قرأت في صحيفة"الحياة"في ال12 من الشهر الجاري، تصريحاً لوزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، يقول فيه:"إن الطاقة الاستيعابية للقبول في الجامعات أو المؤسسات التعليمية، بلغت هذا العام 1428- 1429ه نحو 247 ألف فرصة متاحة، ولا يشمل هذا الرقم المقاعد التي توفرها الكليات والمعاهد العسكرية والمعاهد الأهلية". وأضاف أن الجامعات الحكومية توفر أكثر من 186 ألف مقعد، مؤكداً أنه تم قبول 71 في المئة من خريجي الثانوية هذا العام. وقبل تصريح الوزير هذا، قرأنا خبراً صادراً عن مكتب القبول والتسجيل في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، يفيد بأن عدد المتقدمين إليها من خريجي الثانوية، بلغ 90 ألف طالب ولم يتم قبول إلا 20 ألف منهم فقط. هذا التناقض الكبير بين تصريح العنقري، وما يصدر من أرقام عن الجامعات، والواقع الذي نعيشه وهو أن معظم بناتنا وأولادنا من الذين نعرفهم ومن الجيران والأصدقاء الذين تخرجوا بتقدير ممتاز لم يتم قبولهم، يعطي احتمالات عدة منها: أن الأخبار التي تصل للوزير عن القبول في الجامعات غير"صحيحة"، وتصل إليه من طريق منافقين وذوي مصالح شخصية. أو أن هناك فعلاً مقاعد بالرقم الكبير الذي ذكره الوزير، ولكن مسؤولي الجامعات لم يفصحوا عنها لغاية في نفس يعقوب. والاحتمال الثالث، يقول إن الوزير ومسؤولي التعليم العالي على علم تام بحقيقة قصور الجامعات، ولكنهم يريدون أن يظهروا العكس و?"يبيضوا وجوههم أمام ولاة الأمر وعلى رأسهم والدنا خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - الذي يبذل الغالي والنفيس من أجل سعادة المواطنين ورفاهيتهم. "التناقض الصارخ"الذي أشرت إليه أعلاه، دفع الكثير من المواطنين ? وأنا منهم- إلى المطالبة بالتحرك ومعرفة حقيقة ما يدور في وزارة التعليم العالي والجامعات التي تشرف عليها، إلى جانب إيجاد حل لعشرات آلاف من أبنائنا وبناتنا الذين أضحوا عاطلين، على رغم أن لديهم طاقات كان يجب الاستفادة منها بما ينفع المصلحة العامة. ومعلوم، أن هذه المشكلة عدم توفير فرص تعليم أو عمل للشبان والفتيات، إذا لم تحل سريعاً، فسيمتد ضررها ليشمل شرائح الوطن كافة، فضلاً عن الاقتصاد والأمن، نظراً إلى أنه لا اختلاف على أن البطالة سبب رئيسي في انتشار الجرائم والأمراض النفسية في المجتمعات. المهندس سمير القرشي - جدة