تمارس داليا 22 سنة وهي طالبة في الجامعة، طقوساً خاصة لمشاهدة المسلسلات في ليالي رمضان، فهي تجتمع مع صديقاتها كل يوم بعد الإفطار مع بدء مواعيد مسلسلاتهن المنتقاة إلى حين انتهاء عروضها، ولا يتوقفن خلال المشاهدة عن التعليقات والضحك، والسخرية من بعض المشاهد. وتقول داليا:"لا أستطيع أن أتفرج على المسلسلات وحدي في البيت، فمتعة المشاهدة لا تكتمل إلا بوجود صديقاتي حولي"، وتضيف:"أنا معهن أشعر بأنني أشاهد المسلسل ثلاث مرات في الوقت نفسه، لأن كل واحدة فينا تشاهده من وجهة نظرها وتعلق عليه". وترفض فكرة مشاهدة المسلسلات في المقاهي لأنها تحب على ما تقول"أن أركز في قصة المسلسل وتفاصيله، فمن المهم عندي أن أعيش أجواء المسلسل، ولن أستطيع فعل ذلك في المقاهي بسبب ضوضائها". وعادة ما تعتذر داليا عن عدم الذهاب إلى عزائم الفطور، ولا تخرج أو ترتبط بأية مناسبة في الوقت الذي تعرض فيه مسلسلاتها المفضلة، وليس لديها أي مانع في أن تستيقظ باكراً أو في ساعات متأخرة من الليل لمشاهدة إعادة الحلقة إذا اضطرت إلى الخروج مرة، وتبدأ وصديقاتها في التفكير بالذهاب إلى المقاهي ولقاء الصديقات بعد مشاهدة جميع المسلسلات. أما زهراء 26 سنة وهي موظفة، فلا تسمح للمسلسلات والبرامج الرمضانية أن تقيدها في المنزل أو تمنعها من الذهاب إلى المقاهي برفقة صديقاتها. إذ أنها لا تتابع أكثر من مسلسلين طوال شهر رمضان لكثرة مشاغلها، وعادة ما يكون وقتهما بعد الإفطار مباشرة أو بعد منتصف الليل، ولا تهتم كثيراً إذا كانت مدعوة على الإفطار خارج المنزل، لأنها تستطيع أن تشاهد إعادة الحلقة في وقت آخر. ولا تمانع زهراء من مشاهدة المسلسلات في المقاهي إذا كان المسلسل فكاهياً أو سطحياً، لأن ذلك لا يتطلب منها تركيزاً كبيراً، أما إذا كان المسلسل يحمل قصة عميقة أو يعالج قضية مهمة، فتحاول مشاهدته في المنزل، لأن ضوضاء المقهى يمنعها من معرفة مجريات الحلقة. من جهتها تحاول أسماء 22 سنة وهي طالبة، مع بداية الشهر الكريم متابعة المسلسلات التي وجدتها مشوقة، لكن كثرة مشاغلها ودراستها، تحول دون ذلك، فهي تشاهد الحلقات التي تستطيع مشاهدتها عندما لا تكون مشغولة، ولا تمانع في الخروج إلى المقاهي، لكن فقط لقضاء الوقت مع الصديقات وليس لمشاهدة المسلسلات، فهي تفضل مشاهدتها في منزلها، وليس في المقاهي أو حتى في منزل إحدى صديقاتها. أما أحمد 22 سنة وهو طالب في الجامعة، فلا يحب أن يقاطعه أحد وهو يشاهد مسلسلاً يحرص على متابعته، ومهما كانت الدعوة إلى الخروج مشوقة، فهو يفضل البقاء في المنزل حتى تنتهي الحلقة، لكن عدا ذلك، لا يهتم أحمد إذا خرج قبل المسلسل ولم يشاهد الحلقة، فالمسلسلات الرمضانية لا تجعله يعتزل الخروج وقضاء الوقت مع الأصدقاء، ولا تهمه كثيراً مشاهدة الإعادة في الليل، فهو إذا عاد إلى البيت يشاهد ما يعرض من مسلسلات على التلفاز خلال تناوله وجبة السحور. وعادة ما يؤجل لطفي 26 سنة وهو موظف، وقت لقائه مع أصدقائه إذا دعاه أحدهم إلى الخروج خلال عرض مسلسله، وذلك إذا لم يكن الأمر عاجلاً أو ضرورياً، ولكنه يقول:"أحب أن أشاهد مسلسلات رمضان، لكن ليس لدرجة أن أحبس نفسي في المنزل، وإذا أردت أن أعرف ما حصل في الحلقة اسأل أي أحد في المنزل". ويضيف:"أشاهد بداية المسلسلات وأعرف قصتها ولا يهمني إذا شاهدت بقية الحلقات، لأن جميع مسلسلات رمضان تعاد طول السنة، إضافة إلى أنني أفضل الذهاب إلى صلاة التراويح والتهجد في الأيام العشرة الأخيرة من رمضان". ويقول سامر، وهو مدير أحد المقاهي الشهيرة في مدينة جدة:"يكتظ المكان بالناس خلال وجبة الفطور والسحور، في حين تخف الزحمة في الساعات بين الوجبتين". ويرى الفونسو أحد النوادل في مطعم مشهور، أن"الإقبال على المكان انخفض مع حلول شهر رمضان"ويؤكد:"أن نسبة الإقبال ترتفع نسبياً في العطل الأسبوعية". ويضيف فرحات أحد العاملين في مقهى مشهور:"تشتد الزحمة في وقت الإفطار، لكن يهرع الناس إلى الخروج بعد نصف ساعة من الإفطار، وفي حين لا تجد إلا القليل من رواد المقهى بعد الساعة العاشرة، يعود المكان إلى الاكتظاظ بعد منتصف الليل".