تنظيم المسابقات أحسبه صناعة وفناً لا يجيده أي أحد، وتجهيز روزنامة المسابقات بطولة وحده, لأنها تمكن الأندية والاتحادات من أداء أدوارها كما يجب، وإعداد مثل هذه الروزنامة يتطلب تنسيقاً مع الاتحادات القارية ومع الشركات الراعية ومع قنوات النقل التلفزيوني... لأن الكل ذو صلة بالمسابقات كل في مجاله، والكل يبحث عن منحه الفرصة الكاملة ليستثمرها كما يجب. وللأسف نجد الكل يشتكي والكل يتخبط والكل يلقي اللوم على الآخر. لو تأملنا كل دوريات العالم لوجدنا أن مبارياتهم تلعب في أيام معينة تتيح الحضور الجماهيري المرتفع والنقل التلفزيوني الربحي. والجمهور هو الشريحة المستهدفة في تلك الروزنامة، ولكن للأسف لا أحد يلقي له بالاً فنحرمه من أبسط حقوقه وهي المتعة الكاملة. فلا نختار أياماً معينة يبرمج فيها الإنسان وقته بين عمله وعائلته لأجل ألا تفوته مباراة فريقه، ولا نختار وقتاً مناسباً لإقامة المباريات فالشتاء والصيف سواسية والضحية الجمهور في عز البرد فما المانع من إقامة المباريات شتاء في العصر أو بعد الظهر أحياناً، خصوصاً في شمال المملكة، وما المانع أن تكون المباراة بعد صلاة المغرب مباشرة، لتنتهي باكراً فتهدأ الطرقات وتستطيع الصحف تغطيتها كما يجب، بدلاً من السهر حتى منتصف الليل أحياناً، فتتأثر مؤسسات المجتمع الأخرى من أسر ومدارس وأماكن عمل بذلك. لماذا تقام المباريات في وقت واحد فنحرم من متابعتها كما يجب؟ لماذا لا تكون كل ساعتين مباراة بواقع 3 مباريات في اليوم فتكون الوجبة كاملة واليوم حافلاً بالأحداث والمتابعة؟ التخطيط الرياضي مهم جداً، وهو ليس مختصاً فقط بتجهيز المنتخبات والفرق لأعوام مقبلة بل في منح الجسد الرياضي البنية التي تكفل له كل الصحة والسلامة والإبداع، التخطيط الجيد للمسابقات يكفل القوة والمنافسة القوية بين الأندية ويسمح لها بوضع خطط مناسبة للفوز بالبطولات من دون أن تعيش في إطار التكهنات والمفاجآت والتأجيلات وفي هذه السنة وجدنا كيف تم إفساد مسابقة الدوري، وكيف تم حرق وهج بطولة كأس الأمير فيصل، ونضع أيدينا على قلوبنا خوفاً على البطولة الأغلى بطولة الأبطال بطولة كأس خادم الحرمين، التي نتمنى أن تتم وفق آلية تضفي عليها الجمال في كل اتجاهاتها فالأندية التي لم تستطع الظفر بالدوري ستحرص أن تكون ضمن الأندية ال8 الكبار، التي قد تتاح لها الفرصة من جديد للظفر بالبطولة الأغلى هذا العام وكل عام.