في سباق مع الوقت، تحاول ربات البيوت يومياً، جمع اكبر عدد ممكن من الأطباق الشعبية، لطهوها خلال شهر رمضان، وتقديمها للأسرة... والجيران أيضاً. فيما يتبادل بعضهن طرق طبخ وإعداد، وتبحث أخريات عن تلك الوجبات في مواقع متخصصة على شبكة الإنترنت. تقول حنان عبدالله:"لا حديث بين السيدات في المجالس أكثر من الحديث عن أنواع الطبخ وتبادل الأطباق الجديدة، فلا تخلو حقيبة ربة المنزل حالياً من الورقة والقلم لتدوين مقادير الطبخ وطرقه". وأضافت:"على رغم وجود أنواع متعددة من الأكلات، إلا أن السفرة الرمضانية لا تخلو من الأطباق الشعبية، فعائلتي ترفض الجلوس عليها إن لم يكن طبق الهريس موجوداً". وتعتقد عبدالله أن"ما يشجع على الأكل هو وجود كل أفراد العائلة على مائدة الإفطار، ففي السابق كنا نجتمع في يوم واحد في الأسبوع في منزل الأسرة لتناول وجبة الغداء، أما في رمضان فيكون تجمعنا في شكل يومي". وتجد منى المطوع صعوبة في"طهو الطعام والإفطار في المنزل مع عائلتي الصغيرة فقط، إذ اعتدنا على أن يجتمع كل أفراد الأسرة لنجلس لتناول الوجبات جميعاً، ولكن بعد ان نقوم بإعداد الأطباق في منازلنا، كل على حدة". وقالت:"كثيراً ما نتبادل الاتصالات في ما بيننا للسؤال عن أطباق جديدة، وعلى رغم كثرتها وتنوعها إلا انه لا بد من حضور الهريس والجريش والثريد". وعلى رغم ان زهراء الثواب ليست من هواة الإنترنت، إلا أنها سمعت من صديقاتها ان مواقع الشبكة أصبحت مصدراً للتعرف على أنواع الأطعمة وطرق الطهو، وتقول:"هناك الكثير من المنتديات تعرض عدداً من الأطباق وطريقة إعدادها، وبالصور أيضاً، وتشهد حضوراً نسائياً كثيفاً". فيما تشير منى المحسن إلى أن رمضان"الشهر الوحيد في السنة الذي يدخل فيه زوجي المطبخ للإشراف على الطبخ". وتضيف:"يدخل ليعرف ما الذي سيأكله على مائدة الإفطار، وغالباً ما يتسلم مسألة قلي اللقيمات، فهي طبق شعبي قديم، ويبدأ أكله به، ويعتبر المائدة ناقصة ويتذمر من عدم وجوده". وتعتمد أميرة الحسن على والدتها في إعداد الوجبات الشعبية، فهي"تجيدها وتتقن طهوها". وتقول:"على رغم تنوع الأطباق على مائدة رمضان واختلافها، إلا أنه لا غنى عن الشعبية القديمة"، مضيفةً:"غالباً ما أبدأ العمل في إعداد أنواع مختلفة من الأطباق في الأسبوع الذي يسبق رمضان، مثل الفطائر وورق العنب والسمبوسة والفلافل والكباب، وأخزنها في الثلاجة لتبقى طازجة حتى ما بعد منتصف الشهر، وأطهوها يومياً بهذه الطريقة حتى أتخلص من الزحام والضغط". وتعتبر منال اليوسف وجبة الثريد"الطبق الأكثر حضوراً في مائدة رمضان، إذ يتم إعداده بطريقة سهلة جداً، فبعد تقطيع الخبز العربي تتم إضافة مرقة اللحم ويخلط الاثنان معاً، وهذا الطبق أقوم بإعداده كل يوم". وتجد معصومة أبوعبدالله صعوبة في"أن أجلس لوجبة الإفطار في المنزل، إذ اعتدت على أن أقضي يوماً في منزل أسرتي، وآخر في منزل أسرة زوجي". مستدركة:"لكن هذا لا يمنعني من الطبخ، خصوصاً الأطباق المفضلة لديهم وأولها"الساقو"، وهو أكلة شعبية قديمة تعتبر من الحلويات". وزادت:"هناك أنواع مختلفة من الحلوى، ك"العصيدة"و"الخبيصة"و"الممروس"، وجميعها تعتمد على الدقيق في ما عدا"العفوسة"، وهي أكلة تعتمد على الرطب". وأوضحت:"بما أن زوجي من عشاق الحلويات الشعبية فلا بد من إعدادها يومياً، ولا يستعيض عنها بأي طبق من الحلويات الجديدة".