ودع المشاركون في ملتقى الرواية منطقة الباحة مساء أمس، بعد تسليط الضوء في جلسات اليوم الأخير على جماليات اللغة الروائية وسمات الشكل الروائي وتحولاته، من خلال ثلاث جلسات متتالية، واستأثر إبداع الروائية السعودية رجاء عالم بقراءات النقاد إذ طبقت معظم الأوراق تنظيرها على فضاء"ستر"و"خاتم"ما يؤكد فرادة تجربتها السريالية وخصوصية تجربتها على المستويين المحلي والعربي. وشهدت الجلسة الأولى، التي أدارها القاص خالد اليوسف، قراءة مجازية في السرد القصصي قدمها أحمد صبرة واتخذ من رواية تركي الحمد"ريح الجنة"نموذجاً لورقته، ذاهباً إلى أن الدور الذي يمارسه المجاز في اللغة يتجاوز حدود الشعر، ليدخل في تلافيف اللغة من حيث هي نشاط إنساني. فيما تناول الناقد أيمن بكر في ورقته سؤال المجاز من خلال جماليات اللغة الروائية، واصفاً عالم الروائية رجاء عالم بالمليء بالحيل الجمالية، خصوصاً على مستوى صناعة المجاز، وافتتانها بلغة الحكي أكثر من اهتمامها بمنطقيته وتسلسل أحداثه، مشيراً إلى قدرتها على استنبات المجازات ما يحيل أسئلة القارئ إلى استعصاء الإجابات، واستعاضته عن الجواب باستثارة المزيد من الأسئلة. واستعانت الباحثة نورة القحطاني في ورقتها بنموذج الرسم البياني للغة الخوف وانعكاسها على تقنيات السرد في الرواية المحلية، لافتة إلى تأثير الخوف على التشكيل اللغوي للرواية سلباً وإيجاباً. وخص الناقد حسين المناصرة روايات"صالحة"لعبدالعزيز مشري و"كائن مؤجل"لفهد العتيق و"أبو شلاخ البرمائي"لغازي القصيبي و"المنبوذ"لعبدالله زايد بقراءة في جمالية التعددية في الأصوات واللغات، مستنداً إلى منهجية المقارب. وتوقف الباحث ظافر الشهري في الجلسة الثانية المخصصة لسمات الشكل الروائي وتحولاته"أمام التحولات المضمونية والشكلية في الرواية السعودية"متتبعاً سمات المراحل الأولية منذ صدور رواية عبدالقدوس الأنصاري"التوأمان"عام 1930، ورواية حامد دمنهوري"ثمن التضحية"عام 1959، وما تضمنته من دلالات دخول الرواية السعودية مرحلة الفنية. وقدم الناقد عالي القرشي مقاربات تقوم على متابعة العلاقة ما بين تبدل الشكل الروائي وتحولات الرؤيا، مفترضاً مواكبة تبدلات الرؤى لتغير الشكل. وناقش الباحث عبدالرحمن الوهابي مفهوم ضمنية القالب الروائي. وذهبت الباحثة أسماء الزهراني إلى أن الرواية التجريبية لم تنضج، مجردة روايات حظيت بالصدارة وتبوء رفوف دور النشر العالمية من التطور الكيفي، مستعرضة العلاقة بين ما ورائية السرد وبين التجريب. فيما رحّلت الجلسة الختامية إلى ما بعد مغرب أمس ليتمكن أعضاء"أدبي جدة"من الوصول إلى الباحة لارتباطهم السابق بزيارة أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل للنادي مساء الثلثاء، وشارك فيها حسن النعمي بورقة عن بنية العنوان في الرواية السعودية، موضحاً أن صعود فلسفة التفكيك أعادت للعنوان أهميته باعتباره مبتدأ التأويل الجاذب لخيوط النص. ويرى سحمي الهاجري في ورقته"الشكل والدلالة الإضافية"أن رواية غازي القصيبي"شقة الحرية"أسست لمرحلة مختلفة في مسيرة الرواية المحلية. فيما اتخذ علي الشدوي من"القارئ في البدايات الروائية: تحولات البداية في عينة من الرواية السعودية عنواناً لورقته.وتناولت أسماء مغربي"هندسة الشكل: محاولة للتعرف على شكل رواية"الجنيّة"وأدار الجلسة رئيس"أدبي جدة"عبد المحسن القحطاني. من جانبه، توقع عضو اللجنة الاستشارية في"أدبي الباحة"الدكتور صالح زياد أن يستمر موضوع الرواية محوراً أساساً، لملتقى الرواية في العام المقبل وربما لأعوام متتالية بحسب زياد،مع تأكيده على أن اختيار موضوع العام المقبل سيخضع لتصويت أعضاء اللجنة صالح معيض ومعجب العدواني ومحمد ربيع. يذكر أن اللجنة الإعلامية في الملتقى برئاسة الشاعر عبدالرحمن سابي عضوية مهدي الزهراني وفهد حليلي تفردت بتفاعلها مع المشاركين، وتقديم الخدمة النوعية للجميع برحابة صدر وبشاشة، ما أسهم في امتصاص غضب مراسلي الصحف، ووكالة الأنباء ومعدي البرامج الإذاعية والتلفزيونية ومتابعي نشاط الملتقى.