فوجئ الوسط الثقافي والمهتمون بالبحث العلمي بالرسوم التي أقرتها كلية اليمامة لحضور محاضرة الدكتور أحمد زويل التي ستقام مساء اليوم، واعتبرها البعض باهظة ومبالغاً فيها. وحددت الكلية 350 ريالاً للطلاب و500 ريال للفئات الأخرى. وأثارت الرسوم المفروضة تعجب عدد من الأكاديميين والباحثين، إذ أبدى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود الدكتور متروك الفالح تعجبه من فرض رسوم على المحاضرة، وقال:"إن هذا يعني أن الدخول للمحاضرة يقتصر على شريحة معينة قادرة على الدفع، بينما سيحرم منها غير القادرين ومعظمهم من طلاب الجامعات، الذين يجب أن يكونوا هم الفئة المستهدفة للحضور". وأضاف:"بما أن الهدف من المحاضرة الثقافة العامة والاطلاع المباشر على تجربة رائدة كتجربة الدكتور زويل، فيجب أن يكون التثقيف هنا بلا ثمن. فالطلاب لهم الأولوية بالحضور لأنهم في مرحلة تكوين وعيهم العلمي، وهم من سيجد في شخصية الدكتور زويل القدوة والمثل الأعلى". وأكد الفالح أن إجراء كهذا"عادة يتم في المؤتمرات العلمية، التي يتم فيها التسجيل مسبقاً من المهتمين وليس مطلوباً في محاضرة عامة". واعتبرت الدكتورة فوزية أبو خالد أن الرسوم مبالغ فيها،"وإن كانت كلية اليمامة ترى أنه لا بد منها، فكان يمكن أن تجعلها مناسبة للطلاب على أقل تقدير". أما الناشط الاجتماعي صالح الصويان فيرى أن استقطاب الدكتور زويل فرصة"ينفتح فيها الناس على تجربته العظيمة، كما أنها فرصة لحضور الطلاب كي نستطيع أن نستفز مشاعرهم تجاه البحث العلمي، ونعزز فيهم القدوة المناسبة للامتثال بنهجها، ولكن فرض رسوم للحضور سيجعله مقتصراً على نخبة معينة قادرة على ذلك، وسيزيد من الحسرة في نفوس غير القادرين". أما وليد الغصون، أحد المهتمين بالبحث العلمي وتطوره، فيقول:"كنت اعتزم الذهاب مع مجموعة من الأصدقاء، ولكننا أصبنا بخيبة أمل بعد أن عرفنا قيمة الرسوم، وبخاصة أنها غير رمزية وإنما عالية جداً". وعبّر عدد من الطلاب في مجال البحث العلمي عن استيائهم من فرض هذه الرسوم الباهظة، وأنهم اضطروا لإعادة النظر في حضور هذه المحاضرة آسفين. لكن في المقابل لم تثن هذه الرسوم عدد كبير من المهتمين، إذ بادروا بتسجيل اسمائهم ودفعوا الرسوم من أجل حضور محاضرة الدكتور أحمد زويل، التي اعتبروها حدثاً استثنائياً. ووجهت كلية اليمامة الدعوة إلى عدد من الوزارات والمؤسسات التعليمية وكبرى الشركات، لتقوم بدورها بترشيح منسوبيها لحضور هذه المحاضرة، التي ستقوم الكلية بنقلها إلى عدد من المناطق، إضافة إلى كثير من الجهات والفضائيات التي ستستقبل البث مباشرة. وتنقل كلية اليمامة بالتعاون مع الجمعية السعودية لتطوير ونقل التقنية المحاضرة الكبرى التي سيقدمها العالم العربي الكبير الدكتور أحمد زويل مساء اليوم في قاعة المحاضرات الكبرى في الحرم الجامعي لكلية اليمامة إلى 20 موقعاً خارج مدينة الرياض، وذلك على الهواء مباشرة عبر الأقمار الاصطناعية. وأوضح عميد كلية اليمامة الدكتور أحمد بن محمد العيسى، أن أهمية المحاضر والمحاضرة التي سيكون موضوعها:"حالة العلم والتكنولوجيا في العالم المعاصر"استوجبت السعي لبثها إلى أكبر عدد ممكن من المهتمين في المناطق كافة. وأشاد عميد الكلية بتعاون الجمعية السعودية لتطوير ونقل التقنية وبمتابعة نائب رئيس الجمعية الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل في ترتيب عملية النقل والإشراف الكامل على الأمور الفنية والإدارية لعملية النقل. ودعا عميد الكلية، المهتمين بقضايا التقدم العلمي والتكنولوجي إلى الاستفادة من المحاضرة بالحضور والمناقشة،"بخاصة أن من سيقدمها هو عالم معروف على مستوى العالم في أبحاثه ومساهماته العلمية المميزة والتي أسهمت في حصوله على جوائز عالمية عدة تفوق مئة جائزة، أبرزها جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999، وجائزة الملك فيصل العالمية عام 1989، وهو الذي يعمل حالياً في واحدة من أهم مراكز البحث العلمي العالمي، إذ يحتل رتبة أستاذ كرسي في معهد كاليفورنيا للتقنية California Institute of Technology".