تلقت"الحياة"رداً من عميد كلية اليمامة الدكتور أحمد العيسى، حول ما نشرته"الحياة"في عددي السبت والأحد الماضيين، في ما يتعلق بفرض الكلية رسوماً لدخول محاضرة زويل. هذا نصه: اطلعت على ما نشرته صحيفة"الحياة"في عددها 16346 في تاريخ 27 ذي الحجة 5 كانون الثاني/يناير 2008، بعنوان لافت:"فرض رسوم لدخول محاضرة زويل يثير الاستغراب"ثم تعليق الصحيفة في عددها اللاحق 16347 حول محاضرة العالم الكبير الدكتور أحمد زويل. وحقيقة استغربت أن صحيفة رصينة مثل"الحياة"تركز على قضية تنظيمية جانبية بهذا الشكل، وتجري تحقيقاً حولها من خلال إجابات لعدد من الأكاديميين والباحثين. وحتى لو رأت الصحيفة أن موضوعاً كهذا يجب أن تتناوله وسائل الإعلام بالتحليل، فإن من الموضوعية أن يتضمن التحقيق رأي أصحاب الشأن وهم مسؤولو الكلية في ذلك، وهو الذي لم يحدث ? مع الأسف الشديد ? وأحسب أن في مثل هذا الموضوع فإن عميد الكلية أو مدير التسويق والعلاقات العامة هما المخولان للحديث باسم الكلية في هذا الموضوع. ولهذا فقد رأيت من واجبي توضيح رأي الكلية في موضوع تحديد رسوم للتسجيل في البرامج العلمية والثقافية بشكل عام، وفي ما يتعلق بمحاضرة الدكتور أحمد زويل بشكل خاص في النقاط التالية: أولاً: من حيث المبدأ فإن من حق الكلية فرض رسوم للتسجيل في برامجها العلمية والتدريبية والثقافية، فالكلية ليست مؤسسة حكومية تحصل على موازنات طائلة لأنشطتها وبرامجها من الدولة، وليس لديها مصادر تمويل أخرى خارجية. ثانيا: على رغم تأكيد حق المبدأ في فرض رسوم للتسجيل في البرامج العلمية والثقافية، فإن الكلية كانت واحدة من أنشط مؤسسات التعليم العالي خلال الثلاثة أعوام الماضية في تنظيم الأنشطة الثقافية والعلمية، وكذلك استضافة المؤسسات الاجتماعية لاستخدام مرافقها، وقد قدمت معظم تلك الأنشطة والبرامج مجاناً، ولا يسع المقام هنا لذكر تلك الأنشطة، ولعلكم شخصياً لمستم ذلك عندما مكنت الكلية صحيفة"الحياة"نفسها من استخدام مسرحها الرئيسي مجاناً في حفلة الصحيفة باليوم الوطني قبل عام تقريباً ووفرت الإمكانات كافة للمنظمين لأكثر من أسبوعين. ثالثاً: ليس صحيحاً - من وجهة نظري - أن فرض الرسوم للتسجيل هو عادة ما تتم في المؤتمرات العلمية، وليس مطلوباً في المحاضرات العامة - كما أشار إلى ذلك الدكتور متروك الفالح في التحقيق الذي نشر في صحيفتكم - فنحن نتابع ونتعامل بشكل دائم مع مثل تلك الفعاليات. فعلى سبيل المثال منتدى جدة الاقتصادي - وهو ليس مؤتمراً علمياً، وإنما هو منتدى ثقافي اقتصادي يستقطب متحدثين عالميين في قضايا عامة - كما هو موضوع محاضرة الدكتور أحمد زويل - ويفرض رسوماً تتجاوز 1500 دولار، وكذلك المنتديات الأخرى مثل المنتدى الاستراتيجي العربي ومنتدى دافوس الاقتصادي وغيرها... وأحسب أن قيادياً مثلكم يعمل في قطاع الإعلام يعرف مستوى الرسوم التي تتقاضاها المؤسسات المنظمة في المحاضرات والمنتديات العامة وليس المؤتمرات العلمية. رابعاً: كما أنه ليس صحيحاً - من وجهة نظري - أن التثقيف يجب أن يكون بلا ثمن كما أشار إلى ذلك الأخ الدكتور متروك، ولو كان ذلك صحيحاً لطالبنا بتأمين الكتب الثقافية بلا ثمن، ولطالبنا أيضاً نشر الإعلانات الثقافية في الصحف بلا ثمن، ولطالبنا بتوفير وسائل النقل وتذاكر الطيران مجاناً للشباب والمثقفين للوصول إلى مواقع المحاضرات والندوات والمؤتمرات. خامساً: أعود إلى موضوع محاضرة العالم الدكتور أحمد زويل، فأقول إن اللجنة المنظمة لهذا اللقاء العلمي عندما أقرت وضع رسوم لدخول المحاضرة كانت لسببين: الأول وهو عملية تنظيمية فقاعة المحاضرات الكبرى في الكلية تتسع لحوالي 800 شخص، ولأن المتحدث شخصية عالمية لها شعبية كبيرة، فقد كان متوقعاً حضور عدد كبير من الناس يفوق الطاقة الاستيعابية، ولهذا قررت اللجنة الاتجاه إلى الجامعات والمؤسسات التعليمية مباشرة لترشيح منسوبيها لحضور المحاضرة، بينما تكون مفتوحة للتسجيل للجمهور وفق الرسوم المقررة، وهذا ما حدث عندما وضعت الكلية إعلان المحاضرة. الثاني كان لضبط عملية التسجيل لنواحي أمنية والجميع يعرف ما حدث في الأسبوع الثقافي للكلية في العام الماضي. علماً أن اللجنة قررت منذ البداية إتاحة الفرصة لطلاب الكلية وطالباتها للتسجيل مجاناً، إضافة إلى أعضاء هيئة التدريس، وهذا وحده كفيل بحجز المقاعد المتوافرة كافة في المسرح الرئيسي. سادساً: ولكن لما علمت الكلية بتحفظ الدكتور زويل على عملية الرسوم والتسجيل، إذ إنه لم يتقاضى مبالغ مالية في مقابل تقديم المحاضرة، وحيث لم يكن بالإمكان إيضاح الأمر له قررت اللجنة إلغاء عملية التسجيل بالرسوم والاقتصار على تأمين المقاعد عن طريق التنسيق المباشر مع الجامعات والمؤسسات العلمية والشركات الخاصة، وهذا ما حدث بالضبط إذ قدمت بعض الشركات الراعية للمحاضرة مقاعد مجانية للمسجلين. سابعاً: كما أؤكد أن الكلية كانت حريصة ومنذ البداية ? وليست بعدما نشرت صحيفة الحياة موضوعها - على استفادة أكبر عدد ممكن من المهتمين للحضور والمشاركة، وهذا ما جعل الكلية تبادر للتنسيق مع الجمعية السعودية لتطوير ونقل التقنية لنقل المحاضرة مباشرة عبر الأقمار الصناعية إلى 20 موقعاً في مختلف مناطق المملكة، وتحملت مع الجمعية تكاليف النقل الباهضة. والمعروف أن ترتيباً كهذا يتطلب أسابيع من العمل والتنسيق والحجز وغير ذلك من الأمور التنظيمية. آمل من سعادتكم نشر هذا التوضيح، ولكم منا الشكر والتقدير. الدكتور أحمد بن محمد العيسى. عميد كلية اليمامة.