أكد القائم بالأعمال في السفارة السعودية في بريطانيا عبدالله الشغرود أن "السفارة" لن تفرط في الحق القانوني والنظامي للطلاب السعوديين الثلاثة، الذين تعرضوا إلى اعتداء في مدينة بورمن البريطانية السبت الماضي، وأدى إلى إصابة أحدهم ويدعى محمد إصابات خطرة فقد على إثرها وعيه وأدخل غرفة العناية المركزة، فيما أصيب زميلاه مهدي ومانع بجروح ورضوض. وأضاف في تصريح إلى"الحياة"أمس عن موقف الجهات الرسمية البريطانية من الاعتداء وما أسفرت عنه التحقيقات الأولية:"كان موقف الشرطة البريطانية والجهات الرسمية موقفاً إيجابياً، ولمسنا تعاطفاً كبيراً مع الطلبة ضحايا الاعتداء، وعلى رغم تأكيدهم أن الدفاع العام البريطاني سيتولى الدفاع عن الطلبة باعتبارهم المجني عليهم، إلا أن سفير خادم الحرمين الشريفين في لندن الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز رفض الاكتفاء بذلك، ووجه بتوكيل أحد أفضل مكاتب المحاماة في بريطانيا لتمثيل الطلبة السعوديين". وعن كيفية تعاطي السفارة مع الحادثة بعد تلقيها خبر وقوعها، قال:"أزعجنا تأخر الطلاب في الاتصال بالسفارة، وانتظارهم إلى اليوم التالي لإبلاغنا عن وقوع الحادثة، إلا أنه مع ذلك تحرك على الفور فريق من موظفي السفارة لمتابعة الموضوع ومساعدة الطلاب، وقام البعض بتولي الأمر مع الشرطة البريطانية وطلب تزويدنا بتقاريرها عن الحادثة، فيما زار آخرون المستشفى للاطمئنان على المصاب ووضع تأمين مالي يغطي جميع تكاليف العلاج مهما بلغت قيمته". وأضاف:"طلب سفير خادم الحرمين الشريفين بحث جدوى نقله إلى أي مستشفى آخر قد يقدم له علاجاً أفضل، إلا أن الأطباء المتابعين لحالته أكدوا عدم الحاجة إلى ذلك لاستقرار وضعه الصحي واهتمامهم به، إلا أنهم نصحوا بأن وجود أقرباء له بجانبه قد يساعده، وهو ما وجه به أيضاً السفير، وتم إرسال خطابات رسمية إلى سفارة لندن في الرياض لتسهيل وصول شقيقه وخاله إلى بريطانيا في زمن قياسي". وتطرق إلى أنه من الصعب التكهن في موعد نظر المحكمة في قضية الاعتداء، إذ إن هناك سلسلة من الإجراءات التمهيدية ينبغي إنهاؤها، وسيجتمع المحامي الذي عينته السفارة اليوم أمس مع الطالبين مهدي ومانع لمناقشة الحادثة وإعداد دفاعه". وعما إذا كان يعتبر الاعتداء الذي تعرض له الطلبة اعتداءً عنصرياً، وما إذا كانت هناك أية"موجة عنصرية"يتعرض لها السعوديون في بريطانيا قال الشغرود:"بالنسبة إلى الحادثة التي تعرض لها طلابنا الثلاثة، ما زالت التحقيقات جارية، وبالتالي من الصعب معرفة ما إذا كان اعتداءً عنصرياً أو حادثاً عرضياً، أما بالنسبة إلى الطلبة السعوديين في بريطانيا، فلا شيء يدعو للقلق عليهم، فأوضاعهم مستقرة ولله الحمد، أما بالنسبة إلى الحوادث العرضية فهي تقع في أي مكان في العالم، وأي شخص معرض لذلك سواءً كان في بلده أو خارجها، إلا أننا دائماً نحذر طلابنا ونطالبهم بالابتعاد عن الأماكن المشبوهة". وطالب السعوديون المقيمون في بريطانيا بالإسراع في إبلاغ السفارة السعودية على الفور في حال تعرضهم لأية حادثة، مشيراً إلى أن ذلك قد يجنبهم الوقوع في المزيد من المتاعب، وقال: لدينا موظفون للطوارئ في السفارة يعملون على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، مهمتهم الأولى خدمة المواطنين السعوديين سواءً الطلبة أوغيرهم، لذلك نأمل ألا يتردد أحد في الاتصال إذا تعرض لمكروه لا سمح الله في أي وقت". يذكر أن عدد الطلاب السعوديين في بريطانيا يتجاوز 11 ألف طالب وطالبة، بينما يفوق عددهم مع مرافقيهم 23 ألفاً.