أكد نائب رئيس الهلال السابق خالد المعمر أن نصف سكان السعودية يشجعون نادي الهلال، مطالباً بتكريم مؤسس النادي عبدالرحمن بن سعيد، واصفاً إياه بالأب الروحي للهلاليين. وأرجع تراجع أداء الفريق الهلالي إبان فترة وجوده في إدارة الهلال إلى انتقال المدرب البرازيلي باكيتا إلى المنتخب السعودي الأول في منتصف الموسم، مؤكداً أن الاستقرار الإداري والفني والعناصري أسهم في تحقيق الفريق نجاحات متتالية خلال الفترة الأولى من عمل إدارة الأمير محمد بن فيصل، مطالباً باستمرارها، ومشيراً إلى أنها ازدادت خبرة مع تعاقب السنين. وأوضح المعمر أن دعم أعضاء شرف الهلال المادي والمعنوي والنفسي قاد الهلال لأن يكون الطرف الثابت في المنافسات، مشيراً إلى حفلة الاعتزال غير المسبوقة لقائد الفريق السابق النجم سامي الجابر، واصفاً إياه بأنه قمة في الوفاء، مطالباً بقية الأندية بأن تحذو حذو الهلال في تكريم النجوم المميزين. وامتدح نائب رئيس الهلال السابق الخطوات التي تتخذها الرئاسة العامة لرعاية الشباب بقيادة الأمير سلطان بن فهد ونائبه الامير نواف بن فيصل في ما يتعلق بالانتخابات وتعزيز الاتجاه الاستثماري في الأندية. عملتَ نائباً للرئيس في بداية رئاسة الأمير محمد بن فيصل... فكيف تقوّم تلك الفترة؟ - عندما بدأ عمل إدارة الأمير الشاب محمد بن فيصل كانت الأمور بالنسبة إلينا جديدة، وكانت بمثابة الانطلاقة، وكنا نسعى لأن نضع استراتيجية محددة ينطلق معها أسلوب عملنا ومنهجيتنا التي سنسير عليها، وكل ذلك تم بمتابعة أعضاء الشرف وبإشراف مباشر من الرئيس الأمير محمد بن فيصل وبوجود كوادر إدارية في تخصصات عدة، ولذا نجح العمل فحققنا مكاسب كبيرة. هل تعنى بأن النجاح في كسب البطولات في تلك المرحلة جاء بسبب التنظيم الإداري؟ - البطولات توفيق من الله، والعمل سبب لذلك وقد يكون الاستقرار الذي كنا عليه عامل مسهم بدرجة كبيرة في ما تحقق، خصوصاً أننا في البداية سعينا لأن نكون مستقرين فنياً بوجود جهاز فني ولاعبين أجانب، إضافة إلى وجود نجومنا المحليين وبوقفة أعضاء الشرف ودعم الجماهير الكبيرة وهو ما جعلنا نحقق جميع البطولات. ولكن الفريق تقهقر بعد ذلك؟ - الهلال ليس الوحيد في الساحة الذي يبحث عن تحقيق البطولات وكسبها، فهناك فرق كثيرة منافسة، وتبحث عما يبحث عنه الهلال، وما عانينا منه هو عدم الاستقرار الفني بعد أن طلب الاتحاد السعودي لكرة القدم مدرب الفريق الكروي الأول باكيتا، وهذا بالمناسبة فخر لإدارة الهلال بقيادة الأمير محمد بن فيصل الذي يدرك بأن ذلك في خدمة للوطن ولم نتوانَ فيه إطلاقاً، ولكن عندما يأتي التغيير في منتصف الموسم فإن لهذا تأثيراً واضحاً على الفريق. وكيف كانت ردّ الفعل لفقدان أول بطولة أمام نادي الشباب؟ - عملنا الواضح والصادق ووقوف الجماهير معنا في كل صغيرة وكبيرة جعل جماهيرنا تثق في ما نقدمه وما يقدمه اللاعبون، ولذا تقبلوا خسارتنا، خصوصاً أننا حققنا بطولات عدة قبيل خسارتنا من الشباب. وهل هناك أسباب فنيّة تتعلق باللاعبين؟ - إطلاقاً فلاعبو الهلال قدموا الكثير، ولكن كانت هناك ارتباطات مع المنتخب في تصفيات كأس العالم مع مشاركات النادي، ما أسهم في إرهاق الفريق وخسرنا البطولة السادسة. ولكن الهلال خسر بعد ذلك بطولات عدة؟ - لا شك بأن تغيير الجهاز الفني من المدرسة البرازيلية إلى المدرسة الأوروبية أسهم كثيراً في تقهقر الفريق، فالهلال قدم مستويات كبيرة في عهد بيسيرو ووصل إلى الصدارة على رغم أن استعداد الموسم كان بالفريق الأولمبي بسبب ارتباطات المنتخب، ولكن ذلك لم يمنع كما قلت من تقديم مستويات مميزة، وهذا لا يعني ضمان البطولة، لأن الهلال جانبه التوفيق في النهاية، وأحياناً كثيرة تقدم مستويات رائعة ولا يحالفك التوفيق. بعد مرور سنتين على فترة رئاسة الأمير محمد بن فيصل ظهرت استقالات عدة... فما السبب في ذلك؟ - أعتقد بأن الاستقالات أمر طبيعي في كل مجال ومنها الرياضية وحينما استقلت كانت هناك ظروف خاصة منعتني من الاستمرار وقد وجدت تقديراً من عضو الشرف الأمير فيصل بن سعود والأمير محمد بن فيصل، وتم قبولها فيما كان عبدالرحمن النمر يريد الاستقالة منذ منتصف الموسم ولكن أُجلت حتى نهاية الموسم. أما باعشن فظروفه العملية ووجوده في جدة منعاه من الاستمرار، والهلال لا يقف على أشخاص فرجال الهلال موجودون بدعم أعضاء الشرف الكبار. نعود إلى الجهاز الفني ... ألا تعتقد بأن كثرة تغيير المدربين أضرت بالهلال وأفقدته عدداً من البطولات؟ - تغيير المدربين أمر مزعج لدى جميع الأندية وله تأثيره السلبي في أي فريق مهما كان، خصوصاً إذا كان في وسط الموسم ولكن في الهلال ليس هذا السبب الذي أثر فيه وعلى نتائجه ولكنها ظروف تكالبت عليه إضافة إلى عدم التوفيق والذي لازم الهلال خصوصاً في النهائيات. هل أنت مع استمرار إدارة الأمير محمد بن فيصل؟ - نعم، إذا كان ذلك في مصلحة الفريق، خصوصاً أن الإدارة تزداد خبرة مع تعاقب السنين، وقضية أن تذهب الإدارة بعد أربع سنوات وتأتي غيرها للتجديد فهذه ليست قاعدة ثابتة ملزمة، والإدارة الجيدة ليست هناك إشكالية في أن تستمر فترة مقبلة ما دامت تعمل بشكل رائع كما هي إدارة الأمير محمد بن فيصل. إدارات الأندية تعتمد فقط على الرئيس أما البقية فليس لها أي دور؟ - غير صحيح البتة، فالإدارة تنظيم قبل أن تكون أسماء ومناصب ومن خلال عملي نائب رئيس في نادي الهلال كانت المناصب مقسمة والكل يعمل بحسب منصبه الذي وكل إليه، فهناك من يتعلق عمله بكرة القدم ومنهم من عمله في الشؤون الثقافية ومنهم الجوانب الإنسانية ومنهم الألعاب المختلفة وغير ذلك، ولكن يظل منصب الرئيس وما يتعلق بكرة القدم هو مدار اهتمام الجمهور. كيف تقوّم عطاء أعضاء شرف الهلال لناديهم؟ - أعضاء شرف الهلال هم سر تألق الهلال وعلى مدى السنوات التي تسيد فيه الهلال فالرؤساء يتغيرون ودعم أعضاء شرفه لا يتغير فهم داعمون للنادي مادياً ومعنوياً ونفسياً، بل أنك أحياناً لا تستطيع تحديدهم وعدهم، لأن همهم خدمة الهلال، ما جعل"الزعيم"طرفاً ثابتاً في المنافسة. وماذا عن دور مؤسس الهلال"ابن سعيد"؟ - يكفي أنك تسأل عن مؤسس الهلال الذي يمثل مشجعوه نصف سكان السعودية فهذا الرجل يمثل الأب الروحي للهلاليين، فهما نتحدث عن هذا الرجل فلن نوفيه حقه، وبكل صراحة أقول لا بد من تكريم هذا الرجل بعدد سنوات تأسيسه. في بداية إدارة الأمير محمد بن فيصل كان أجانب الهلال مميزين على رغم أنهم غير معروفين؟ - عندما أردنا استقدام لاعبين أجانب كانت رغبة الرئيس في ألا يكونوا مشهورين، وحرصنا أن يكونوا في المراكز التي نحتاج إليها، فجمعنا بينهما ولذلك نجحنا ونجحوا معنا، وهي ليست قاعدة بل هي تجربة ونجحت، وبالطبع الجمهور يريد لاعباً مشهوراً، وعندما تم تعاقد الهلال مع الليبي طارق التايب سعى في أن يكون من خلال النادي لاعباً كبيراً ولم ينظر إلى شهرته، لأن الهلال لديه من الشهرة الكبيرة ما تغنيه، ولكنه سعى لأن يكون الأجنبي لاعباً كبيراً وهو ما حصل عليه، وبأمانة أعتبره أفضل لاعب أجنبي في ملاعبنا. ولكن كثيرون يرون أن التايب لم يفد الفريق بسبب إصاباته وارتباطاته؟ - ارتباطاته قليلة ولا تعد على أصابع اليد الواحدة، أما الإصابات فهي حال يتعرض لها كل لاعب، وهو لاعب كبير وباستطاعته العطاء لسنوات طويلة. تمتدح المرحلة التي عملت بها في الهلال... ولكن ألم يكن هناك سلبيات إدارية؟ - لكل عمل سلبياته المعروفة وضريبته الخاصة ومن ذلك الانتقادات الكثيرة، خصوصاً إذا كنت إدارياً في نادي كالهلال فأنت معرض للنقد من الجماهير والإعلام، ويجب أن تتحمل ذلك لأن أي عمل لا يخلو من النقد والنقد سبيل للعلاج. قلت قبل قليل بأن الهلال طرف ثابت في المنافسة... فمن هو المنافس الحقيقي للهلال؟ - الهلال فريق ينافس نفسه فقط بعدد بطولاته، ولا أعتقد بأن هناك نادياً يستطيع مقارعته إذا ما أدركنا عدد بطولاته وإنجازاته الخارجية والداخلية، ولكن يظل الهلال هو الطرف الثابت في كل المناسبات وخصومه هم الذين يتغيرون. وماذا عن الاتحاد ومنافسته؟ - الاتحاد فريق جيد ويملك نجوماً وهو فريق من أفضل الفرق الموجودة وله إنجازاته ولكن يظل الهلال فريقاً مميزاً بعدد بطولاته التي يصعب لأي ناد تحقيقها. المنافسة بين الهلال والاتحاد تخرج عن الخط أحياناً... فما السبب؟ - ليس هناك أسباب، ولكن بعض الممارسات التي يمارسها البعض يخرج أحياناً عن المألوف، ما يخلق بعض الإشكالات التي تسيء إلى المنافسة الرياضية. تابع الجميع أخيراً المفاوضات التي تمت بين مانشستر سيتي ومهاجم الفريق ياسر القحطاني... كيف ترى ما حدث؟ - ياسر لاعب كبير وكنت أتمنى أن يحترف في الدوري الإنكليزي بنجومه وبقوة الأندية التي يملكها، ولكن حدث ما حدث وياسر ما يزال لديه الكثير ليقدمه ولو احترف لتبعه العديد من نجوم الهلال خاصة أو حتى نجوم السعودية بشكل عام. وماذا عن مهرجان اعتزال سامي الجابر؟ - الهلاليون دائماً قمة في الوفاء والعمل غير المسبوق في تكريم لاعبيه بما يليق بهم، وسامي نجم وهذا أقل ما يقدم له وأتمنى أن تحذو الأندية الأخرى حذو الهلال في تكريم نجومها المميزين. وكيف رأيت حفلة الاعتزال؟ - بصراحة كانت حفلة قمة في التميز والمتعة، وكانت رعاية الأمير سلطان بن فهد، ونائبه الأمير نواف بن فيصل لفتة جميلة تجسد اهتمام القيادة الرياضية بتكريم مبدعي الوسط الرياضي، وعموماً ًسامي الجابر يستحق ما وجده، فهو نجم خدم بلاده عبر المنتخبات السعودية وخدم ناديه وقدم الكثير. كيف ترى خطوات الاستثمار الرياضي التي شهدتها الساحة الرياضية أخيراً؟ - تخويل الأندية من رعاية الشباب أمر إيجابي من الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل اللذين نقلا الأندية إلى عصر الاستثمار، ولا شك في أن ذلك جعل الأندية تعتمد على مواردها وتستثمر ذلك من أجل الرقي بالنادي لدعمه مادياً، وهي خطوة جريئة جداً ستسهم في رقي الأندية وتحقيق ما تبحث عنه. كيف ترى التحكيم المحلي؟ وهل أنت مع جلب حكام أجانب؟ - الحكام المحليون لدينا على مستوى رائع ولو أعطوا الثقة الكبيرة لاستغنينا كثيراً عن الحكام الأجانب، وقضية الأخطاء موجودة ولكنهم كغيرهم من الحكام في جميع دول العالم فالجميع يخطئ ورعاية الشباب بقيادة الأمير سلطان بن فهد دائماً ما تبحث عما يطور الحكم، والاستعانة بالحكام الأجانب فيه فائدة لكي يستفاد منهم أولاً وحتى تبتعد الأندية عن طرح بعض التأويلات التي تعقب المباريات خصوصاً الحسّاسة منها. وماذا عن الانتخابات المقبلة للاتحادات الرياضية؟ - الانتخابات إضافة إلى الرياضة السعودية وخطوة في طريق التطوير والازدهار، وبصراحة أعتبرها خطوة استراتيجية في مشاركة الكوادر المميزة الموجودة في الأندية في الاتحادات الرياضية، وضخ دماء الأندية في اتحادات الألعاب، وهي عموماً امتداد للخطوات السابقة في سبيل تطوير الرياضة السعودية، ومنها نهضة المنشآت والاحتراف الأجنبي واحتراف اللاعب السعودي، وهي الخطوات التي استلهمها أشقاؤنا في دول الخليج لتسريع الحركة الرياضية لديهم.