"المقاومة السليمة"أو"اللاعنف"مفهوم أوجده المهاتا غاندي، وهي مجموعة من المبادئ تقوم على أسس دينية وسياسية واقتصادية، ملخصها الشجاعة والحقيقة واللاعنف، وتهدف إلى إلحاق الهزيمة بالمحتل عن طريق الوعي الكامل والعميق بالخطر المحدث، وتكوين قوة قادرة على مواجهة هذا الخطر ب?"اللاعنف"أولاً، ثم بالعنف إذا لم يوجد خيار آخر. وهكذا تمكن غاندي من اقتلاع المحتل من بلاده، ولكن بإيجاد أيديولوجية تتناسب مع الشعب الهندي المناضل وجميع جوانب حياته. وهذا أصبحنا نفتقده في الساحتين العربية والإسلامية حالياً، وهو عدم إيجاد خطة تحكمنا وتضبط أفعالنا، لأن غايتنا معروفة، ولكن تعدد الطرق لمعالجة الأمر واختلاف ردود الفعل قد تسبب في عرقلة تقدمنا سياسياً واقتصادياً، نتيجة عدم وجود سياسة خاصة بنا تتناسب مع أوضاع الشعوب الفكرية والثقافية، بل على العكس أصبحنا نستورد المبادئ والمفاهيم من العالم الغربي، على رغم الاختلافات والمشاحنات الموجودة بين العالمين... ثم إن رد الفعل الذي أصبح وصمة عار علينا لكثرة ردود الأفعال السيئة، فيقوم الواحد منا بفعل همجي متخالف يسيء لعالم كامل، والإرهاب المعاصر خير دليل على ذلك. هنا يجب أن نرى"المهاتا غاندي"أمام أعيننا بانتصاره على أعدائه، وإنشائه لمفاهيم سياسية تتناغم مع شعبه، فلا مانع من تقليد الطريقة، وليس نقل الفكرة كما هي. هذا مع يقيني بأن كل مجتمع عليه إيجاد طرق معالجة تختلف من مجتمع لآخر لوجود اختلافات فكرية وثقافية واجتماعية. إيمان علي صالح القاضي - جدة