تأثرت السوق المالية السعودية بالهبوط الحاد في البورصات العالمية الذي امتد تأثيره إلى أسواق الأسهم العربية، لتواصل السوق السعودية تراجعها للأسبوع الخامس على التوالي، وترتفع خسارة المؤشر منذ مطلع السنة إلى 4878 نقطة، نسبتها 44 في المئة، وكان مؤشر السوق حقق قفزة في قراءته في نهاية التعاملات قبل العطلة نسبتها 6.65 في المئة، دفعته إلى الصعود مجدداً فوق حاجز ال 7 آلاف نقطة، إلا أن المؤشر استأنف التعاملات بعد العطلة الاثنين الماضي مسجلاً أكبر خسارة في تاريخه بلغت نسبتها 9.81 في المئة، وهو ما دفع المتعاملين إلى البيع الاجباري لوقف الخسائر التي أدت إلى تآكل محافظهم الاستثمارية، بعد تكبدهم الخسائر التي أضيفت إلى خسائر سابقة، ومنذ انهيار الأسعار نهاية شباط فبراير 2006 اتسمت تعاملات المتداولين بالحذر نتيجة القلق والخوف اللذين يؤثران في قراراتهم، فاتجه المتعاملون إلى البيع بعد ارتفاع الاسعار ولو بنسبة طفيفة ما يُعوق صعود المؤشر ويُعيده إلى الوراء إلى مستويات غادرها في فترات سابقة، فيما يتجه المتعاملون إلى البيع الجماعي في وقت الأزمات على رغم وجود محفزات عدة تدفعهم إلى الشراء أو على الأقل الاحتفاظ بأسهمهم والبيع دون خسارة، كما هو حاصل الآن، إذ على رغم تراجع مكرر الأرباح للسوق إلى أقل من 13 مرة، وهبوط مكرر الأرباح ل"سابك"و"الاتصالات"إلى أقل من 10 مرات، وإعلان بعض المصارف عن نتائجها المالية عن الأشهر التسعة المنتهية من السنة المالية وتحقيقها نتائج إيجابية، إلا أن البيع هو الاتجاه السائد بين المتعاملين، ويأمل متعاملون في السوق بحدوث ارتداد في أسعار الأسهم، خصوصاً اتجاه بعض البورصات الآسيوية إلى الصعود، وتراجع حدة الهبوط لعدد من أسواق الأسهم العربية. وسارعت المصارف السعودية مع انهيار أسعار الأسهم إلى التنويه من خلال موقع"تداول"بأنه ليس هناك تأثير ملموس لأزمة الرهن العقاري العالمية على الوضع المالي لها، وأن استثماراتها مأمونة المخاطر، فيما قلل نائب محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي محمد الجاسر، من تأثير الأزمة المالية العالمية على الاقتصاد السعودي أو على المؤسسات المالية السعودية، وأكد أن الاقتصاد السعودي لم يشهد أية مشكلات في السيولة، مشيراً إلى"أن النمو خلال الأشهر الثمانية الماضية ارتفع 21 في المئة مقارنة ب 18 في المئة العام الماضي، ما أسهم في ارتداد الأسعار وتقليص خسارة المؤشر نهاية تعاملات الأربعاء إلى 1.5 في المئة". وأنهى المؤشر العام للسوق تعاملات الأسبوع الماضي الجلسات الخمس الأخيرة على خسارة نسبتها 13.64 في المئة، تعادل 973 نقطة، ليهبط المؤشر إلى مستوى 6160.52 نقطة، في مقابل 7133.47 نقطة ليوم الأربعاء من الأسبوع السابق، ومن أصل 126 شركة جرى تداول أسهمها الأسبوع الماضي، هبطت أسهم 124 شركة، منها 104 شركات هبطت بنسبة أكثر من 10 في المئة، بينما كان الارتفاع الوحيد من نصيب سهم"اسمنت تبوك"الصاعد بنسبة طفيفة بلغت 0.33 في المئة، وصولاً إلى 30.50 ريال، وهبطت القيمة السوقية لأسهم الشركات المدرجة في السوق بنهاية تعاملات الأسبوع إلى 1.209 تريليون ريال 322.6 بليون دولار في مقابل 1.39 تريليون ريال 371 بليون دولار، بخسارة مقدارها 181 بليون ريال 48.3 بليون دولار، نسبتها 13 في المئة، فيما فقدت الأسهم منذ أواخر فبراير 2006، عندما سجل مؤشر السوق أعلى مستوى له عندما بلغ 20635 نقطة، 60 في المئة من قيمتها بعد تراجع القيمة السوقية من 3.05 تريليون ريال. وسجلت حركة التعاملات الأسبوع الماضي، ارتفاعاً في معدلات الأداء نتيجة للتدافع إلى البيع من بعض المتعاملين من جهة، وإغراء المستويات السعرية الهابطة للمضاربين من جهة ثانية، إذ ارتفعت كمية الأسهم المتداولة الأسبوع الماضي اخر 5 جلسات إلى 883 مليون سهم، في مقابل إلى 581 مليون سهم الأسبوع السابق للعطلة، بزيادة مقدارها 302 مليون سهم، نسبتها 52 في المئة، فيما صعدت القيمة المتداولة إلى 22 بليون ريال، في مقابل إلى 15.8 بليون ريال، بزيادة مقدارها 6 بلايين ريال، نسبتها 38 في المئة، وصعد عدد الصفقات المنفذة بنسبة 9 في المئة إلى 626 ألف صفقة، فيما ارتفع متوسط حجم الصفقة إلى 1411 سهم في مقابل 1012 سهماً، بزيادة نسبتها 39 في المئة. وطاول الهبوط مؤشرات كل قطاعات السوق، وإن تباينت نسب الهبوط من قطاع لآخر، وكان مؤشر"التشييد والبناء"أكبر الخاسرين بنسبة 23 في المئة، تلاه مؤشر قطاع"التأمين"الهابط بنسبة 17.31 في المئة، فيما بلغت خسارة مؤشر"الصناعات البتروكيماوية"17.1 في المئة، أما مؤشر"المصارف"فبلغت خسارته 11 في المئة، وكانت أقل خسارة من نصيب مؤشر"الإعلام والنشر"بنسبة 4.4 في المئة. أما أبرز الأسهم في تعاملات الأسبوع الماضي فكان سهم"سابك"الذي يستحوذ على 22.4 في المئة من قيمة السوق، وأنهى تعاملات الأسبوع بسعر 90.25 ريال، بخسارة مقدارها 11.75 ريال، نسبتها 11.52 في المئة، أفقدت مؤشر السوق 114 نقطة من تداول 42 مليون سهم، نسبتها 5 في المئة، بلغت قيمتها 3.71 بليون ريال، نسبتها 17 في المئة، فيما هبط سهم"الراجحي"إلى 69 ريالاً، بخسارة نسبتها 8 في المئة، أدت إلى خسارة المؤشر 62 نقطة، وبلغت خسارة سهم"الاتصالات"3.78 في المئة، ليهبط سعر السهم إلى 57.25 ريال، فيما تصدر سهم"سلامة"الأسهم الخاسرة بنسبة تراجع 33.91 في المئة، هبوطاً إلى 41.8 ريال، تلاه سهم"سايكو"بخسارة نسبتها 30 في المئة، ليتراجع سعره إلى 25.10 ريال.