أكد المدير العام لإدارة السير المقدم علي الدبيخي أن الحملات المرورية المكثفة التي نفذت أخيراً أدت إلى تدني نسبة الحوادث إلى النصف تقريباً مقارنة بالعام الماضي، مؤكداً استمرار الحملات بل وتكثيفها أكثر في المرحلة المقبلة. وقال:"سنزيد من عدد الدوريات المرورية، والمرور السري، وسنواصل إقامة نقاط التفتيش في كل مكان". ولفت إلى أن المرور السري يوجد في معظم أحياء وشوارع الرياض، ومهمته تتركز على مخالفة السيارات التي تشكل خطراً على السلامة العامة، مثل مخالفات السرعة الزائدة، وقطع الإشارات الحمراء، والتفحيط، وعكس اتجاه السير، والمخالفات التي تؤذي الآخرين بشكل مباشر، بهدف تقليل حوادث السير وحماية أرواح الأبرياء، وليس تحرير المخالفات فقط. وأوضح الدبيخي أن إدارة المرور توجه للمخالفين بواسطة الدوريات السرية استدعاء للحضور، بموجب المعلومات المتوافرة في المخالفة،"فإذا اعترف بالمخالفة تم تسجيلها رسمياً، وإن اعترض يحول إلى هيئة الفصل في المخالفات المرورية، التي تحوي قانونيين وضباطاً ومحققين في المخالفات، بعد أن يتم الجمع بين المخالف وصاحب المخالفة، ومواجهته بالمخالفة بوقتها وتاريخها ونوعيتها". وأوضح الدبيخي أن عمل رجال المرور السري لا يقتصر على رصد المخالفات فقط، وإنما يباشر الحوادث المرورية في حالات تستدعي تدخله، إضافة إلى تمركزه في أماكن معينة لضبط المخالفين الهاربين. واعتبر الدبيخي الاتهامات التي توجه إلى إدارة مرور الرياض حول تعمد العاملين فيها إفراغ أكبر عدد من المخالفات المرورية الشهرية لا تمس الحقيقة من طرف، مؤكداً أن الهدف الأساسي للمخالفة هو فرض النظام وتقليل نسبة الحوادث. وكشف الدبيخي أن إدارة المرور انتهت من تركيب 200 إشارة ضوئية جديدة في شوارع العاصمة الرياض، إضافة إلى تركيب لوحات الكترونية تحمل نظاماً إرشادياً جديداً لسائقي المركبات وتوجيههم للتعريف بوضع الشارع ودرجة الحرارة والسرعة المسموح بها في عدد من شوارع العاصمة الرياض. وأشار الدبيخي إلى أن اللوحات الالكترونية الإرشادية تقوم عليها وزارة النقل بالتعاون مع إدارة مرور الرياض وجار العمل عليها، وسيتم تعميمها بعد نجاح تجربتها، إذ ان من مهامها إبلاغ سائق المركبة من مسافة بعيدة بأن هذا الشارع مزدحم جداً ويجب تغيير مسار المركبة، وسلك خط الخدمة بشكل سريع ومباشر، لتجنب الاختناقات المرورية. كما أكد المدير العام لإدارة السير المقدم علي الدبيخي أن رجال المرور يلقون القبض بشكل يومي على ما لا يقل عن 60 مخالفاً للقانون من المواطنين والمقيمين بخصوص سيارات الأجرة"غير النظامية"، يتم القبض على 12 شخصاً منهم يومياً في مطار الملك خالد الدولي، فيما تتوزع حالات التوقيف على وسط وأطراف العاصمة الرياض. بهذا الخصوص، ذكر الدبيخي أن 10 فرق سرية تقوم باستدراج"الكدادة"إلى خارج صالة المطار بعد إيهامهم بأنهم مسافرون قادمون عبر الرحلات الدولية والداخلية، مشيراً إلى أن رجال الفرق السرية يلبسون اللباس المدني ويحملون حقائب وهمية توحي ل"الكدادة"أنهم مسافرون، وكذلك الحال في بعض الأسواق داخل العاصمة. وأشار إلى أن هذه الخطة لاقت نجاحاً منقطع النظير، إذ يتم تحويل المخالفين إلى حجز المرور، بعد حجز سياراتهم، مشيراً إلى أن عقوبات رادعة تم تطبيقها مع مرتكبي هذه المخالفات، تصل إلى غرامة 500 ريال، وسجن المواطن المخالف 5 أيام والمقيم 15 يوماً وترحيل الأخير عن البلاد. وحذر المقدم الدبيخي من أن"الكدادة"قد يخرقون أمن البلاد، بنقلهم المخالفين لنظام الإقامة والعمل داخل مدينة الرياض وخارجها، حتى وإن كان ذلك عن غير قصد منهم، لما قد ينتج منه هذا العمل المخل بالأمن والمخالف للأنظمة. ولفت الدبيخي إلى أنه يعتبر كثافة الحركة المرورية في الرياض أمراً طبيعياً لكونها العاصمة ويسكن بها ملايين المواطنين والمقيمين، مشيراً إلى أن التوقف التام لحركة المركبات يبلغ في بعض العواصم العالمية ما يقارب من 30 كلم، بينما لم يسجل في الرياض أكثر من 7 كلم حتى في أوقات الذروة.