رفع تزامن العودة للمدارس مع دخول شهر رمضان هذا العام، من مستوى الخمول والكسل في فصول المدارس. خصوصاً وأن الطالبات تحديداً تستهويهن الأجواء الرمضانية كالسهر مع العائلة وأمام التلفزيون والذهاب إلى الأسواق والمقاهي والخروج مع الصديقات والزيارات العائلية، الأمر الذي يجعل من إيقاظهن أمراً صعباً، ليبدأ نهارهن المدرسي بالتثاؤب وينتهي بالنوم على مقاعد الفصول. وتقول الطالبة سمر النمري 16 سنة إنها لا تستطيع النوم خلال ليالي شهر رمضان، بسبب تعوّد أسرتها على السهر والزيارات العائلية اليومية في هذا الشهر. وتضيف:"منزلنا في رمضان يعج بالأقارب والأهل والصديقات وقت الإفطار، ومن بعدها نشاهد البرامج التلفزيونية قليلاً ثم نذهب إلى الأسواق والمقاهي ونجلس حتى ساعات الفجر الأولى، وعندما أعود إلى المنزل أنام ولا أشعر إلا وجرس المنبه يوقظني استعداداً لوقت المدرسة، الأمر الذي يرهقني ويتعبني طوال الوقت في المدرسة" أما جواهر الأحمدي 18سنة فتبرر عدم قدرتها على النوم خلال الليل بالانكباب على"مشاهدة المسلسلات الرمضانية، والبرامج التلفزيونية الشيقة التي عادة ما تأتي خلال هذا الشهر، الأمر الذي يرهقها صباحاً ويجعلها في حال خمول وكسل دائمين طوال أيام الدراسة". وتعتبر الأحمدي أن دوام المدرسة في رمضان"ماهو إلا مضيعة للوقت ولا يُستفاد من هذا الدوام في شيء، لأن المعلمة في بعض الأحيان إن لم يكن في الكثير منه يبدو عليها الإرهاق والتعب جلياً وواضحاً وبالتالي لن تستطيع شرح الدروس بالطريقة الصحيحة، وبالتالي فتجاوب الطالبة مع شرح المعلمة سيكون ضعيفاً مع عدم وجود أي نوع من التركيز نتيجة السهر والإرهاق طوال الليل". وتشير سارة الغامدي 19 سنة الطالبة في المرحلة الثانوية، إلى أن تزامن دخول شهر رمضان مع بداية العام الدراسي، جعل من بداية الدراسة صعبة ومُرهقة لكل الطالبات، مؤكدة أن كل الطالبات يأتين وهن لم ينلن قسطاً كافياً من النوم، بسبب السهر إلى ما بعد الفجر، وكذلك بسبب متابعة المسلسلات والبرامج الترفيهية على الفضائيات. وأضافت الغامدي:"نخرج من المنزل أو مع الصديقات أو العائلة لتناول السحور وذلك في وقت متأخر من الليل ما يجعل ساعات النوم قليلة جداً، لا تكفي للتركيز والاستيعاب على الشرح من المعلمة في المدرسة، لأننا بالفعل نكون مستيقظات بأعيننا ونائمات بداخلنا". وفي المقابل تعلق المعلمة في إحدى المدارس الثانوية عائشة السليماني، على هذا الوضع بقولها إن الطالبات"لا يمكنهن التحصيل الدراسي في شهر رمضان، بسبب عادة السهر التي تشهدها ليالي رمضان". وتضيف"إن ما يقارب نصف طالبات الفصل الواحد يأتين إلى المدرسة وهن في حال سهر منذ مساء اليوم السابق، وأن تقارير المتابعة التي تتضمن مشاركة الطالبات أثناء الحصص تشير إلى انخفاض معدل مشاركتهن في رمضان، بسبب السهر الذي كان سبباً في ضعف استيعاب الطالبة للمادة المشروحة من المعلمة في الفصل، كما أننا نجد الكثير من الطالبات ممن يبحثن عن أي فرصة للنوم داخل الفصل أثناء شرح الدرس من قبل المعلمة، الأمر الذي يُعطي المعلمة خيبة أمل للاستمرار في شرح درسٍ لطالبات نائمات!". وتقول إنه بالفعل لأمر مخزٍ، خصوصاً عندما نشاهد طالبات المرحلة الثانوية وهنّ نائمات على المقاعد ينتظرن نهاية الدوام، وقد لا تخرج الأسباب عن السهر طوال الليل والنوم ساعات قليلة، مؤكدة أن التراجع الدراسي وانخفاض المعدلات للطالبات في شهر رمضان بسبب السهر يعد من الأمور المؤثرة سلباً على طالبات المراحل الثانوية تحديداً، ويعود عليهن بعدم الفائدة من الحصة الدراسية خصوصاً وأنهن يحتجن إلى كل دقيقة من وقتهن في هذه المرحلة.