أفرز قانون"للعائلات فقط"المتبع في غالبية الأسواق التجارية والحدائق العامة، متسولات من نوع جديد. في هذه المرة لم تعد المتسولات يسألن الناس المال معتمدات على رضيع بين أيديهن يردن إطعامه، أو طفلٍ"رث الهيئة"يثير مظهره الشفقة. تتخذ المتسولات الجدد أسلوباً جديداً ومبتكراً، يعتمد على مساومة الشباب والمراهقين المتسكعين على أبواب الأماكن العامة لإدخالهم إلى هذه الأماكن، في مقابل مبلغ مالي يتفق عليه، في ما يشبه"رسم دخول"، يقمن بعدها باتخاذ شكل المحرم الذي يساعدهم في الدخول إلى المكان الذي يريدونه. ما إن تلمح إحداهن عازباً منع من الدخول إلى أحد الأماكن المخصصة للعائلات، حتى تهرول إليه، وتتفاوض معه على سعر معين، يصل أحياناً إلى 100 ريال، وفي المناسبات كالأعياد وأيام الإجازات تصل القيمة إلى 300 ريال. لا يخفي الشاب محمد عبدالله 26 عاماً تعامله مع المتسولات الجدد، ويقول:"بدأت قصتي في التعامل مع المتسولات من باب الصدفة البحتة، وكالمعتاد كنت كلما أذهب إلى سوق أو حديقة أو أي مكان عام، تواجهني جملة"للعائلات فقط"، لأعود من حيث أتيت خائب الأمل". ويضيف:"كررت المحاولة في أحد الأيام للدخول إلى أحد المتاجر الكبيرة، وكالعادة رجعت بخيبة أمل عندما رفض رجل الأمن إدخالي، وما إن اقتربت من سيارتي وجدت امرأة تناديني، وتسألني هل تريد الدخول؟ فأجبتها بالتأكيد، واشترطت لإدخالي 100 ريال". ويضيف:"وافقت على الفور، ولم أفوت فرصة أن تمدني برقم جوالها الخاص لأستعين بها في حال حاجتي إلى دخولي السوق من جديد، وبالفعل أمدتني برقمها، ودخلنا سوياً من بوابة السوق الخارجية وتفرقنا بعدها في الحال". ويروي إبراهيم عبدالله قصته الشبيهة بسابقه، التي حدثت أمام مجمع"المملكة"في الرياض، ويذكر أنه اكتشف في ما بعد وجود العشرات منهن أمام الأسواق والأماكن العامة، ممن يتسولن بالطريقة ذاتها. ويضيف:"اتصلت هاتفياً بإحداهن لتلحق بي إلى سوق آخر حتى تساعدني في الدخول، فأعطتني رقماً هاتفياً آخر، وقالت إن الرقم يخص المسؤولة عن السوق التي أعتزم الذهاب إليها". ويتابع:"منذ ذلك اليوم، حلّت عقدتي مع مصطلح"للعائلات فقط"، خصوصاً مع امتلاكي مجموعة من أرقامهن، وأصبحت أزود بها كل من يحتاج إلى دخول الأماكن التي نطرد ونمنع من دخولها".