في عددها الأول تميزت مجلة"وِجّ"، الصادرة عن نادي الطائف الأدبي بحجمها ذي القطع الكبير، وعدد صفحاتها البالغ 318 صفحة، بما يقربها الى شكل وحجم الكتاب أكثر منه الى المجلة، وأيضاً بمحتواها ومضامينها الرصينة المتشعبة بين الدراسات والمقالات والمترجمات، إضافة الى أبواب بعناوين: فنون، حكايات من الطائف، حوارات، علوم، إبداعات. فيما برزت بإخراج يجنح الى إعلاء الكلمة المكتوبة بعيداً عن تشكيلات الغرافيكس أو ترسيخ جاذبية الصورة بشكل عام، نفّذه إبراهيم بدير، الذي زيّن المجلة بغلاف أول يحمل صورة عن مسرحية"لعبة الكراسي"لورشة العمل المسرحي في الطائف، وغلاف أخير به لوحة التشكيلي محمد سعد الخبتي. يشرف الدكتور جريدي المنصوري على المجلة المقتبس اسمها من أحد أودية الطائف المشهورة"وجّ"، إذ كتب - المنصوري - في افتتاحية المجلة معرفاً"وج"بأنها اسم من أسماء الطائف قديماً، وصار اليوم اسم يطلق على الوادي الكبير الذي يقسم الطائف الى شقين. ويترأس تحرير المجلة الدكتور محمد قاري السيد، يعاونه في هيئة التحرير كل من الدكتور عالي القرشي والدكتور عايض الزهراني والشاعر أحمد البوق. وشمل باب"دراسات ومقالات"مواضيع: الرمزية للدكتور حافظ المغربي، نحو علم النص النقدي للدكتور مراد عبدالرحمن مبروك، النقد العربي ونظرية الأنواع للدكتور أيمن بكر، قراءة في ديوان متدثر بالبياض للشاعر عبدالله السميح للقاص طلق المرزوقي، ومقالة للدكتور محمد مريسي الحارثي تناول فيها بعض من نتاج الأديب الراحل محمد حسين زيدان، ودراسة للأكاديمية الدكتورة زينب فرغلي بعنوان"من النص إلى التناص"، وقرأت مريم غلبان رواية"خاتم"لرجاء عالم ورصدت حركة الثنائيات فيها، وتطرقت منال مبطي المسعودي المحاضرة في كلية التربية في الطائف الى لغة الإشارة باعتبارها مدخلاً الى دراسة الحكاية. فيما حوى باب"المترجمات"قصة مترجمة لجون سافاج ترجمة خلف سرحان القرشي، ودراسة بعنوان"مقاربة شكلية للتاريخ الأدبي"لميشيل ريفاتير ترجمة السيد إمام. وفي"الفنون"كتب علاء جابر عن الاجتماعي والدرامي، وتطرق فيصل الخديدي للعلاقة بين الفن التشكيلي والمسرح، في عنوان طبع على صدر المجلة ليكون بمثابة الموضوع الرئيسي. ووصف عبدالعزيز العمري قصر شبرا التاريخي في الطائف، ورسم حماد السالمي بورتريه كتابي عن ابنة الطائف الفنانة ابتسام لطفي ووصفها بأم كلثوم الصغيرة. وكتب حمد الزيد سلسلة كتابات تتأرجح بين التأريخ والسرد والذكريات يبدأها ب"الطريق الى الطائف". وأبحر خلف القرشي مع الأديب جبير المليحان في حوار مطول تناول فيه هموم الأديب القاص والناشر الإلكتروني والرئيس لناد أدبي. أما قسم الإبداع في"وج"فاحتوى قصصاً قصيرة وقصائد لماجد الثبيتي، حمدان الحارثي، فوزي خضر، أحمد طوسون، محمد الغامدي، عبدالله الزيد، علي الحازمي، أحمد البوق، محمد منصور الشقحا. لكن ما تميزت به المجلة - الكتاب - عن المجلات الثقافية التي تصدر عن الأندية الأدبية هو باب"علوم"، وإن قلت صفحاته نسبة الى بقية الأبواب، إذ كتب الدكتور محمد عبدالجلالي عن مكانة النخيل وقيمته الغذائية والطبية، وتداخل الدكتور زكي طه فايز من كلية الحاسبات في الطائف مع طبيعة تقنية المعلومات من حيث المفهوم والتطبيق.