مسكين أنت يا شهر الخير والإحسان, فلقد أمطروك بكل دعاية وإعلان، وكتبوا عليها اسم كل فنانة وفنان، وقالوا انتظرونا على شاشة فلان وعلان لمشاهدة مسلسلات هنا وهناك بالمجان، أو بالدفع المسبق قبل فوات الأوان، وقالوا بغيرها لا يكتمل رمضان ولا يصح الصوم إلا بمشاهدتها، فلماذا الحرمان. هكذا هو اليوم حال رمضان, يشتكي زمانه ويتحسف على هذا الزمان، زمان صار فيه الجد هزلاً، والهزل عنواناً، وترى الناس أمواجاً تدفقوا لشراء مقاضي رمضان، وكأن أزمة جوع تنذر بالوقوع ليست في الحسبان، فهذا مشرق وذاك مغرب وراء كل إعلان لشراء المكرونة والحلويات والشوفان. مسكين أنت يا شهر رمضان، فلقد أتيت ولا زلنا ننام ونصحو على وقع الدعاية والإعلان، وتركنا الفرائض والواجبات، وهجرنا القرآن. فيا رب عفوك فنحن في شهر الرحمة والغفران، ويا بني قومي اتعظوا قبل فوات الأوان. خالد الحاجي - الرياض