سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير الخارجيةالمصري السابق أكد ل"الحياة"أن عزل إيران يزيدها تشدداً . "منتدى روسيا والعالم الإسلامي"يدعو لمحاورة طهران ... وترك كل بلد يحل مشكلاته ب"طريقته"
طالب وزير الخارجية المصري السابق أحمد ماهر خلال مشاركته عن الجانب الإسلامي في منتدى"روسيا والعالم الإسلامي"الذي تجري فعالياته في جدة بضرورة فتح باب الحوار بين الدول العربية والإسلامية و الجانب الإيراني، مؤكداً أن"الحوار لا يكون فقط مع من نتفق معهم". وقال ماهر في حديث إلى"الحياة":"إن إيران دولة وقوة موجودة في الخليج، ولها تطلعات ربما لا نتفق مع بعضها، و لا يمكن أن نحل هذا الخلاف إلا عبر حوار مفتوح نوضح لهم ما هو مقبول وما هو غير مقبول، ويوضحون لنا ما يريدون". وأضاف"أننا نتحاور دائمًا مع قوى أبعد عنا من إيران، ومحاولة عزل إيران لن يؤدي إلا إلى تشددها وتصلبها، فالحوار هو الذي يفك العقد، ويستطيع أن ينشئ أسساً سليمة لعلاقات سوية كلنا في حاجة إليها". وأشار ماهر إلى أن هذا المنتدى سلسلة أو جزء من سلسة مهمة جداً تسهم في تحسين الأجواء الدولية سواء بالنسبة للنظرة إلى المسلمين أو دور المسلمين أو بالنسبة للبشرية ككل، وهو سيشكل خطوة للأمام للخروج من كثير من الأزمات الناتجة من سوء الفهم وسوء النية لكي نسهم معاً لبناء عالم أفضل". بدأت صباح أمس جلسات منتدى"روسيا والعالم الإسلامي"التي انطلقت من مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان، وافتتحها مساء أول من أمس وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار مدني بحضور رئيس جمهورية تتارستان مينتيمير شايمييف ووزير الخارجية المصري السابق أحمد ماهر. وشدد شايمييف على أهمية أن يترافق الحوار مع آفاق التعاون والتقارب من خلال وسائل الإعلام المختلفة والاتصالات المباشرة، وقال:"من خلال زياراتي لعشرات الدول الإسلامية توصلت إلى قناعة أن قادتها وشعوبها يسعون إلى الحضارة ،إلا أن لكل شعب عاداته وتقاليده ونمط الحياة الخاص به، وبالتالي فإن فرض صور معينة على حياة الناس ليس أمراً مجدياً، والأجدى أن يترك كل بلد ليحل مشكلاته بطريقته الخاصة، في وقت يلاحظ فيه الجميع كيف يراد فرض الديموقراطية على كل الدول". وأضاف:"وهذا الأمر أدى إلى نشوء الخلافات الحادة والصراعات القوية في الفترة الأخيرة، وهناك صراعات عالمية كثيرة تتدخل فيها عوامل كثيرة، ومن وجهة نظري أن بعض الدول التي حاولت فرض إرادتها وقوتها على الآخرين فشلت وبدأت بذلك تخف الاتهامات على العالم الإسلامي". وأكد شايمييف دور الدول الإسلامية الكبير في حل الأزمة المالية العالمية الحالية، مشدداً على ضرورة إبراز دور حاسم لهم خلال هذه الأزمة، وداعياً في الوقت ذاته إلى النقاش حتى يسود السلام في العالم. فيما قال الوزير ماهر خلال الجلسة:"إن العلاقات الدولية تميزت في الماضي القريب بانتقالها من مرحلة التوازن الدولي بين قوتين عظميين إلى مرحلة انعدام التوازن وذلك بعد تفكك الاتحاد السوفياتي". مشيراً إلى أن العلاقات الدولية بدأت مرحلة العودة إلى التوازن بعد قيادة الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين والرئيس الحالي ديميتري ميدفيديف التي أعادت روسيا إلى دولة كبرى، الأمر الذي من شأنه الإسهام في إعادة التوازن إلى العلاقات الدولية على أسس جديدة في عالم مختلف. وأشاد بمبادرة الملك عبدالله بن عبد العزيز التي انعقد على أساسها مؤتمر مدريد، معتبرًا المؤتمر والاجتماعات تلاقياً للإرادات لتجاوز الحملة التي تحاول استغلال أحداث 11 أيلول سبتمر وجعلها طائفية عنصرية. وأضاف ماهر"من خلال الاجتماعات التي سبقت واجتماع اليوم فالتقاء المسيحية الأرثوذكسية إلى جانب الطوائف المسيحية الأخرى مع الفكر الإسلامي المستنير للوقوف في وجه المحاولات التشويهية". وأكد ماهر أن"حملات التشويه العنصرية التي تقوم بها عناصر متطرفة، ستجد أمامها سداً منيعاً من الحوارات والمبادرات تكشف الحقائق". وزاد أن"الإسلام يحتاج من المؤمنين تصحيح الصورة المغلوطة التي نتجت، ليس فقط من عوامل خارجية، بل نتجت أيضاً من عوامل ضعف ناجمة عن تصرفات بعض المسلمين الذين يسيئون عمداً أو جهلاً أو ادعاء إلى دينهم، فتلتقي نتائج أفعالهم مع مخططات أعداء إقامة علاقات إنسانية ودولية سليمة". ومن الجانب الإسلامي أيضاً قال رئيس وزراء الجزائر السابق بلعيد عبدالسلام:"إن الجزائر عانت من جراء الاحتلال الأجنبي ثم من الإرهاب والنزاعات ذات الطابع الأيدولوجي"، فهي بالتالي"لا تتوانى عن المشاركة الفعالة في أية مبادرة غايتها إقرار السلم من خلال العالم وتعزيزه". وأضاف أن"مجموعتنا تطالب بالبحث وصياغة الأفكار، من طريق إرشاد قادة العالم الإسلامي وفيدرالية روسيا إلى سبل ضم الجهود من أجل تحقيق مزيد من التقارب بين الشعوب الإسلامية وبلدان فيدرالية روسيا التي تضم عدداً كبيراً من المسلمين". واعتبر أن"الانسجام الذي يسود حالياً العلاقات بين الشعوب الإسلامية والكنيسة الأرثوذكسية في روسيا يستجيب لتطلعات الملك عبدالله بن عبد العزيز، والرئيس بوتفليقة"، إضافة إلى"الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف". متمنياً أن يصبح هذا الانسجام "السمة الغالبة في علاقات الحضارات". كما تحدث وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتي الدكتور عادل عبد الله الفلاح خلال الجلسة الثانية التي ناقشت"تاريخ الحوار بين أتباع الأديان والثقافات"، وأكد أن الحوار بالنسبة إلى المسلمين فريضة واجبة وضرورة شرعية، لافتاً إلى"مقصد التعارف، والتعاون"، ومقصد التعايش السلمي، وتحقيق الاستفادة المشتركة من الإنجازات الحضارية المختلفة، إضافة إلى"مقاصد أخرى للحوار الحضاري". وتحدث الفلاح عن"الملامح الرئيسة لمادة هذا الحوار"، وهي"احترام جميع الأطراف لخصوصية الحضارات المختلفة، وإبراز العناصر المشتركة بين الحضارات السائدة في العالم"، إضافة إلى"التكامل بين مكامن القوة في الأنماط الحضارية المختلفة، والاعتراف بالاختلاف والتعدد والتنوع منطلقاً للتواصل". كما تناول"ملامح الحوار الحضاري المأمول"، الذي من المفترض أن ينطلق من"الخصوصية الحضارية، والانفتاح على الحضارات الأخرى"، وكذلك"إبراز الطابع الإنساني للفكر الإسلامي، والتأكيد على المضمون الحضاري للخطاب". واستعرض فلاح في المبحث الخامس"صور ونماذج من تاريخ الحوار الحضاري الإسلامي". فيما تحدث عضو الأكاديمية الروسية عبدالسلام قوسينوف عن المبادئ التي يجب أن يقوم عليها الحوار، وهي:"أن لا نستخدم الخلاف لنشر الآراء للآخرين، وفرض آراء عليهم"، وأيضاً"عدم رفض الثقافة ومقارنتها بثقافات أخرى"، كما شدد على ضرورة"احترام الآخر بغض النظر عن كل شيء"، وكذلك"احترام الرأي الآخر، وأن الحوار هو المبدأ المهم، وليس صراع الحضارات". وأضاف أن هناك أقوالاَ شائعة بأن الشرق والغرب لا يلتقيان، مؤكداً"أنهم في الحقيقة يلتقيان والتفاعل موجود والتبادل موجود"، بدليل"وجود مؤلفات ترجمت إلى الغرب والعكس"، إضافة إلى"الذين تزاوجوا بين أبناء الشرق والغرب".