توصل 14 من العلماء الشرعيين والأطباء الاستشاريين والاختصاصيين النفسيين أمس إلى"تفاهم"، تضمن الإقرار بدور"الرقية الشرعية"فى علاج المرضى النفسيين. واشترطوا أن يتم ذلك على أيدي أهل العلم الموثوق بهم، بعد نقاش"هادئ"عن الأمراض النفسية، وإصابة المرضى بالسحر و"العين"، واستخدام الرقية الشرعية في علاج المرضى النفسيين في حال عجز الطب في علاج المريض النفسي بالعقاقير الطبية. وكان"مستشفى النور التخصصي"في مكةالمكرمة نظم أمس الثلثاء ندوة طبية شرعية بعنوان:"الأمراض الشائعة بالطب النفسي وطرق علاجها برؤية شرعية"، في مناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية، هدفت إلى ربط الطب النفسي بالجانب الشرعي والاجتماعي، خصوصاً أن بعض المرضى قد يكونون"مسحورين"أو مصابين ب"العين"، كما أن منهم من أصيب بمرضه النفسي نتيجة الإدمان. وناقش المحاضرون عدداً من الجوانب الشرعية والنفسية ذات العلاقة بالأمراض النفسانية كالفصام والوسواس القهري والاكتئاب والاضطراب الوجداني. وأكد مدير برنامج التشغيل الذاتي في مستشفى النور التخصصي بمكةالمكرمة الدكتور حاتم بن أحمد العُمري، أن المستشفيات الحكومية لا تعارض حضور أي من الرقاة الشرعيين الموثوق بهم لرقية المرضى داخلها، مشدداً على أهمية التكامل بين الطب والشرع لإتاحة العلاج للمرضى، وقال:"الطب النفسي من الأمراض التي تتطلب تعاون جميع شرائح المجتمع في سبيل علاج المريض، حتى لا يتحول إلى إنسان عدواني وعنيف". وذكر استشاري علم النفس الدكتور سفير الشمرانى"أن لكل مريض نفسي الحق فى العلاج النفسي بوسائل مختلفة، إلى جانب العلاج الديني"، مؤكداً عدم وجود أي تعارض بين العلاج الإكلينيكي والعلاج بالرقية الشرعية. ولفت الدكتور هاني الجبير إلى انتشار ظاهرة العلاج بالرقية، محذراً من أن بعض من يزاولونها غير أكفاء،"ما أدى إلى حصول أخطاء شرعية، وتلبُّس الدجالين والمشعوذين بلباس الرقية". وأضاف:"الرقية ليست مختصة بأشخاص معينين، وليست لها طريقة معقدة تستدعي اعتماد دراسة خاصة أو الحصول على خبرة معينة، بل تنحصر في الدعاء لأي شخص إذا كان الراقي يعرف ضوابط الدعاء، كأن يكون بعبارات واضحة ومفهومة، وخالية من الشرك بالله، وتجنب الاعتقاد بأن الرقية تؤثر بذاتها، وألا تكون بهيأة محرمة، وألا تشتمل الرقية على شتم أو لعن أو غيرها من الألفاظ المحرمة".