لم يستفد فريق الهلال من ظروف مستضيفه فريق الوحدة الإماراتي واكتفى بنتيجة التعادل السلبي، والتي أبقت الحال على ما هو عليه، لتزيد من سخونة مباراة الرد التي ستقام الأربعاء المقبل في العاصمة السعودية الرياض. وكانت الفرصة مواتية للاعبي الهلال ومدربهم الروماني كوزمين لاستغلال غياب شخصية فريق الوحدة الفنية في كثير من فترات المباراة، نتيجة انعدام الانسجام والتفاهم بين خطوط الفريق، ولغياب"فورمة"المباريات عن معظم لاعبيه الذين تأثروا بابتعادهم عن أجواء المباريات الرسمية. ويبدو أن المدير الفني للوحدة البرازيلي إيفوا تنبَّه لذلك قبل بداية المباراة، الأمر الذي دعاه إلى عدم المجازفة بمجاراة لاعبي الهلال. وتحقق لمدرب الوحدة ما أراده بمسانده من مدرب الهلال الذي تكشفت له صورة منافسه منتصف الشوط الأول، ووضحت معها مبالغته في التقوقع في مناطقه الخلفية والاعتماد فقط على تحركات إسماعيل مطر ومِن أمامه المهاجم الوحيد أحمد الشربيني، إضافة إلى مساندة محمد الشحي، إلا أن كوزمين أصر هو الآخر على اللعب بالطريقة ذاتها وبالمنهجية نفسها التي بدأ فيها اللقاء، والتي تعتمد على ياسر القحطاني وحيداً في المقدمة يسانده الشلهوب والتمياط، لذلك كانت منطقة الوسط مزدحمة باللاعبين، وانصبت الواجبات بين الطرفين على الرقابة والدفاع، إذ تخلى عمر الغامدي عن المساندة الهجومية وتفرَّغ بجانب خالد عزيز لتشديد الرقابة على إسماعيل مطر. في الجانب الآخر كانت مهمات الشابين محمود خميس ومحمد عثمان هي تعطيل بناء الهجمة الهلالية التي كانت تبدأ من الشلهوب والتمياط. الأمر اللافت في هذه المباراة هو نجاح الجانبين في تعطيل استغلال أطراف الملعب، إذ زرع كوزمين خالد العنقري ومشعل الموري في الجهة اليمنى، وعبدالعزيز الخثران والشلهوب في الجهة اليسرى، بينما شدد مدرب الوحدة إيفو تعليماته لبشير سعيد وعبدالله النوبي بالوجود في الطرف الأيسر، ووحيد ألو علي ومحمد الشحي في الجهة اليمنى، وهذا ما جعل رغبات كل فريق بالتوغل من الطرف تصطدم بغياب المساحة ووجود الرقابة المشددة، وهذا ما تسبب في إلغاء فاعلية أطراف الفريقين. الحالة الدفاعية التي عاشها الفريقان والرقابة التي فُرضت على أبرز اللاعبين أراحتا كثيراً حارسي المرمى محمد الدعيع في الهلال ونادر لمغايري في الوحدة، والأخير تعرض لاستفزازات متفرقة من كرات قليلة لم يكتب لها النجاح في هز شباكه. ولم تعد التبديلات التي أحدثها كل فريق بالفائدة على تغيير طريقة الأداء أو في إضافة قوة هجومية، إذ خسر كوزمين تغييرين إجباريين جراء إصابة الغامدي والمفرج وزج بالزوري والمرشدي، في حين كان تغييره الفني الوحيد بإقصاء المرهق الموري وإحلال الكلثم بدلاً منه، في المقابل اضطر إيفو إلى تبديل محمود خميس وعبدالله النوبي بداعي نقص المخزون اللياقي، وهذا ما جعل الاستفادة تبدو معدومة من هذه التبديلات، ومما أسهم في عدم فعالية التبديلات هو غياب اللاعبين المؤثر في خريطة بدلاء الناديين.