بداية أهنئ أخواني وأخواتي من القراء في كل مكان، بمناسبة الشهر الكريم، وحصرياً من قلبي لكل الأحبة خالص الدعاء لله سبحانه وتعالى أن يرزقنا جميعاً العفو والعافية والخير والسلام. وصلت صحيفتنا"الحياة"رسالة غاضبة جداً تعقيباً على مقالتي السابقة"سوق عكاظ"التي نُشرت السبت الماضي من أستاذ كبير وقامة ثقافية لها حضورها في ساحتنا الأدبية. والصحيفة أحالت إليّ الرسالة بما أنها تخصني، وربما تكون قد نشرت في صفحة بريدها المحلي، من أستاذي الفاضل مناحي القتامي عضو نادي الطائف الأدبي، الذي استل قلمه لينصب على تجهيلي وتذكيري بعدم صدق معلوماتي عن سوق عكاظ، وأظن أن الأستاذ مناحي أزعجته كلمة"سوء التنظيم"، فلم يقرأ المقال جيداً أو لم يشأ أن يفهمه، إذ جاءت المعلومات التي ظن أنه صححها لي مؤكدة ما ذكرت من أن السوق كانت ملتقى العرب، تسوقاً وشعراً، وخطابة، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم زاره متسوقاً، ومحارباً، في الجاهلية، وداعياً في الإسلام. وذكرت أن السوق انتهى دورها أدبياً، بعد انتشار الإسلام بين القبائل العربية، واستمرت تجارياً، حتى عام 129ه التاريخ نفسه الذي ذكره الأستاذ وهو موثق في مقالتي التي أحيلها ليطلع عليها القراء مرة أخرى في العدد"16227"ليعرفوا من فينا الجاهل، أما اعتذاره المسموم المغموس في العسل بعدم علمه بدعوتي للمشاركة من قبله، وإنما من اللجنة النسائية فهذه أيضاً شهادة تأكيدية لي منه بسوء التنظيم، إذ يجوز أن السلطة الذكورية من قبله كرئيس للجنة المتابعة لإعداد الفعاليات تعمل بمعزل عن اللجنة النسائية، ولذلك لم يتسن له العلم بأنني من المدعوات للمشاركة في الملتقى، وهو هنا لم يسئ إلي بقدر ما أساء للجنة النسائية العاملة معه في الملتقى، مع أن القراء لو عادوا وهو معهم إلى مطالعة صحفنا المحلية حتى يوم موعد الأمسية الذي لم يكن لي به علم، لوجدوا اسمي ضمن الشاعرات المشاركات، ومنهم لطيفة قاوي وخديجة صبان وهدى الدغفن، والمسألة بسيطة جداً، إذ إنني أحيل القراء إلى البحث في"قوقل"عبر الإنترنت بعد إدخال اسمي الفقير إلى الله ليروا ذلك بأنفسهم. أما قوله إنني قلبت الحقائق التاريخية وقلت إن الأستاذ محمد المفرجي - رحمه الله - أول من دعا إلى إحياء سوق عكاظ أدبياً بعد دعوة الملك فيصل - يرحمه الله - فأنا لم أتجن على التاريخ كما يقول، إذ لم أتطرق إلى مسألة البحث عن موقع سوق عكاظ الذي كلف له الملك - فيصل برحمه الله - لجنة للبحث عن موقعه، وأزيد له في معلوماته، إذ أذكر له أن ابن خميس كان ضمن اللجنة المكونة من الشيخ الجاسر وابن بليهد، وابن عزام، وأظن أن هنالك فرقاً بين من يدعو، وبين من يبحث، أما كتاب الأستاذ محمد موسم المفرجي فهو يعلم بأنه عبارة عن بحث وثقت فيه كل الكتابات التي انصبت على البحث عن السوق، ومن ضمنها مقالتاه الموثقتان فيه واللتان قرأت إحداهما وكانت بتاريخ 3 محرم 1416ه، وكانت تعقيباً على مقالة الشيخ"فهد المعطاني"ولم أجد أسلوب حواره، متغيراً فيه منذ ذلك التاريخ وحتى أسلوب التعقيب الذي استخدمت فيه التعقيب على مقالتي، بأدوات التهكم والسخرية والتجهيل. وأعود إلى سوء التنظيم الذي شكل له قلقاً كما يظهر، فأنا أحيل القراء أيضاً إلى صحفنا المحلية، التي كتبت عن هذا الموضوع، فلست أول الكاتبين عن ذلك، ولكن من"يشهد للعروسة"، كما يقول المثل الدارج، إذ من الطبيعي أن تشهد له بالنجاح - وإن لم يكن كذلك - لأنك رئيس لجنته، مع أن المفترض أن تكون واقعياً، بأن التجربة الأولى لكل عمل لا تأتي متكاملة، ولا بد أن يكون القصور فيها من الأمور الواردة، والإنسان الباحث عن الإصلاح والتطوير هو الذي يتقبل النقد بروح البحث عن نواحي القصور، لا بروح القدح، والتعصب لرأيه الأوحد، ثم أنه لا يعنيني التلطف بأنني من القوارير وأنك لن تقسو علي، كما لا يعنيني أنك"مناضل شرس"فأنا لست في معركة، وحسبك أنك أفصحت عن منهجك في الحوار، أما الإبل التي"ما هكذا تورد يا سعد"فأنت تعلم بأن الإبل التي لدينا جميعها قد أزهقت أرواحها ونفقت ولم يعد للماء من إبل ترد عليه، وهنيئاً للأستاذ محمد موسم المفرجي بصداقته، وله خالص التقدير. [email protected]