تتحول يوميات شهر رمضان إلى"قضية جدلية"حول هوية الأطباق التي تقدم في الشهر الكريم، وكثيراً ما يستبدل الكثيرون أوقات العبادة بالمناقشات حول السعي وراء"أفضل المأكولات"، إذ تبقى ربة البيت طوال فترة النهار منهمكة بإعداد مائدة"العشرة أصناف"، التي يتصدر"السمبوسك"فيها القائمة، إذ شكّل هذا الأخير أزمة فعلية في شوارع الرياض، وذلك عندما يدفع بعض النساء أزواجهن لشراء شرائح السمبوسك، من محال معينة تتميز بإعداد الشرائح. وهنا أصبح الوقوف في طوابير محال السمبوسك"الوظيفة المزعجة"كما هو حال أيمن مصطفى الذي يتذمر بشدة وهو يتحمل الوقوف لساعات من أجل شراء شرائح السمبوسك، إذ يقول:?"ليس باليد حيلة، فزوجتي ترغب في العجينة التي تباع بذلك المحل تحديداً"، مشيراً إلى أنه مجبر للوقوف طويلاً وعدم العودة للبيت قبل أن يجلب"طلبية العجينة"التي تستقبلها زوجته بحماسة للبدء في إعدادها. ويضطر المهندس محمد القحطاني إلى حل مناسب للقضاء على أزمة"الانتظار"في طوابير محال السمبوسك، إذ يقوم وسط إلحاح زوجته بجلب تلك العجينة بكميات هائلة، بسبب كونها امرأة عاملة، وليس لديها الوقت الكافي، فتقوم بإعدادها في وقت واحد لتخزينها في الثلاجة، واستخدامها طوال شهر رمضان، ويقول إن وقوفه"يسبب له أزمة نفسية سنوية نتيجة الوقوف بالساعات انتظاراً لانتهاء الطلب"، إلا أن الحل الذي اخترعه هذا العام كفاه هم المعاناة، إذ يقول:?"أستأجرت عاملاً في مقابل 20 ريالاً للوقوف بدلاً مني، وأوهم زوجتي بأنني أنا المتضرر من وقوفي طوال تلك الساعات من أجلها". وفي ذات السياق، تقول عفراء سليمان:"أضطر لشراء حاجيات رمضان بشكل مضاعف، وذلك لإرضاء زوجي الذي يكون شديد العصبية قبل الفطور ظناً منه أنه سيأكل كل ما سيقدم له، فيطالبني بتحضير أصناف عدة"، وتتابع مضيفة:?"تجهيز المأكولات يأخذ مني وقتاً طويلاً، وما ان يحين وقت الفطور حتى أشعر بتعب شديد يعيقني عن أداء صلاة التراويح، وكل يوم أعد نفسي لأداء الصلاة لكن التعب يغلبني". وتلفت نورة العجمي النظر إلى مسابقات"أفضل طبق"في بيت العائلة"إذ تسكن مع أهل زوجها"، وتضيف:?"كل واحدة منا تسهم بأطباق مميزة لوضعها على المائدة وتتباهى بها"، مشيرة إلى أن الطقوس الرمضانية اختلفت مع مرور الزمن، فلم تعد العبادة هي الشغل الشاغل في هذه الأيام الفضيلة. ويعترف كثير من الصائمين بأنه"ما أن يحين وقت الإفطار حتى نجد الطعام على ما هو عليه ومصيره إلى سلة المهملات"، بسبب الاستعداد غير الموزون لشراء المواد التموينية للشهر الكريم، فتتشكل نتيجة لذلك"أهرامات من المواد الغذائية"، وهنا يتبادل الأزواج والزوجات التهم في ما يحدث من تبذير، غير أن وقائع الأحداث تشير إلى أن"المسؤولية مشتركة".