نظمت الجمعية السعودية للإعلام والاتصال، ورشة عمل بعنوان"دور الإعلامية في دعم العمل الخيري"، برعاية مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية في الرياض أمس، حضرتها نخبة من الإعلاميين والإعلاميات والمهتمين بالعمل الخيري. ورفضت الإعلاميات اللاتي حضرن الورشة اتهامهن بأن دورهن قاصر في المؤسسات التطوعية. واعتبرت المشرفة التربوية في الإدارة العامة للتخطيط والسياسات هاجر حبيب الله نياز، أن ما يذكر عن أن إسهام المرأة في المؤسسات التطوعية قاصر لا ينتمي إلى الحقيقة بأي حال من الأحوال. وأضافت أن للنساء دوراً فاعلاً في مثل هذه المؤسسات، مثل مشروع ابن باز لإعانة الشباب على الزواج ولجنة الإصلاح الأسري. وشددت على وجود عوائق كثيرة تحد من اسهام النساء في العمل التطوعي، أهمها رفض الرجال في هذه المؤسسات فتح أقسام أو وحدات نسائية من باب أن"الباب اللي يجيك منه الريح سده واستريح". كما ذكرت الكاتبة والباحثة لبنى الطحلاوي أن الحاضرات غير متفائلات، لأن معظم اللقاءات المماثلة لا يتم تفعيل توصياتها، وشددت على ضرورة التصدي للحملات الإعلامية التي تسعى إلى تشويه دور المرأة"في وقت نجد فيه الاهتمام بسيدات الأعمال فاق الاهتمام برجال الأعمال". وتمنت نائبة مساعدة التدريب والتطوير في المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتورة منيرة العلولا، أن يكون هذا الملتقى نواة لملتقيات أخرى تطرح قضايا الإعلاميات ومعاناتهن بطريقة مباشرة، وأثنت على الحضور والتفاعل الإيجابي. وصرحت مشرفة التحرير الإعلامي في موقع"آسية"آسية آل رشود بأن"تسليط الضوء الإعلامي على أنشطة المؤسسات الخيرية ضروري ومهم لإيصال رسالة هذه المؤسسات لجمهور أوسع وشرائح أكبر من المجتمع". لكنها لاحظت ضعف الظهور الإعلامي لكثير من المؤسسات الخيرية"وهذا نتفق عليه جميعاً ولكن لا يجوز إلقاء اللوم بالكامل على وسائل الإعلام، فكما يوجد قصور إعلامي من بعض المؤسسات الإعلامية يوجد أيضاً مؤسسات أخرى جعلت من أولوياتها دعم المشاريع الخيرية". وأشادت بانسجام أوراق العمل المقدمة والدور الفاعل للإعلام في دعم العمل الخيري، ونوّهت بضرورة متابعة توصيات اللقاء وتفعيلها في أسرع وقت ممكن. وأكدت الأستاذة المساعدة في كلية الآداب التابعة لجامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة نورة خالد السعد ل"الحياة"، أن المداخلات التي شهدها اللقاء كانت جيدة، لأنها توضح عمق الثقافة الإعلامية، خصوصاً في جانب الرجال لخبرتهم وتخصصاتهم الإعلامية". وبسؤالها عن رأيها في مهاجمة الإعلاميات لعدم التزامهن بالحجاب الشرعي، قالت:"ما جاء في تعليق بعض الأخوات من رفض لعدم التزام بعض الإعلاميات السعوديات بالحجاب الشرعي ومطالبتهن بالبعد عن الزينة والتبرج، فإني أثق بأن الالتزام بالحجاب الشرعي ليس حرية شخصية، ولا يخضع لمتغيرات العصر كما يقال، فهو أمر رباني ولابد من الانصياع له، وأرى أنه لن يقلل أو يعوق الإعلامية عن أداء رسالتها". وانتهت الورشة بتوصيات أهمها دعوة المؤسسات الخيرية المانحة إلى تبني مجموعة من المشاركات العملية التي تنهض بالإعلامية السعودية كي تؤدي دورها في النهوض بالعمل الخيري، ودعم مجموعة من الدراسات التي يتم في ضوئها تحديد السمات العامة للإعلامية السعودية وفقاً لقيم المجتمع وخصائصه. ودعا المشاركون إلى إيجاد سبل فاعلة لبناء جسور عملية تربط المؤسسات الخيرية بالمشاريع الإعلامية النسائية، وإنشاء كرسي عن الإعلام الخيري في الجامعات السعودية يعمل على تبني مشروع عملي ويرسم رؤية استراتيجية واضحة في هذا المجال.