاحترافي وتمديده من دون علمه. ونور الذي يسكن حالياً في مخطط الشرقية على طريق الليث هو أب لابنتين، ولديه أكاديمية معروفة في شارع المنصور باسم أكاديمية نور ذات منظومة تكاملية تحت إشراف كفاءات شابة، ويصر يومياً على الذهاب إلى جدة والعودة بعد التمرين إلى مكةالمكرمة مباشرة، ويحضر مباريات الوحدة في المدرجات مع الجماهير على صعيد الفريق الأول في الشرائع، والشباب في النادي من واقع حبه للعاصمة المقدسة كما يردد دائماً، ودخل في الأسابيع الماضية في مشكلة كبيرة مع النصراويين بعد تسجيله لهدف فريقه الثاني من كرة خادعت الخوجلي وهو ما أثار استياء مسؤولي العالمي، الذين شنوا هجوماً لاذعاً على اللاعب واتهموه بأنه بلا أخلاق، وطالب أحد أعضاء شرفهم بإعادته إلى المدرسة لتعلم الأدب، فيما رد اللاعب بأنه ابن مكة وهو أحب الألقاب إليه، ما جعل الجماهير تردد له أهزوجة خاصة في المباراة التي تلتها في جدة عنوانها: ابن مكة، ولسان حالها يقول أنت ساحر الكرة وعنوان الإبداع وصانع الفرح وراسم الابتسامة في الكيان العريق.