قال خبراء اقتصاديون إن توسيع نظام"سداد"التابع لمؤسسة النقد العربي السعودي ساما، وفك احتكار عدد من المصارف لخدمات النظام، سيؤثر بالسلب على أرباح المصارف السعودية المحتكرة للخدمة. وبدأ نظام"سداد"في التحرك لسحب البساط من المصارف المحتكرة لخدمات السداد للدوائر الحكومية، مثل المديرية العامة للجوازات، والإدارة العامة للمرور، وهو الأمر الذي يتوقع له أن ينعكس على أرباح تلك المصارف في الفترة المقبلة. وقال مدير مركز الخليج للأبحاث والدراسات المالية عضو جمعية الاقتصاد السعودية محمد العمران ل?"الحياة"، إن توسيع نظام سداد له ايجابيات، إذ يسهل على المتعاملين التعامل مع الجهات المفوترة، أما بالنسبة للسلبيات التي يمكن أن تؤثر في أرباح المصارف فتكمن في قيام سداد بتحويل الأموال مباشرة في حساب مقدم الخدمة في وزارة المال، الأمر الذي من شأنه أن يحرم المصارف من تلك الودائع. وأضاف العمران أن المشكلة الثانية، هي العمولة التي يحصلها المصرف من خلال العمليات المصرفية الاعتيادية، ومن المتوقع أن تؤدي إلى انخفاض الأرباح". وأشار إلى أن غياب الإحصاءات يقلل من معرفة التأثير الحقيقي للأضرار التي يمكن أن تلحق بالمصارف. من ناحيته، قال المحلل المالي والفني فهد السعيد إن المصارف ستعاني من تلك المشكلة في الفترة المقبلة، لكنه توقع أن يكون تأثيرها محدوداً، وأن تتراوح نسبة التراجع في أرباح البنوك ما بين 3 إلى 5 في المئة على أقصى تقدير. لكن السعيد شدد على اعتماد المصارف في الأساس على عمليات الإقراض بشكل كبير، سواء كانت قروضاً شخصية أو للشركات، مؤكداً أن المصارف أعدت خططاً بديلة لحل مثل تلك المشكلات التي يتوقع أن يكون لها تأثير على أرباحها. وقال نائب محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي الدكتور محمد الجاسر، في وقت سابق إن"رسوم بعض الدوائر الحكومية مثل الجوازات والمرور ستكون تحت مظلة نظام سداد مطلع العام المقبل، وأن هناك قسماً يتم إنشاؤه حالياً في وزارة المال، يجبر الجهات الحكومية على التعامل مع نظام سداد، من بداية العام المقبل، ونعمل حالياً على تطويره وتجهيزه". ويقوم المستفيدون من تلك الخدمة بالسداد من خلال 6519 جهاز صرف آلي، و 1308 فروع بنكية، إضافة إلى الهاتف المصرفي، والانترنت الخاص بجميع المصارف السعودية، وسيتم قريباً إنشاء أجهزة نقاط البيع للقيام بعمليات السداد في أكثر من مكان. كما سيتاح لأي شخص في أي مكان في المملكة أو حتى خارج المملكة أن يستخدم خدمة سداد من دون تسجيل مسبق في النظام. يذكر أن نظام سداد للمدفوعات هو أحد أنظمة مؤسسة النقد العربي السعودي، وهو نظام مركزي لعرض دفع الفواتير والمدفوعات الأخرى إلكترونياً في السعودية، ومهمته الأساسية هي تسهيل وتسريع عملية دفع الفواتير والمدفوعات الأخرى عبر جميع القنوات المصرفية في المملكة. ويؤدي الربط مع سداد الى منح الجهات المفوترة التي ترغب في تحصيل مستحقاتها من عملائها القدرة على تحصيل مستحقاتها إلكترونياً، عن طريق جميع القنوات البنكية المتاحة في المملكة. وتستطيع الجهات المفوترة الاختيار بين تقديم خدمة الدفع المسبق من دون فاتورة مثل بطاقة الهاتف المسبق الدفع، وخدمات دفع الفواتير العادية أو كليهما في الوقت نفسه، وكذلك الاختيار بين خدمة الإشعار الفوري أو غير الفوري بعمليات تسديد العملاء وذلك بحسب حاجات ومتطلبات الجهة، كما لا توجد حاجة لفتح حسابات في كل البنوك، إذ ان"سداد"يجمع المبالغ المدفوعة للمفوتر من جميع البنوك المرتبطة مع سداد، وتحويلها إلى الحسابات البنكية للمفوترين في يوم عمل واحد. كما يقدم تقارير دورية للمفوترين عن جميع عمليات الدفع والتحويل عن طريق"سداد"ومطابقة الحسابات.