تمثل المجيرمة، وهي منطقة تقع على الساحل السعودي، إحدى أهم المناطق لدى شريحة الصقارين"هواة الصيد بالصقور"، كونها تشتهر بوجود أجود أنواع الصقور فيها. ففي هذه المنطقة يجتمع هواة القنص، من كل حدب وصوب. يختلفون في كل شئ إلا في عشق الطيور والقنص والبراري. على رغم أن"القنص"من الرياضات الشاقة، وفيها الكثير من المخاطرة، إلا أن ممارسي الصيد بالصقور"القنص"، يشعرون بمتعة مختلفة وهم يزاولون رياضتهم. يمكثون أسابيع وربما أشهراً متزودين بمؤن غذائية تكفيهم لمدة طويلة, سعياً وراء الصقور في أماكنها المختلفة، ويؤكد الصقارون أن هذه الهواية، تحتاج إلى كثير من الصبر وطول الأناة. يقول"مبارك العنزي"وهو معلم في تعليم طبرجل:"إن معظم هذه الصقور تأتي في رحلة سنوية من جبال سيبيريا، تزور فيها عدد من دول العالم ومنها تعود في الاتجاه المعاكس نفسه، من طريق المناطق الجبلية"، مشيراً إلى وجود منطقة تسمى"الحماد"وهي مكان للمقناص معروف لديهم. أما محمد إبراهيم الفليت الذي يعمل مديراً لمدرسة ولي العهد المتوسطة في محافظة الليث، فيؤكد أنه يهوى رياضة القنص ويعشقها وبجنون ولا يعلو عليها أي رياضة أخرى بالنسبة إلية، ويمارس هذه الهواية منذ ثلاثين عاماً. وحول هذه الهواية يؤكد الفليت، أن"الأنانية"من أهم المحاذير في رياضة القنص، وأن مساعدة القناصة لبعضهم بعضاً، هو الأمر الطبيعي، في هذه الرياضة، ففي حال صادف أحدهم صقراً، فعلى الجميع التعاون لاصطياده. ويضيف"في بعض الأحيان، تأخذ عملية القنص فترة طويلة، وتستمر أكثر من 12 ساعة ما لم ينتقل الصقر إلى مكان آخر". يقول الفليت"من الأمور المسلم بها في"القنص"، توافر سيارة جيدة، ويفضل سيارات الجيب وعادة ما يعمد القناصون إلى جعل الجيب مكشوفاً، إلا أن ذلك لا يعتبر شرطاً، الأهم أن تستطيع السيارة تجاوز الصعوبات الرملية والسباخ كافة". ويلفت العنزي إلى أن،"القنص يستلزم الحصول على بعض الشراك مثل"الهبادة، شبك السمان، شبك الحمام، المناشبية، الشبكة الأرضية، وهناك نوع من الشباك المحظور وهو النقل، إضافة إلى الطعم، وعادة ما يكون من طير الحمام أو السمان، إلى جانب أهمية وجود كلاب لصيد الأرانب والغزلان في المناطق غير المحمية". ويتجنب القناص استخدام الأسلحة بأنواعها، فهو يستهوي الصيد بالطيور،"إن منظر الهدد رائع وخلاب". أما مسعد الثعلبي، وهو أحد سكان قرية"المجيرمة"ويعمل في مركز الغالة، وهو ممارس لهواية الصيد منذ 32 عاماً، فيؤكد أن الصقور توجد بكثرة في منطقة"المجيرمة"، ويمتد المقناص على الساحل الغربي من المملكة العربية السعودية من أقصى الشمال إلى جيزان جنوباً. ويقول القناص، مرزوق مطلق النعيري، وهو مشرف التخطيط التربوي ومدير مراقبة المخزون في إدارة التربية والتعليم بمحافظة الليث, إن هناك صقوراً تباع بأسعار خيالية، مذكراً بطير"الحر"الذي طرح عام 1410ه في منطقة الشعيبة، تم بيعة ب400 ألف ريال، ويشير إلى أن أكثر الطيور التي طرحت في موسم واحد كان في عام 1422ه وعددها 158 طيراً.