الشورى: مضامين الخطاب الملكي خطة عمل لمواصلة الدور الرقابي والتشريعي للمجلس    انخفاض سعر الدولار وارتفاع اليورو واليوان مقابل الروبل    "الأوتشا" : نقص 70% في المواد الطبية و65% من الحالات الطارئة تنتظر الإجلاء في غزة    رياح سطحية مثيرة للأتربة والغبار على القصيم والرياض    فلكية جدة: اليوم آخر أيام فصل الصيف.. فلكياً    2.5 % مساهمة صناعة الأزياء في الناتج المحلي الإجمالي    القوات البحرية تدشن عروضها في شاطئ الفناتير بالجبيل    رئاسة اللجان المتخصصة تخلو من «سيدات الشورى»    «النيابة» تحذر: 5 آلاف غرامة إيذاء مرتادي الأماكن العامة    خطيب المسجد النبوي: مستخدمو «التواصل الاجتماعي» يخدعون الناس ويأكلون أموالهم    "مدل بيست" تكشف مهرجان "ساوندستورم 2024" وحفل موسيقي لليوم الوطني ال 94    الاتحاد السعودي للهجن يقيم فعاليات عدة في اليوم الوطني السعودي    الأخضر تحت 20 عاماً يفتتح تصفيات كأس آسيا بمواجهة فلسطين    "أكاديمية MBC" تحتفل بالمواهب السعودية بأغنية "اليوم الوطني"    "تعليم جازان" ينهي استعداداته للاحتفاء باليوم الوطني ال94    رياض محرز: أنا مريض بالتهاب في الشعب الهوائية وأحتاج إلى الراحة قليلاً    شرطة نجران تقبض على شخص لحمله سلاحًا ناريًا في مكان عام    حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس ترومان» تبحر إلى شرق البحر المتوسط    مجلس الأمن يعقد اجتماعا طارئا لبحث التطورات في لبنان    الدرعية تحتفل بذكرى اليوم الوطني السعودي 94    بيع جميع تذاكر نزال Riyadh Season Card Wembley Edition الاستثنائي في عالم الملاكمة    «لاسي ديس فاليتيز».. تُتوَّج بكأس الملك فيصل    النصر يستعيد عافيته ويتغلّب على الاتفاق بثلاثية في دوري روشن للمحترفين    الناشري ل«عكاظ»: الصدارة أشعلت «الكلاسيكو»    وزارة الداخلية تحتفي باليوم الوطني ال (94) للمملكة بفعاليات وعروض عسكرية في مناطق المملكة    «مكافحة المخدرات» بجازان تقبض على شخص لترويجه 13,981 قرصاً من الإمفيتامين    رئيس جمهورية غامبيا يزور المسجد النبوي    أمانة القصيم توقع عقداً لمشروع نظافة مدينة بريدة    ب 2378 علمًا بلدية محافظة الأسياح تحتفي باليوم الوطني ال94    أمين الشرقية يدشن مجسم ميدان ذاكرة الخبر في الواجهة البحرية    برعاية وزير النقل انطلاق المؤتمر السعودي البحري اللوجستي 2024    وزارة الداخلية تُحدد «محظورات استخدام العلم».. تعرف عليها    المراكز الصحية بالقطيف تدعو لتحسين التشخيص لضمان سلامه المرضى    نائب الشرقية يتفقد مركز القيادة الميداني للاحتفالات اليوم الوطني    زعلة: ذكرى اليوم الوطني ال94 ترسخ الانتماء وتجدد الولاء    "الصندوق العالمي": انخفاض معدلات الوفيات الناجمة عن مرض الإيدز والسل والملاريا    الذهب يرتفع بعد خفض سعر الفائدة.. والنحاس ينتعش مع التحفيز الصيني    حركة الشباب تستغل النزاعات المحلية الصومالية    بعد فشل جهودها.. واشنطن: لا هدنة في غزة قبل انتهاء ولاية بايدن    «الأرصاد»: ربط شتاء قارس بظاهرة «اللانينا» غير دقيق    خطيب المسجد النبوي: يفرض على المسلم التزام قيم الصدق والحق والعدل في شؤونه كلها    مصادر أمريكية: إسرائيل متورطة في إنتاج أجهزة «البيجر»    خطيب المسجد الحرام: أعظم مأمور هو توحيد الله تعالى وأعظم منهي هو الشرك بالله    محافظ حفرالباطن يرأس المجلس المحلي    محمد القشعمي: أنا لستُ مقاول كتابة.. ويوم الأحد لا أردّ على أحد    وظيفةُ النَّقد السُّعودي    جمعية النشر.. بين تنظيم المهنة والمخالفات النظامية المحتملة    إسرائيل - حزب الله.. هل هي الحرب الشاملة؟    حصّن نفسك..ارتفاع ضغط الدم يهدد بالعمى    احمِ قلبك ب 3 أكوب من القهوة    احذر «النرجسي».. يؤذيك وقد يدمر حياتك    أدب تختتم ورشة عمل ترجمة الكتاب الأول بجدة    قراءة في الخطاب الملكي    على حساب الوحدة والفتح.. العروبة والخلود يتذوقان طعم الفوز    صحة جازان تدشن فعاليات "اليوم العالمي لسلامة المرضى"    أكثر من 5 ملايين مصلٍ يؤدون الصلوات في المسجد النبوي خلال الأسبوع الماضي    برعاية خادم الحرمين.. «الإسلامية» تنظم جائزة الملك سلمان لحفظ القرآن    اليابان تحطم الأرقام القياسية ل"المعمرين"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس الهيئة ا لملكية للجبيل وينبع رئيس "سابك" أكد أن نضج الشركة يسير بها إلى التركيز على الصناعات المتخصصة . سعود بن ثنيان ل "الحياة" : الخطة الاستراتيجية للهيئة ستحقق التكامل مع المدن الاقتصادية الجديدة
نشر في الحياة يوم 21 - 01 - 2008

في عام 1975 وضمن خطة التنمية الخمسية الثانية، اتخذت المملكة قراراً تاريخياً واستراتيجياً بدعم قاعدتها الصناعية وتوسعتها، فأصدر الملك خالد بن عبدالعزيز مرسوماً ملكياً يقضي بتأسيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، بهدف تخطيط وتطوير وإنشاء البنية التحتية والتجهيزات الأساسية للمدينتين، كذلك إيقاف هدر الغاز المصاحب لاستخراج النفط وتكليف شركة أرامكو السعودية بجمعه ومعالجته ونقله إلى كل من الجبيل وينبع، لاستعماله كلقيم للصناعات البتروكيماوية، فضلاً عن إنشاء الشركة السعودية للصناعات الأساسية سابك لإقامة مصانع بتروكيماوية تستفيد من الغاز وترفع قيمته المضافة.
وبعد أن توالت الأعوام وبدأ العمل وفي وقت قياسي، أضحت هذه المؤسسات الأبرز محلياً والأشهر عالمياً بعد تجاوز اكبر الصعوبات في إقامة مدن صناعية على أرض دولة شرق أوسطية ذات كثافة سكانية متواضعة، وتنقصها الخبرة العملية والصناعية بالدخول إلى عالم التصنيع الفاعل، ولعل ما زاد الصعوبة انطلاق المدينتين الصناعيتين من نقطة الصفر.
رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة شركة سابك الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود هو صاحب فكرة التوسع الصناعي في الجبيل وينبع الصناعيتين، والتي تمثلت في"الجبيل2"و"ينبع2"بعد أن استدعت المرحلة ذلك، نظراً للإقبال المتزايد من المستثمر المحلي والأجنبي.
وبما أن الجانب الصناعي في المملكة سائر نحو التطور كاستراتيجية والتوجه الكبير في مجال البتروكيماويات... كان معه هذا الحوار:
قبل عام ونصف العام تقريباً، افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ودشن عدداً من المشاريع الصناعية، المتمثلة في البنية التحتية للمرحلة الأولى من"الجبيل2"من أين جاءت فكرة التوسع الصناعي للهيئة الملكية في المدينتين؟ وما الأبعاد الاستثمارية لها؟
- الهيئة الملكية للجبيل وينبع تتفهم جلياً الدور المناط بها في دفع عجلة الاقتصاد الوطني ومن خلال الدراسات التي أجرتها وتم عرضها على القيادة التي استشعرت أهمية التوسع، إذ توج ذلك بمباركة وموافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على إطلاق مشروع"الجبيل2"و"ينبع2"وكان ذلك في يوم الأحد 7-8-1423ه 13-10-2002 في مدينة الجبيل الصناعية لما لهذا الخيار من فوائد استراتيجية، أهمها السرعة في التوسع والاستفادة من التكامل لخفض تكاليف التجهيزات، وبالتالي رفع اقتصاديات المشاريع، استجابة للتغيرات الصناعية عموماً، وارتفاع أحجام الاستثمارات في الصناعات البتروكيماوية خصوصاً، مع الأخذ في الاعتبار ارتفاع حدة المنافسة للمناطق والمدن الصناعية في المنطقة.
ولكون الهيئة الملكية أحد روافد الاقتصاد الوطني، قامت بإعداد خطة استراتيجية لمواكبة النمو في الصناعات البتروكيماوية في المملكة، وستحقق بذلك فوائد استثمارية على مختلف الأصعدة، فإضافة إلى استقطاب الاستثمارات الأجنبية وزيادة الحصة السوقية للمملكة، فهناك الفوائد الاستثمارية الأخرى التي ستترتب على هذا التوسع في القطاع التجاري والخدمي والسكني، وتوفير عدد كبير من الوظائف المباشرة وغير المباشرة للشباب السعودي.
دشنت الهيئة الملكية أخيراً خطتها الاستراتيجية للعشرين عاماً المقبلة، والتي تهدف إلى تطوير نمو قطاع الصناعات البتروكيماوية والصناعات كثيفة الاستخدام للطاقة بتركيز على زيادة الإنتاج وأداء الفاعلية... ألا تعتقدون أن ثمة تداخلاً بينكم وبين الهيئة العامة للاستثمار، لاسيما أن المملكة شهدت إنشاء العديد من المدن الاقتصادية في مختلف المناطق؟
- الخطة الاستراتيجية الشاملة للهيئة الملكية هي امتداد لنموذج التخطيط الشامل الذي انتهجته منذ تأسيسها، لذا فإن من أبرز أهداف هذه الخطة المحافظة على ما تحقق على أراضي الجبيل وينبع الصناعيتين من إنجازات ومكاسب، وفتح آفاق جديدة لرفع مستوى العائد من هذه الانجازات، عن طريق زيادة مشاركة الهيئة الملكية في الناتج المحلي، واستقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتوظيف رؤوس الأموال المحلية.
أود أن أؤكد أن أبرز الانجازات التي تحققت هي نمو قطاعات الصناعات البتروكيماوية والهيئة الملكية، ومن خلال خطتها الجديدة تأمل بأن تصل مشاركتها إلى مستوى قيادة قطاع الصناعات البتروكيماوية والصناعات كثيفة الاستخدام للطاقة بما يحقق رؤية الاقتصاد السعودي للسنوات المقبلة، أي أن الهيئة الملكية ستكون من أهم الشركاء الرئيسيين لتحقيق هذه الرؤية، ولا أرى في هذا الدور أية تداخل من حيث الاختصاص مع أية جهة أخرى، بل العكس هو الصحيح، وهو إيجاد تكامل فعال مع الآخرين، فالهيئة الملكية عملها الأساسي ضمن قطاع التنمية الصناعية والهيئة العامة للاستثمار تؤدي دوراً فعالاً ومميزاً ضمن قطاع الاستثمار والتنمية الاقتصادية في مختلف المناطق، ولأننا مدركون لهذا الدور وأهميته، أفردنا مساحة خاصة في الخطة الجديدة للهيئة الملكية بعنوان"التكامل مع المدن الاقتصادية الجديدة".
على رغم ترؤسكم مجلس إدارة شركة سابك إحدى الشركات القيادية في سوق الأسهم... إلا أن الملاحظ عدم ظهوركم الإعلامي للتعليق على السوق وأداء الشركة، فما الأسباب؟
- تستخدم"سابك"مختلف الوسائل الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية وكذلك قنوات الاتصالات الأخرى المعروفة لتوثيق علاقاتها بجميع القطاعات المتعاملة معها والمهتمة بشئونها، وتعريف هذه القطاعات على نحو دائم ومتصل بكل ما يتعلق باستراتيجياتها الإنتاجية والتسويقية والتطويرية، كما تولي الشركة عناية خاصة بمساهميها في المقام الأول، فشيدت معهم جسراً للتواصل الدائم المتسم بالشفافية التامة لاطلاعهم أولاً بأول على أخبارها وأنشطتها المتجددة، سواء من خلال البيانات الصحافية عبر موقع تداول والصحف اليومية، وكذلك موقع الشركة على شبكة المعلومات العالمية الانترنت، وتكون هذه البيانات معززة بتصريحات وتعقيبات لي ولمسؤولي الشركة التنفيذيين.
وبالنسبة لظهوري الإعلامي، فأنا أحرص على التحدث فقط في القضايا الجوهرية المتعلقة باستراتيجيات الشركة، والدور الذي تضطلع به في المنظومة الاقتصادية الوطنية، كذلك المشاريع الكبرى ذات الصلة باستثماراتها الداخلية والخارجية التي تعزز مكانتها العالمية وتعود بالخير على مساهميها... أما التعليق على أحوال سوق الأسهم وأداء الشركة في هذه السوق، فلها اختصاصيوها من المحللين والمراقبين الاقتصاديين.
بعد استحواذ"سابك"على قطاع الصناعات البلاستيكية في شركة جنرال إلكتريك GE والمضي قدماً نحو آسيا، ماذا عن مستقبل الشركة توسعاً في مجال البتروكيماويات المتخصصة، خصوصاً أنه كما هو معروف، هناك مناقشات تدور بين الشركة وبعض الشركات الصينية لبناء شراكة استراتيجية مستقبلاً؟
- بفضل الله تعالى، ثم الرعاية الفريدة التي حظيت بها"سابك"من قيادة الوطن الرشيدة، نجحت هذه الشركة في تحقيق أعلى معدلات النمو وأصبحت في حقبة زمنية قياسية من أكبر عشر شركات بتروكيماوية عالمية.
والآن يمكن القول إن"سابك"بلغت درجة من النضج تقودها إلى مرحلة جديدة تركز فيها على الصناعات المتخصصة والأكثر تقدماً من الناحية التقنية، ولمقابلة هذا التوجه، أقر مجلس إدارتها أخيراً هيكلاً تنظيمياً جديداً يشمل وحدة استراتيجية للمنتجات المتخصصة، ووحدة أخرى جديدة لتطوير عمليات التصنيع، إلى جانب وحدات العمل الاستراتيجية الأخرى والكيماويات الأساسية، الوسطيات، البوليمرات، الأسمدة، المعادن، والوحدات المركزية: الأبحاث والتقنية، المواد البشرية المالية القانونية والمراجعة، والخدمات المشتركة.
ولقد اختصرت"سابك"الزمان صناعياً وتقنياً بامتلاك قطاع الصناعات البلاستيكية الذي كان تابعاً لشركة جنرال إلكتريك، ويعمل حالياً بنجاح تام تحت مظلة شركة سابك للبلاستيكيات المبتكرة، فبهذا الاستحواذ دخلت الشركة عصر الصناعات المتخصصة من أوسع الأبواب، إذ تتجاوز خبرة هذا القطاع نحو 75 عاماً من النجاح والريادة في مجال المنتجات المتخصصة عالية القيمة التي تلبي متطلبات قطاع عريض من المستهلكين في مجالات حيوية، منها صناعات السيارات ووسائل النقل والطرق والأجهزة الالكترونية الكهربائية ومعدات الرعاية الصحية وغيرها من التطبيقات العصرية، كما يضم القطاع مراكز بحثية وتقنية متقدمة تعزز منظومة"سابك"البحثية، فضلاً عن المنشآت الصناعية المنتشرة في مواقع استراتيجية على الخريطة العالمية.
وإن امتلاك"سابك"لهذا القطاع لا يعزز قدراتها التنافسية فحسب، بل هو يحقق أيضاً الكثير من الفوائد للاقتصاد الوطني عموماً، إذ تهيئ منتجاته آفاقاً واسعة جديدة أمام الصناعات التحويلية الوطنية، وتعينها على دخول مجالات صناعية أكثر تقدماً.
وحين أتحدث عن المنتجات المتخصصة أود الإشارة إلى خطة الشركة الاستراتيجية 2020، التي تستهدف أن تشكل المنتجات المتخصصة حوالى 20 في المئة من إجمالي الطاقة السنوية لمجموعة شركاتها، كما أن"سابك"دخلت شريكاً في شركة كيان السعودية للبتروكيماويات، التي يتوقع أن يدخل مجمعها في مدينة الجبيل الصناعية مرحلة الإنتاج عام 2010 إن شاء الله، مضيفاً كيماويات متخصصة تنتج للمرة الأولى في المملكة.
ماذا عن توجه الشركة نحو آسيا؟!
- بالنسبة إلى توجه الشركة نحو آسيا فذلك أمر طبيعي، نظراً إلى الثقل الكبير الذي تمثله هذه القارة، باعتبارها أكبر أسواق"سابك"الاستراتيجية، فضلاً عن معدلات النمو العالمية التي تحققها، لا سيما أنها تضم الصين وهي من أكبر القوى الاقتصادية العالمية، إلى جانب أسواق أخرى تشهد معدلات نمو كبيرة كاليابان والهند، وغيرهما من الدول النامية التي تهيئ لشركاتها الصناعية والتجارية معدلات ربحية أكبر.
وفي ما يتعلق بالصين على وجه الخصوص أكرر فأقول إنها محط أنظار المستثمرين من مختلف أنحاء العالم، و"سابك"تتطلع كغيرها إلى إقامة مشاركات صناعية في هذه الدولة الكبرى، والإجراءات جارية هناك، إلا أنها تستغرق وقتاً طويلاً تبعاً للوائح والأنظمة المعمول بها.
ومادام الحديث عن الاستثمارات والمشاركات الاستراتيجية لا يفوتني التنويه بمشاركة"سابك"الاستراتيجية مع شركة معادن في مشروع معادن للفوسفات، مشيراً إلى أن الشركة تنتهج استراتيجية مدروسة للاستثمارات الخارجية في أي موقع عالمي، بحيث تتكامل هذه الاستثمارات مع الاستثمارات المحلية، ولا تقدم على أي استثمار من دون إخضاعه للدراسات المتأنية المستفيضة التي تؤكد جدواه الاقتصادية على نحو يعزز إسهاماتها الوطنية وقدراتها التنافسية العالمية.
شركة ابن رشد إحدى الشركات التابعة للشركة السعودية للصناعات الأساسية سابك وتملك فيها 49 في المئة، وفي هذه الأثناء تشير آراء اقتصادية إلى أن الشركة تمر بمرحلة مخاض عزاها البعض إلى عدم وصول مخزون كاف من الغاز إلى الشركة، وأنها تستفيد من إيراداتها للاستثمار، ماذا عن التوجهات الجديدة فيما يتعلق بتغيير منتجاتها؟
- أود لفت الانتباه إلى أن"سابك"تملك الآن نسبة 45.19 في المئة من رأسمال ابن رشد، ويملك صندوق الاستثمارات العامة نسبة 33.51 في المئة، أما بقية رأس المال البالغ حالياً 8.51 بليون ريال فهي مملوكة بنسب متفاوتة لكل من الشركة السعودية للصناعات الدوائية، شركة سافكو، شركة ابيكورب، مؤسسة الخليج للاستثمار، المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، الشركة السعودية للتنمية الصناعية، الشركة الخليجية المتحدة للتصنيع، شركة التصنيع الوطنية، الشركة العربية للتنمية الصناعية، الشركة الوطنية للغازات الصناعية، الشركة السعودية للصناعات المتطورة، شركة الأحساء للتنمية، شركة تطويرالصناعات السعودية، شركة اللجين، شركة المدينة للاستثمارات الصناعية.
واجتمعت لشركة ابن رشد كل مقومات التميز والتفرد منذ إنشائها، كونها أول مجمع في المملكة ومنطقة الخليج لصناعة البوليستر، إلى جانب قائمة مساهميها من الشركات والمؤسسات الرائدة على المستويين المحلي والإقليمي، فضلاً عن احتضانها تقنية صناعة حمض الخل بأكسدة الإيثان، التي ابتكرتها منظومة سابك التقنية وتعد أول تقنية من نوعها في العالم.
على رغم ذلك منيت الشركة بخسائر كبيرة تراكمت عبر السنوات، إذ تأثرت سلباً بارتفاع أسعار غاز البترول المسال، وكذلك انخفاض عائدات البنزين وغير ذلك من الأسباب، وأجرت"سابك"دراسات تفصيلية واسعة تستهدف تحويل شركة ابن رشد من مرحلة الخسائر إلى مرحلة تحقيق الأرباح، بتطبيق سلسلة من البرامج الجاري تنفيذها حالياً، ومنها تحويل مصانع البوليستر لإنتاج مادة ترفتالات البولي إيثلين، وفك اختناقات التجهيزات والمرافق الخارجية في مجمع الشركة في مدينة ينبع الصناعية، وفي ضوء هذا المشروع ستبلغ الطاقة الإنتاجية من هذه المادة 330 ألف طن، وهي مادة يتصاعد استخدامها محلياً وعالمياً في صناعة القوارير وغيرها من الصناعات.
ما الخطط المستقبلية لشركة مرافق الكهرباء والمياه في الجبيل وينبع لمواجهة تنامي الطلب على الخدمات في المدينتين الصناعيتين؟
- في الواقع إن الدور المهم الذي تقوم به شركة مرافق في تقديم خدمات المياه والكهرباء لمدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين، ونظراً إلى التوسعات الكبيرة التي تشهدها المنطقتان ودخول كثير من المستثمرين المحليين والعالميين تضاعفت المسؤولية الكبيرة على عاتق الشركة، ما جعلنا نقوم بدراسة متكاملة لضمان تقديم هذه الخدمات لعملاء الشركة من خلال إعادة تأهيل المرافق الحالية، وإنشاء توسعات جديدة باستثمارات تفوق العشرين بليون ريال خلال السنوات المقبلة، وبدأت الشركة في تنفيذ وبناء المحطة المزدوجة لإنتاج الكهرباء والمياه IWPP في مدينة الجبيل الصناعية، وتنوي كذلك تنفيذ مشروع مماثل في مدينة ينبع الصناعية في القريب العاجل، واستطيع القول إن مجلس إدارة الشركة وافق على تخصيص المبالغ والمشاريع اللازمة لرفع قدرة التوليد الكهربائي بنسبة 412 في المئة من 1030 ميجاواط حالياً إلى 5270 ميجاواط في عام 2012 وكذلك رفع القدرة الإنتاجية للماء بنسبة تفوق 700 في المئة من 240 متراً مكعباً يومياً حالياً إلى 1950 متراً مكعباً في عام 2012 وكذلك رفع القدرة على معالجة مياه الصرف الصحي والصناعي بنسبه تفوق 60 في المئة من 84 متراً مكعباً يومياً إلى 140 متراً مكعباً في 2012 أما بخصوص مياه التبريد فنسبة الزيادة هي 20 في المئة من 1550 متراً مكعباً في الساعة إلى 1850 متراً مكعباً في الساعة عام 2012.
ولكن أين وصلتم بالتحديد في المشروع المزدوج لإنتاج المياه والكهرباء في الجبيل خصوصاً أن هناك مشروعاً مماثلاً سيتم البدء في تنفيذه في مدينة ينبع الصناعية قريباً كما ذكرتم؟
- تم بحمد الله الانتهاء من كل الترتيبات المالية والإدارية الخاصة باتفاقات المحطة المزدوجة في الجبيل الصناعية، واستكمال الشروط في الوقت المحدد، إذ تم البدء منذ أشهر عدة في تنفيذ هذا المشروع العملاق، والذي يعد الأكبر من نوعه في العالم، وذلك بكلفة تتجاوز 12.6 بليون ريال، ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج في نهاية عام 2009، وأود هنا أن أشير إلى الجهود الكبيرة التي يقوم بها اتحاد المطورين المسؤول عن تنفيذ هذا المشروع، والذي قطع مراحل كبيرة إذ سبق في أدائه البرنامج الزمني المحدد له ومن دون إصابات عمل، ونحن بإذن الله نتطلع إلى الانتهاء قريباً من استكمال هذا المشروع، والبدء في تنفيذ المشروع الآخر في مدينة ينبع الصناعية، والذي لا يقل أهمية عن مشروع الجبيل وسيكون لهذين المشروعين الكبيرين أثرهما الكبير في دعم قطاع الصناعة والإسهام في دفع عجلة التنمية الاقتصادية.
هل من توجه لشركة"مرافق"لتقديم خدماتها خارج نطاق الجبيل وينبع الصناعيتين... ومتى سيتم طرح أسهمها للاكتتاب العام؟
- في الواقع ندرس حالياً إمكان المشاركة في بعض المشاريع الخدماتية المختلفة خارج منطقة الجبيل وينبع الصناعيتين، كما أنه يرد إلينا بين وقت وآخر الاستفسار عن مدى إمكان المشاركة في بعض هذه المشاريع، ونحن نشكر كل أولئك الذين وضعوا ثقتهم في شركة مرافق للدخول في مشاريع مختلفة، وهذا نتيجة للنجاح الكبير الذي تحققه الشركة والمعايير الكبيرة التي تلتزم بها في كل أعمالها، لكن بسبب زيادة النمو والطلب على الخدمات في هاتين المدينتين فإن تركيزنا حالياً ينصب على القيام والوفاء بمتطلبات المشاريع الجديدة في الجبيل وينبع الصناعيتين.
أما موضوع طرح جزء من أسهم الشركة للاكتتاب العام فإن هذا الموضوع يعتمد على إنهاء بعض المتطلبات الأساسية التي تحرص الشركة على إنهائها قريباً بما يتفق مع الأنظمة المرعية في هذا الشأن، ونرجو أن نوفّق في أن يكون الطرح في أواخر العام الحالي أو العام المقبل على أكثر تقدير.
كيف ترون تفاعل شركات القطاع الخاص مع الجوانب الإنسانية، أعني ما تقويمكم لإحساس القائمين على هذا القطاع بالمسؤولية الاجتماعية تجاه المجتمع؟
- لكل وطن حقوق وواجبات على أبنائه، وفي كثير من البلدان المتقدمة يقاس مستوى الشركات بحجم إسهاماتها في برامج خدمة وتنمية المجتمع، ومن ثم فإن القطاع الخاص مدعو للاضطلاع بدور أكبر يجسد به ولاءه وانتماءه للوطن، من خلال الإسهام الفاعل في برامج المسؤولية الاجتماعية ولابد من الإشارة إلى أن هناك العديد من الشركات والمؤسسات الرائدة في مجال المسؤولية الاجتماعية و"سابك"واحدة من هذه الشركات، إذ دأبت طوال السنوات الماضية على المشاركة في برامج خدمة وتنمية المجتمع عبر العديد من القنوات، بما في ذلك تقديم الدعم والتبرعات للجمعيات الخيرية وجمعيات رعاية المعوقين والكثير من المشاريع والبرامج الإنسانية والفعاليات الثقافية والفكرية الصحية التي تحقق التنمية الاجتماعية، كما تحرص"سابك"على رعاية المؤتمرات والمنتديات والملتقيات الاقتصادية والعلمية وغيرها من الفعاليات الحضارية، التي تخدم الأهداف الإنمائية، وتطلق القدرات الإبداعية لدى الموهوبين من العناصر الوطنية.
بعيداً عن الجانب الاقتصادي في حوارنا... كثر الحديث حول فصل ارتباط المعلمين في مدارس الهيئة الملكية في مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين ليكونوا تابعين إلى وزارة التربية والتعليم، ما الجديد في هذا الموضوع؟
- أود أن أشير في البداية إلى أن التعليم في الهيئة الملكية للجبيل وينبع يعد من النماذج المميزة في المملكة في هذا المجال، فالتعليم مرتبط بالنمو الصناعي في مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين، وهو جزء من منظومة التخطيط الشامل في المدينتين، وتطبق فيه أحدث التقنيات والأساليب كما يتميز بالنشاط اللامنهجي الذي يسهم بصورة مباشرة في بناء شخصية الطالب وتوظيف قدراته وإمكاناته لخدمة مجتمعه المحلي وضبط الجودة النوعية والإخوة الزملاء والمسؤولون في وزارة التربية والتعليم متفهمون جداً لهذا الترتيب، ولذا أسسنا معاً لعلاقة تكاملية من خلال محضر مشترك تم الاتفاق عليه، يضمن استمرار تقديم الهيئة الملكية كل الخدمات المميزة والمساندة الإدارية والفنية المطلوبة لضمان المحافظة على المستوى المطلوب، وعلى العموم المعلمون في الهيئة الملكية أو الوزارة يحظون برعاية كريمة من الدولة كبقية الكوادر السعودية في بقية الأجهزة الحكومية الأخرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.