منذ أيام هطلت أمطار جميلة على مدينتنا، وشعرنا بالفرح لرؤيتها وقطراتها التي تداعب نوافذ منازلنا وسيارتنا في الشارع، في لحظة هطول المطر يا ترى ماذا يفعل الصغار؟ وهل فكر احد منهم في يوم من الأيام بإمساك قطرة المطر بين يديه، وجمعها في كوب؟ وماذا لو تخيل الطفل نفسه قطرة مطر، ماذا سيفعل قبل أن يقع على الأرض؟ وهل يستطيع إمساك الغيوم؟ وإذا أمسك بها ماذا سيفعل؟... أسئلة كثيرة وتخيلات رائعة وجميلة ذكرها الصغار وبعض الكبار عن حكاياتهم مع قطرة المطر، تقول طيف مرزوق العتر 9 أعوام:"عندما يهطل المطر أدعو الله على الفور بكل ما في قلبي، ودائماً أحاول إمساك قطرات المطر وجمعها في كوب، وأحب كثيراً فصل الشتاء لأنه يشعرني بالدفء، ولو تخيلت نفسي قطرة مطر سأتسرب في الجو قبل وقوعي على الأرض"، ويقول عبدالرحمن علي 5 أعوام:"عندما يأتي المطر سأرتدي ملابس المطر بسرعة، وغالباً ما أجمع قطرات المطر بين يدي الصغيرتين، ولو أصبحت قطرة مطر سأجري بسرعة، أما الغيوم فسأجمعها وأتناولها مثل الآيسكريم". أما رزان رواد عطرجي 5 أعوام فإنها ستفتح يديها وتمسك المطر وتلعب وتجمعه في كوب جميل للذكرى، تقول:"إذا تخيلت نفسي قطرة مطر سأمسك نفسي حتى لا أقع على الأرض،"تضحك"، لا أستطيع إمساك الغيوم ولكني سأضعها في كوب شفاف واحتفظ بها في غرفتي". وتقول الشقيقتان نوف وسارة عماد عمر:"سنلعب بالمطر حينما يأتي، وسندع الغيوم تذهب ونستمتع بمشاهدتها فقط، وقطرات المطر سنروي بها الأرض". ويروي مستشار في دائرة التراخيص لهيئة السوق المالية محمد آل سليمان حكايته حينما كان صغيراً مع"المطر"، فيقول:"طفولتي كانت طفولة سعيدة وهادئة عشتها في كنف والداي أطال الله في عمرهما، فقد غمراني بالحب والحنان قدر استطاعتهما وربياني تربية جيدة. كنت وما زلت أحب المطر وعندما يأتي لا أستطيع أن أحبس نفسي بين جدران المنزل وأطلق العنان لساقي فيه حتى أبلل ملابسي، وكنت أفتح فمي لأملأ قطرات المطر بداخله وأتذوق طعمه اللذيذ، وحاولت كثيراً ملء يدي بالمطر ولكني لم أجمعه يوماً في كوب". "لو كنت قطرة مطر ما هطلت إلا بأمر الله، ولكني سأدعو أن أهطل في بلد مسلم يعاني أهله من الجفاف لتكون فرحتهم بي أعظم وفرحتي بإغاثتهم أكبر". "لا أستطيع الإمساك بالغيوم براحة يداي، ولكن لو حدث ذلك فسأعصرها لآخر قطرة بها وأغسل بها قدمي أمي وأبي لأتمكن من رد جزء من فضلهما علي".