"اللهم زد في برد الشتاء، اللهم وزد علينا صقيعه، اللهم وجمد الماء تجميداً"، رسائل تبادلها كثيرون من أبناء حائل على جوالاتهم خلال الأيام الماضية، نقلاً عن تجار أقمشة شتوية وأجهزة تدفئة، في إشارة واضحة الى انتعاش مبيعاتهم عقب موجة البرد العنيفة التي تجتاح المملكة عموماً ومنطقة حائل خصوصاً. وقال مواطنون إن جشع تجار وسائل التدفئة والملابس الشتوية خصوصاً البشوت والفروة، رفع الأسعار بنسب كبيرة، وبلغ الضعف في عدد من المحال في المنطقة، مستغلين إقبال كثير من المواطنين الأسابيع الماضية على شراء الملابس الشتوية وأجهزة التدفئة، بسبب موجة البرد، وسجلت أسعار الملابس الشتوية والمدافئ بكل أنواعها ارتفاعاً كبيراً. وأضافوا أن بعض المحال استغلت كثرة الزبائن وموجة البرد القارس، لترفع أسعار الملابس الشتوية بنسبة 50 في المئة، ليسجلوا مبيعات وأرباحاً عالية وغير متوقعة، بسبب البرد، إذ هبطت درجات الحرارة إلى ما دون الصفر. وقال محمد عمر صاحب محل ملابس ل"الحياة"، إن عشرات الزبائن يرتادون محله يومياً لشراء المشالح والفروات، ويقبل المواطنون على شراء الفروة ذات الوبر الصناعي لرخص ثمنها، والتي يتراوح سعرها بين 100 و 400 ريال، مشيراً إلى أن المحل به مختلف أنواع الملابس الشتوية الثقيلة، والتي تتناسب مع كل الفئات العمرية وتناسب القدرة المالية للزبائن. وأوضح المواطن ياسر الشمري أن بعض التجار يستغلون موجة البرد لرفع أسعار الملابس الشتوية إلى مستويات خيالية، والمواطن مجبر على شراء الملابس وأجهزة التدفئة بسبب البرودة الشديدة. واتفق معه سعود الرحيل، وقال:"أقدمت على شراء مختلف أنواع الملابس الشتوية الثقيلة لأبنائي الخمسة، والتي تتناسب مع موجة البرد القارس، إلا أنني تفاجأت بتضاعف ثمنها عن الأعوام الماضية من دون مبرر". من جانب آخر، ارتفعت مبيعات أجهزة التدفئة والسخانات الكهربائية بأكثر من 50 في المئة بعد دخول فصل الشتاء وهبوط درجة الحرارة إلى ما دون الصفر. وتوقع مسؤولو مبيعات أجهزة التدفئة في عدد من محال البيع استمرار ارتفاع المبيعات بفعل زيادة الطلب الحالية. وتوجه عدد من المواطنين إلى شراء الحطب كبديل، وقال المواطن عبدالعزيز الخليف، إن عدوى ارتفاع الأسعار أصابت تجار الحطب فقد تجاوز بيع حمولة السيارات الصغيرة ألف ريال. وفي المقابل تكدست الكثير من البضائع والمنتجات، وفي مقدمها الملابس الصيفية في معظم المحال التجارية، كما تراجعت منتجات الألبان ومشتقاتها بعد الزيادة التي شملت الألبان ومشتقاتها، وبلغت 30 في المئة، وعلى رغم أن أسعار الخضراوات والفواكه ما تزال منخفضة، فإن المستهلكين يتخوفون من تكرار ما حصل في العام الماضي بعد موجة الصقيع التي أثرت في عدد من مزارع حائل ورفعت الأسعار إلى مستويات مضاعفة. وقال أحد باعة الخضار إن الأسعار حالياً مقبولة، إذ يبلغ سعر كيلو الطماطم ريالاً ونصف الريال للكيلوغرام الواحد مثلاً، كما أن بقية أسعار الخضراوات الأخرى منخفضة نسبياً، نتيجة التكدس وعدم إقبال المستهلك عليها منذ دخول موجة البرد، ما عدا الفواكه الشتوية كالحمضيات والتي تشهد إقبالاً في فترة الشتاء.