لجأ السعوديون أمس في مناطق السعودية المختلفة إلى الاستعانة بأطفالهم في صلاة الاستسقاء، آملين مشاركة أطفالهم لهم في الدعاء إلى الله بإنزال الغيث، والاستجابة وهطول المطر، بعد أن يبس الزرع وجف الضرع. وتسجل فكرة مشاركة الأطفال في صلاة الاستسقاء إلى وزارة التربية والتعليم، بعدما وجهت مدارس البنين كافة صباح أمس، بإقامة صلاة الاستسقاء داخل المدارس للمرة الأولى. ففي الجوف، وتحديداً في مدينة سكاكا، على رغم تسجيل درجة الحرارة خمس درجات تحت الصفر وقت إقامة الصلاة، إلا أن الأطفال بدوا أكثر حماسة من آبائهم ومعلميهم في تضرعهم إلى خالقهم، وطلبهم الرحمة بإنزال المطر، إذ لم يهطل المطر في سكاكا منذ أشهر عدة. وردد الطلاب في مدرسة أحمد بن حنبل الابتدائية مع معلمهم مطر الشمري أدعية الإغاثة. الذي أكد في خطبة صلاة الاستسقاء أهمية التضرع لله رب العالمين في أوقات الشدائد والمحن. قسم كبير من الآباء فضلوا مشاركة أبنائهم في أداء الصلاة في مدارسهم، وحرص أصحاب المواشي تحديداً على إحضار أبنائهم الطلاب باكراً إلى المدارس، حتى تحل البركة ويستجيب الله لدعاء الأطفال، بأن تُمطر السماء لتكسو المراعي الغطاء الأخضر كما يقول محمد العنزي. وبدت علامات الحزن واضحة على محيّا العنزي أثناء حديثه مع"الحياة"، بسبب جدب الأراضي وخلوها من الحشائش والأعشاب، التي تقتات منها أغنامه بفعل انحباس المطر طوال الأشهر الماضية. وذكر أن غلاء سعر أعلاف الأغنام، دفعه إلى بيع قسم كبير من أغنامه، بغية تعويض خسائره المستمرة، داعياً الله بأن ينزل الأمطار النافعة،"رحمة بالأطفال". وفي العاصمة، أدى 400 ألف طالب في جميع المراحل الدراسية، صلاة الاستسقاء في مدارسهم بإشراف من معلميهم، وأخذ معلمو التربية الإسلامية دور الأئمة، وقاموا بإلقاء الخطب بهذه المناسبة والدعاء إلى الله بجلب الفرج. وإلى الجنوب من السعودية، شرح معلمو مواد التربية الإسلامية في مدارس منطقة نجران، كيفية أداء صلاة الاستسقاء عملياً لطلابهم، قبل أن يقوم 50 ألف طالب توزعوا على 300 مدرسة، بأدائها مع أولياء أمورهم داخل المدارس. وقال المدير العام للتعليم في منطقة نجران حسين بن أحمد القربي، إن إقامة الصلاة في المدارس، جاءت بناء على توجيه وزير التربية والتعليم، بشأن تأدية هذه الصلاة التي تعد فرض كفاية. وكان وزير التربية الدكتور عبدالله العبيد، أصدر برقية عاجلة إلى مديري التربية والتعليم للبنين، وجّه فيها بإقامة صلاة الاستسقاء في مدارس البنين وتخصيص حصة دراسية للحديث عن هذه الشعيرة المباركة أمام الطلبة، لبيان منزلتها، وتذكيراً بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عند حاجة البلاد والعباد إلى نزول المطر.