شارك مع المنتخب السعودي في بطولة أمم آسيا الأخيرة، وكان في محل الثقة التي أولاها له المدرب البرازيلي آنغوس، وفي المقابل فهو يرى انه ليس هناك مركز محتكر في المنتخب السعودي من أي لاعب، ويؤكد أن البقاء سيكون للأفضل. إنه قلب دفاع المنتخب السعودي الأول وليد عبدربه، الذي لا ينكر الفائدة التي قدمها له خالد بدرة، مرجعاً خسارة فريقه الأخيرة أمام الاتحاد إلى"الظروف". "الحياة"التقت وليد في حوار جاء على النحو الآتي: كيف استقبلت خبر انضمامك للمنتخب السعودي قبل المشاركة في بطولة قارية كأمم آسيا؟ - لا أستطيع أن اصف لك كم كنت سعيداً بذلك الاختيار، والحمدلله أنني كنت محل ثقة من اختارني، والكل شاهد مشاركتنا الفاعلة في تلك البطولة. هل عشت لحظات التحدي مع النفس وأنت تلعب للمرة الأولى في مركز كان يلعب فيه لاعبون لهم تاريخ عريض في عالم الكرة؟ - لم يكن اختياري من باب المصادفة بل نظير ما قدمته في الموسم الماضي من مستوى أهلني لأكون مع المنتخب الأول، وأن العب أساسياً طوال مباريات كأس أمم آسيا، وفعلاً عشت لحظات التحدي مع نفسي لكي اثبت وجودي ولكي يكون لي اسم ضمن قائمة المنتخب وبين أفراده، والحمد لله تحقق لي ما كنت أتمناه. لعبت في مركز لاعب الاتحاد حمد المنتشري الذي حقق أفضل لاعب آسيوي قبل أعوام عدة، الم ينتابك الخوف من عدم التوفيق؟ - المنتشري لاعب كبير ولا احد ينكر ذلك، فهو قدم مع الاتحاد والمنتخب السعودي مستويات جعلته يتربع على قمة لاعبي آسيا، ولكن صدقني انا شاركت في جميع مباريات المنتخب، وأنا أسعى لكي يكون لي اسم ولكي اثبت نفسي كلاعب يلعب للمرة الأولى مع المنتخب، وليعلم الجميع أن باب المنتخب مفتوح دائماً للاعب الأفضل ولن يبقى حكراً على أسماء معينة، فمصلحة الوطن تفوق كل شيء. ألم تكن لديك مخاوف كونك تلعب أنت وزميلك لاعب الوحدة أسامة هوساوي للمرة الأولى خلفاً للاعبين احمد المنتشري ورضا تكر المعروفين لدى الجماهير السعودية والعربية؟ - كان التفاهم موجوداً بيني وبين زميلي أسامة، وكل من تابع مباريات المنتخب لاحظ ذلك، وأسامة يعتبر من اللاعبين المميزين في الكرة السعودية حالياً، ولم نواجه أية مشكلة في معرفة كل ما يريده الشخص الآخر، فالتدريبات اليومية والمباريات الودية التي لعبناها كفيلة بأن تخلق التجانس والتفاهم وهذا ما حصل. وكما ذكرت سابقاً، المراكز في المنتخب ليست حكراً على أسماء معينة، فكل من يثبت جدارته سيحظى بارتداء أغلى شعار وهو شعار المنتخب. أكثر ما يُعاب على وليد عبدربه هو كثرة الانزلاق الانبراشات ما تسبب في حصولك على بطاقات ملونة؟ وتعرض الفريق الذي تلعب له لأخطاء يستغلها الخصم؟ - سمعت هذا الكلام كثيراً عبر الصحف، ولكنني ألعب دائماً على الكرة وبشكل رجولي من دون الاحتكاك المباشر المتعمد ضد لاعبي الخصم، فهذه طريقة لعبي وأنا أجيدها وكل من تكلم عنها يحاول التصيد في الماء العكر. يرى البعض أن وجودك في النادي الأهلي وبجانب خالد بدرة أفادك كثيراً، ما صحة ذلك القول؟ - خالد بدرة لاعب كبير وشهادتي فيه مجروحة ولا احد ينكر إمكانات بدرة، إضافة إلى انه لاعب خبرة استفدت منه الكثير في هدوء تعامله مع المهاجمين وطريقة الاحتكاك مع لاعبي الخصم، إضافة إلى أنه دائماً يجعلك تشعر بالأمان عندما تكون بجانبه. يوجد لدى الأهلي أكثر من ستة لاعبين في خانة قلب الدفاع ومع ذلك معظم الأهداف تأتي من تلك المنطقة، ما السبب؟ - معظم لاعبي الأهلي شباب وينتظرهم مستقبل كبير بلا شك، ولا تنس أن لاعبي خط الدفاع الأهلاوي موجودون في المنتخبات الوطنية الشباب والاولمبي والأول وهذا الأمر يعود بفائدة كبيرة على خط دفاعنا، والسبب هو وجود احتكاك أكبر بمهاجمين أصحاب مستويات مرتفعة، وعموماً أنا أرى أن كل من يقلل من لاعبي هذا المركز في الأهلي ليست لديه وجهة نظر. لعب في مركز قلب الدفاع منذ بداية الموسم إلى الآن كل من خالد بدرة، وليد عبدربه حسين البيشي، عماد صديق، محمد عيد، ألا يعد هذا دليلاً على وجود خلل لم يستطع المدرب إيجاد حل مناسب له من بين هؤلاء؟ - الأسماء التي ذكرتها هي أسماء للاعبي المنتخب ما عدا عماد صديق، ألا يكون ذلك كفيلاً بإثبات أنهم نجوم، أما مسألة التغيير والتبديل فهي بسبب الإصابات التي يتعرض لها الفريق بعد كل مباراة، والكل شاهد مباراة الاتحاد الأخيرة، وكم من لاعب أصيب في تلك المباراة. هل ترى أن مركز الأهلي حالياً في الدوري مناسب لفريق حقق بطولة العام الماضي؟ - لا لم نكن نتوقع أن تكون بدايتنا هكذا، ولكن أعتقد أن هناك أموراً كثيرة ساعدت كي نصل إلى هذا المستوى، فعندما تعسكر بفريق وتلعب بفريق آخر يحدث ذلك، وهذا ما حصل، فجميع لاعبي معسكر تونس لم يشارك منهم سوى لاعبين فقط هما حسين عبدالغني وصاحب العبدالله. جمهور الأهلي يريد أن يعود الفريق كما كان بطلاً، فماذا تقول لهم؟ - دائماً ما تكون بداياتنا متعثرة قليلاً، ولكن سرعان ما نعود لمستوانا ونحقق لهم البطولات، ولكن ما نحتاج إليه الآن منكم الوقفة الصادقة مع الفريق للمنافسة على تحقيق بطولة الدوري بإذن الله. لم يقدم الفريق أي مستوى في مباراة الاتحاد الأخيرة، بل كانت علامات الهزيمة واضحة على لاعبي الأهلي قبل اللقاء، كيف تصف لنا تلك المباراة؟ - بالعكس لعبنا بروح وعزيمة، على رغم أننا كنا في وضع غير جيد على عكس الاتحاد المتصدر، والذي لا يوجد لديه أي إصابات، ومع ذلك قدمنا مباراة كبيرة لولا الإصابات التي داهمت الفريق، وأنا واحد منهم، ولولا ذلك لما فاز الاتحاد، والدليل ولوج الأهداف في مرمانا في آخر خمس دقائق. البعض يرى أن الخسارة تعود إلى الانفعالات الزائدة من بعض لاعبي الفريق؟ - عندما تلعب بإخلاص يرى البعض أنها خشونة وانفعال لعدم الخسارة مهما كانت الظروف وطريقة سير المباراة، وأعتقد أن الاتحاد ساعدته الظروف كثيراً في خسارتنا. أنت بذلك تقلل من قوة الاتحاد في تلك المباراة؟ - مع الاحترام لكل الاتحاديين، لو كان الأهلي في وضعه الطبيعي لما فاز الاتحاد على رغم انفراده بالصدارة ووجود لاعبين دوليين لديه، فالأهلي قادر على مجاراته والفوز عليه، والكل شاهد ما حققناه الموسم الماضي في بطولتي كأس الأمير فيصل وكأس ولي العهد، ولقد حققناهما بجدارة واستحقاق. نحن في زمن الاحتراف، فلو انتهى عقدك مع الأهلي، وقدم لك الاتحاد عرضاً للانتقال إلى صفوفه، فهل تفعل ذلك؟ - الاتحاد فريق كبير، ولكني لا أتصور نفسي في غير الأهلي مهما كانت فلوس الاتحاد أو غيره، لأنني أثق في رجال الأهلي، وأنهم الأفضل على مستوى الأندية السعودية. من وجهة نظرك، ماذا فعل بوكير بالأهلي؟ - بوكير مدرب كبير، ولكن لم يكتب له التوفيق مع الفريق، فقد حاول كثيراً واجتهد، ولكن أعتقد كما ذكرت سابقاً أن طريقة الإعداد هي ما سببت لنا المشكلات. يبدو أنك غير راض عن معسكر تونس وبطولة سويسرا؟ - ليس بهذا الشكل، ولكن عندما ذهب بوكير إلى معسكر تونس كان هناك غياب لفريق كامل عن المعسكر، وهذه أمور بطبيعة الحال تُحرج أي مدرب مهما كان اسمه، ولو لاحظت لوجدت أنه عندما بدأ الدوري كان المشاركون ممن شاركوا في المعسكر الخارجي لا يتعدون أصابع اليد، وهذا ما يعني أن المعسكر لم يف بالغرض الذي عقد من أجله. البعض يرى أن قائد الفريق حسين عبدالغني دائماً ما يضع الفريق في مواقف حرجة بأفعاله، ماذا تقول؟ - حسين عبدالغني نجم كبير، لا يختلف عليه اثنان بل انه أكثر اللاعبين حماسة للشعار الذي يرتديه، سواء في النادي الأهلي أو مع المنتخب وحتى في التدريبات اليومية، فهو يلعب دائماً بالروح المطلوبة، ولكن مشكلة حسين عبدالغني انه غير محبوب من بعض الإعلاميين الذين دائماً يحاولون التقليل من نجوميته، لأنه يغلبهم دائماً بمستواه الرفيع الذي لم أشاهد مثله في حياتي، ولو لم يكن حسين لاعباً كبيراً لما كتب عنه البعض وانتقده الآخرون في مسيرة النادي الأهلي والمنتخب السعودي. خالد بدره ينوي الرحيل بعد أن قدم مستوى كبيراً مع الفريق الموسم المنصرم كيف تصف ذلك؟ - خالد بدره يعتبر من اللاعبين الأجانب المحترمين، ومن الذين قدموا مستوى رفيعاً مع الأهلي، إضافة إلى أخلاقه الدمثة التي يشهد لها الجميع، وبصراحة رحيله خسارة للفريق، ولكن هذا هو حال الكرة، وأتمنى له التوفيق في مسيرته المقبلة. كيف ترى عودة المشرف على الكرة وجدي الطويل؟ - وجدي الطويل أخ كبير لنا جميعاً، وهو الشخص القريب الذي يتفهم أمورنا الخاصة، وابتعاده منذ بداية الموسم كان خسارة، ولكن الحمدلله كانت عودته في الوقت المناسب لما يملكه من خبرة. محترفو الأهلي هذا الموسم دون المستوى؟ - اللاعب الأجنبي توفيق من الله، وقد يكون من أسباب عدم بروز لاعبي الأهلي الأجانب منذ بداية الموسم المستوى العام للفريق، والذي لم يكن جيداً، وهذا بطبيعة الحال يؤثر على أدائهم، ولكنني اعتقد أن إدارة النادي أسرعت بإيجاد البديل، فعودة كابو مكسب لما يملكه هذا اللاعب من مستوى، كما أتمنى لهم الاختيار الموفق للاعبين الآخرين، كي يستفيد الفريق من قدراتهم، وهذا ما يسعى إليه كل فريق. أنت الآن تواصل علاجك داخل النادي الأهلي، بعد أن تم استبعادك من قائمة المنتخب السعودي بسبب الإصابة، متى ستكون عودتك لمزاولة الكرة؟ - أنا انضممت إلى المنتخب ولم استطع أن أشارك زملائي اللاعبين في المعسكر، فكانت عودتي سريعة لاستكمال رحلة علاجي في النادي الأهلي، وهي التي قد تصل إلى ثلاثة أسابيع، ولذلك فمن المرجح أنني لن أستطيع المشاركة في البطولة العربية. من من اللاعبين القدماء في النادي الأهلي تتمنى أن تصل إلى مستواه؟ - وحيد جوهر والذي كان لاعباً بارزاً في وقته، وكنا ننظر إليه بإعجاب كونه يلعب بأداء فني أكثر من رائع. وأيضا عبدالعزيز عمر صمدو الذي يلعب الكرة الرجولية بصلابة تجعل المهاجمين يهابونه مهما كانت خطورتهم، واعتقد أن دفاع الأهلي كان مليئاً بالنجوم التي قدمت نفسها على خريطة الكرة السعودية. وحالياً من هو المدافع الذي يعجبك أداؤه؟ - جميع مدافعي الأهلي نجوم، وانضمامهم للمنتخبات الوطنية دليل على كلامي، وفي الفرق الأخرى هناك العمري في الاتفاق، والبحري في النصر، وأسامة في الوحدة، فهؤلاء هم الأبرز. أخيراً ماذا تود أن تقول؟ - أقول لجماهير الأهلي ان الفريق مقبل لإضفاء البسمة على وجوههم، وكل ما نتمناه هو الوقفة الصادقة مع كل لاعب كي يثبت نفسه، ويخدم الفريق، وليعلم الجميع أننا في الموسم الماضي بدأنا بالطريقة ذاتها إذ تعرضنا إلى خسارتين، ومن ثم بعد ذلك حققنا بطولتين غاليتين على قلوبنا أمام منافسنا التقليدي الاتحاد وبإذن الله سنحقق آمال وتطلعات الجماهير، متى ما كنا يداً واحدة، ولن يستطيع الإعلام تفرقتنا، ومن المؤكد أن الجميع يفهم كلامي جيداً.