يعلّق أحد الخبثاء على نزول سوق الأسهم الأخير لمستوى أقل من 7 آلاف نقطة أن"هدف الهيئة في الضغط على السوق لينزل مستواه نتيجة قراراتها أكثر وأكثر، هو أن الهيئة لم يرضها أن يكون عدد المتداولين في السوق 4 ملايين فقط، وإنما تريد أن يدخل ال 20 مليون سعودي في السوق ليستفيدوا من أرباحه وخيراته" وعلى رغم أني ضحكت ? ولو من غير نفس- إلا أن تفسيره ربما هو الوحيد الذي يمكن أن يشرح مايحصل لسوقنا السعودي أكبر سوق عربي وشرق أوسطي في أغنى دولة بترولية تشهد أسعار خامها ارتفاعات متزايدة منذ أربعة أعوام متتالية. وفي رسالة إس إم إس تلقيتها أخيراً يخبر المرسل السعوديين ألا يزعلوا على اكتتاب فاتهم خلال الثلاثة أعوام الأخيرة، فبإمكانك اليوم أن تكتتب في السوق مباشرة وبأسعار أقل من أسعار الطرح الأولي وماعليك إلا أن تختار الشركة وتضغط زر"شراء"من دون أن تنتظر تخصيصاً أو إعادة للفائض أو تصطحب معك دفتر العائلة. ومن رسالة الإس إم إس الأخيرة يتضح حقيقة حجم المأسآة التي تعرض لها ملايين المواطنين تدافعوا للاكتتاب بأسمائهم وعوائلهم أمام أبواب المصارف أو خلف شاشات الكمبيوتر للاكتتاب في الشركات العائلية الصغيرة، ليحصلوا على عدد قليل لايتجاوز 1 إلى 5 أسهم فقط للمكتتب الواحد ، ولتذهب"علاوة الإصدار"باردة مبردة لملاك هذه الشركات وليحصلوا في أسبوع على مالاتستطيع شركاتهم تحقيقه في عشرين عاماً جراء تنازلهم عن 30 في المئة من أسهمهم لتطرح للتداول العام. وبالعودة لهذه الشركات فقد سجلت 12 شركة منها أسعاراً أقل من الأسعار التي طرحت بها للاكتتاب العام، ويأتي على رأسها شركة المملكة أو"دلوعة"المؤشر كما يسميها أستاذنا أسعد جوهر، فقد طرحت ب10.25 ريال وتسجل اليوم 6.90 ريال، وأتساءل هنا هل سيكون هناك محاسبة وسحب تراخيص للصناديق والمؤسسات المالية التي قيمت أسهم الشركة في البداية. ولاننسى الحكير التي كانت غبناً كبيراً لمكتتبيها وكيف نقلت مديونيتها إلي شركة فاس السعودية وتمّ خلق ميزانية رابحة بحسب شروط الهيئة لتكسر سعر اكتتابها البالغ 62.90 ريال من أول يوم لطرحها في التداول وهاهي تقبع 38.90 ريال ساعة كتابة هذه الأسطر صباح الأحد وفي اليوم الأخير للتداول قبل إجازة عيد الفطر المبارك. ولعل استرا والعثيم وهما من الشركات التي تمّ طرحها أخيراً دليل على"تلاعب"صناديق التقييم التي تتعامل معها الهيئة، فالأولى بيعت على المواطن ب42 ريالاً وتترنّح حالياً عند 30 ريالاً ومصيرها للأسوأ بعد خمسة أسابيع من طرحها، وتخسر الثانية ريالين بعد أن تمّ طرحها للمكتتبين ب40 ريالاً. وبقية الشركات هي: سدافكو الأبحاث والتسويق الطباعة والتغليف دار الأركان الدريس الخليج للتدريب بدجت السعودية إضافة إلي معادن، وكلها طرحت للاكتتاب في السوق بعد أن دفعتها الهيئة لصناديق استثمارية ومؤسسات مالية لتقييمها، ولكن الضغوط التي تعرض لها السوق في الفترة الأخيرة كشفت تلاعب هذه الصناديق وفقد صدقيتها، فمن أول هزة نزلت هذه الشركات وتجاوز نزول بعضها نصف السعر الذي طرحت به للتداول مثل سدافكو التي طرحت للاكتتاب ب 55 ريالاً وتسجل حالياً 26 ريالاً فقط. فالرسالة لهيئة السوق ولوزارة التجارة التي رخصت لهذه المكاتب ولهيئة المحاسبين السعودية بالله عليكم أعيدوا دراسة وضع هذه المكاتب وأنقذوا المواطن من تلاعبها ، ورسالة خاصة لهيئة السوق نرجوكم أوقفوا طرح أسهم الشركات العائلية المتضمنه علاوة إصدار أو" حلاوة التجار"كما يسميها الكثيرون، فهي لاتعمّق السوق ولاتنفع المواطن ولديكم 12 حالة تشهد صدقاً وحقاً بعدم جدواها. * اقتصادي سعودي ? بريطانيا [email protected]