تظل وجبة «الهريس» الطبق الرئيسي على مائدة الإفطار الأحسائية في ليالي رمضان، بل قد تكون أحد الطقوس اليومية طوال الشهر المبارك، وهي وجبة من الأصناف الشعبية التي لا يستغني عنها الأحسائيون على موائدهم، إضافة إلى السمبوسة واللقيمات، إذ يحرصون على تحليتها بالدبس المستخلص من تمر الخلاص (أفخر أنواع تمور الأحساء) لما له من قيمة غذائية جيدة. ومن ثم تأتي بقية الأصناف الشعبية في المرتبة الثانية، مثل الثريد والشعيرية، وأنواع الحلويات الشعبية الأخرى مثل المهلبية، إذ تقول «أم عبدالله» إن الأكلات الشعبية عادة مثل الهريس لا يستطيع إتقانها إلا كبار السن، خصوصا أن الجدات يحرصن على تقديمها للأبناء والأحفاد، بيد أن فتيات هذه الأيام يستصعبن إعدادها، كونها تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين. وعن طريقة طبخ الهريسة الأحسائية، تقول «أم عبدالله»: يستغرق طهي الهريسة تقريبا أكثر من خمس ساعات، إذ يطبخ اللحم وحب القمح حتى ينضج، ثم يضرب الهريس بمضرب خاص حتى يصبح الحب ناعما، ويختلط باللحم جيدا، فتصبح كالعجينة، ثم يضاف إليها السمن وتقدم ساخنة. وتقول «أم محمد»: يفضل أهالي الأحساء الجمعات العائلية أثناء تناول الإفطار في ليالي رمضان، فيتشارك الأهل في إعداد وجبة الإفطار، وتهتم النساء بتحضير الأطباق ليجتمع عليها الأسرة كاملة من جد وجدة وأبناء وأحفاد في منزل الجد، كما يتبادل الجيران الأطباق بين بعضهم البعض بما يسمى «النقصة»، وهي اختيار أحد الأطباق المفضلة وتقديمها لأعز الجيران.