أجمع عدد من الطالبات على أن الدراسة في شهر رمضان غير مجدية لهن، إذ وصفن أنفسهن ب?"البلادة وهن في صفوف الفصل، وأنهن يدخلن في سبات عميق"، إذ أن هناك أموراً كثيرة تتسبب في انشغال الطالبات عن الدراسة من المطبخ إلى كل الواجبات الأسرية. وتظهر أولى المشكلات بدءاً من تزامن فصل الدراسة الجديد مع رمضان، مروراً بالتكاليف المنزلية مثل إعداد أطباق الإفطار المختلفة الأشكال والأصناف، وليست انتهاء برغبة الفتيات في السهر، ومتابعة البرامج والمسلسلات التي تعرض للمرة الأولى على الشاشة الصغيرة. وأكد أستاذ الثقافة الإسلامية في جامعة الملك سعود الدكتور خالد السبيت، أن"إنتاج الطالب في حال صومه لن يكون ذاته في حال فطره، لما يعانيه الطالب من الجوع والعطشِ، لا سيما إذا كان يعاني من شدة الحر مع شظف العيشِ أصلاً"، مطالباً ب?"تقدير هذا الأمر والرفق به من حيث الزخم المعلوماتي الذي يعطى إليه، و ألا نضغط عليه بما لا يستطيع أن يجاريه أو يتفاعل معه، لا سيما إن كان ممن يطالب بمجهودات بدنية بحكم تخصصه كالطالب العسكري مثلاً". وقال:"الصوم شهر الصبر، صبر على طاعة اللهِ، ويحتاج إلى جهد ومجاهدة، ومن هنا كان له الأجر العظيم وأن أجره إلى الله هو الذي يجزي به، كما أكد أن الدراسة في رمضانَ هي جهاد آخر للطلاب"، مشيراً إلى أن"الصوم لم يكن أبداً عائقاً للمسلم عن ممارسة حياته المعتادة، والتجربة الواقعية في التعليم العام والجامعي سواء في داخل الدول الإسلامية أو حتى لطلابنا المبتعثين في الدول الأوروبية تدل على ذلك دلالة واضحة". كما خالف كل من يقول إن كثرة الملهيات في شهر رمضان مؤثرة في الطلاب"لأنني أفترض أنه يجب تربية أبنائنا على تحمل مسؤولياتهم وأداء واجباتهم وترتيب أولياتهم، وألا نعودهم على تبرير الإخفاقات". واعتبر"أن الحديث عن الدراسة في رمضان هو حديث متأخر جداً، معللاً بأننا في العام الدراسي الأخير لهذا الجيل الذي سيدرس في رمضان إذا ما أخذنا في الاعتبار أن رمضان المقبل ? بإذن الله ? سيكون جزءاً من الإجازة الصيفية. وهو حديثٌ متأخرٌ أيضاً إذا ما أردنا النقاش حول توقيت بداية العام الدراسي الحالي قبيل بداية الشهر الفضيل بأسبوع دراسي واحد، فالعام الدراسي بدأ وما وقع قد وقع، وهذا هو لب المشكلة أننا لا نخطط جيداً لحياتنا". من جهته، أكد اختصاصي التغذية في احد المستوصفات الأهلية فوزي سلامة أن هناك دراسات عالمية تؤكد أن المخ لايبدأ باستيعاب المعلومات المعطاة له، إلا بعد وجبة الإفطار، ما يثبت أن الطالب غير مهيئ فكرياً لاستقبال كم معلومات مساو لما بعد الصيام. ونصح كل من له الدور التربوي بالنظر للطالبات بعين الرحمة، في ذلك الشهر الكريم والتخفيف عنهن من تلقي معلومات تفوق تركيزهن. الطالبة هيا السلمي في المرحلة الثانوية تجد تزامن شهر رمضان مع بداية العام الدراسي، بداية ركيكة لكل الطالبات مؤكدة أن كل الطالبات يأتين وهن لم ينلن قسطاً كافياً من النوم، بسبب السهر إلى ما بعد الفجر بسبب متابعة المسلسلات والبرامج الملهية، إضافة إلى إعداد أطباق السحور ثم نجد أنفسنا أننا لم ننم أكثر من أربع ساعات عند القيام للمدرسة، موضحة أن الطالبات الصائمات لا يركزن على الشرح، إذ إن العين مفتوحة والقلب نائم. أما هند أبانمي طالبة في كليه العلوم الإدارية فأشارت إلى أن الدوام للطالبات في رمضان ما هو إلا مضيعة للوقت، ناهيك عن المحاضرات لا يحضرن وبالتالي الطالبات يتكلفن عناء الزحمة والمواصلات من أجل محاضرة أو محاضرتين في اليوم.