كان المنزل، يضم مجموعة من الغرف الضيقة ذات الأسقف المنخفضة التي بنيت عشوائياً في عهد أبيه. اتفق الشاب وزوجته الشابة على تغيير النمط القديم للمنزل، وشرعا بتقليص عدد الغرف ودمجها من خلال إزالة الجدران الداخلية. تحولت معظم الغرف المتلاصقة في المنزل إلي مكان كبير أصبح فيما بعد صالوناً فسيحاً ذا سقف مرتفع ونوافذ واسعة، تسمح بالمزيد من تسرب الهواء وأشعة الشمس. بدت الغرف الصغيرة المتبقية التي لم يشملها التغيير الجديد أمام الصالون المفتوح، وكأنها زنزانات ضيقة داخل سجن قديم على وشك السقوط. أضيفت بعد انتهاء التشطيبات لمسات جمالية داخل الصالون، لوحات تشكيلية عُلقت على الجدران، إضاءة خافتة، مخارج صوتية لموسيقى منوعة، آلة عرض سينمائية ومكتبة صغيرة بجوارها باقة ورد بألوان مختلفة. غمر الزوج والزوجة شعور بالسعادة بعد انجازهما لمكان بهذا المستوى الكبير من الرحابة والجمال، وعقدا العزم على إقامة حفلة بمناسبة"التغييرات"الجديدة التي حدثت في المنزل وقلبت نظام بنائه القديم رأساً على عقب. حضر الضيوف في الوقت المحدد لإقامة الحفلة، واستقبلهم المضيف وزوجته الشابة في المبنى الجديد. بدأت الموسيقى تتدفق في المكان الفسيح بدفء وحنان وعرض المضيف فيلماً معبراً نال تصفيق الحضور. كان الغبار الكثيف يعصف بأرجاء المدينة ويحجب الرؤيا، ومنظر العاصفة السوداء من خلف النوافذ الزجاجية يثير الفزع. أسدل المضيف ستائر المكان وقرر الضيوف البقاء لحين وضوح الرؤيا وزوال العتمة المخيفة.