ربط خبير نفطي الانخفاض الذي أصاب أسعار أسواق النفط العالمية في خامات وسط غربي تكساس WTI الأميركي وبرنت الشمالي البريطاني ومعدل مؤشرات خامي عمان ودبي في الوقت الذي رفعت فيه السعودية أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الثقيل بعوامل العرض والطلب. وقال الخبير في الأسواق النفطية كامل الحرمي ل?"الحياة"، إن المضاربات من الأفراد والصناديق الاستثمارية هي من أهم أسباب التراجع الحالي للأسواق الدولية التي أثرت بدورها في المستويات السعرية لسلة خامات أوبك. وأضاف أن رفع السعودية لأسعار الخام الثقيل في أيلول سبتمبر لا علاقة له بالأسعار الحالية، وأن المملكة تنظر على المدى المتوسط ثلاثة أشهر بناء على دراسات خاصة بها، وربما تعود لرفع الأسعار في وقت آخر بحسب ما تراه يتوافق مع دراساتها التسويقية والتسعيرية، موضحاً أن حدوث ارتفاعات في الأسعار على المدى المنظور مرتبط بالأسباب الجيوسياسية مثل حدوث اضطرابات عمالية في احدى الدول المنتجة أو التأثر بموسم الأعاصير القادم في أميركا أو تراجع الإنتاج النفطي لأي سبب، مشيراً إلى أن النفط سيستمر بالمعدلات السعرية الحالية نفسها في متوسط سعري يحوم قرب 74 دولاراً. وواصلت أسعار النفط للعقود الآجلة الانخفاض في التعاملات المبكرة أمس بعد هبوطها بنسبة 5 في المئة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى إغلاق في شهر مع إقبال المضاربين على البيع لجني الأرباح وسط مخاوف من زيادة تكاليف الاقتراض وضعف الاقتصاد الأميركي. ومع هبوط الأسعار بنسبة 9 في المئة من أعلى مستوى لها على الإطلاق البالغ 78.77 دولار للبرميل الذي سجلته قبل أسبوع، يتوقع المتعاملون أن تهدأ السوق بعض الشيء قبل صدور بيانات المخزونات الأميركية يوم غد التي من المرجح أن تظهر هبوطاً في مخزونات الخام لخامس أسبوع على التوالي. وانخفض الخام الأميركي الخفيف 49 سنتاً إلى 71.57 دولار للبرميل بعد أن خسر 3.42 دولار أو 4.5 في المئة يوم أول من أمس ليغلق عند أدنى مستوى له منذ أوائل تموز يوليو وكانت هذه أكبر خسارة من حيث النسبة المئوية منذ الرابع من كانون الثاني يناير 2007، فيما تراجع خام القياس الأوروبي مزيج برنت 17 سنتاً إلى 71 دولاراً للبرميل بعد أن هبط 3.58 دولار أول من أمس. يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه منظمة أوبك أمس، إن سعر سلة خامات نفط المنظمة انخفض بشدة إلى 70.24 دولار للبرميل أول من أمس من 72.01 دولار يوم الجمعة الماضي. وتضم سلة أوبك 11 نوعاً من النفط الخام وهذه الخامات هي خام صحارى الجزائري وميناس الاندونيسي والإيراني الثقيل والبصرة الخفيف العراقي وخام التصدير الكويتي وخام السدر الليبي وخام بوني الخفيف النيجيري والخام البحري القطري والخام العربي الخفيف السعودي وخام مربان الإماراتي وخام بي.سي.اف 17 من فنزويلا. وكانت السعودية أكبر بلد مصدر للنفط في العالم رفعت أسعار البيع الرسمية لخاماتها الثقيلة في أيلول بأكثر من المتوقع للمشترين الآسيويين، إذ حددت سعر الخام العربي الثقيل عند أعلى مستوى له في عامين، ورفعت الأسعار إلى أوروبا لكنه قلص بشكل حاد أسعار البيع الرسمية لكل إمداداته من الخام إلى الولاياتالمتحدة. وتحدد سعر الخام العربي الثقيل للزبائن الآسيويين وهو أثقل نفوط المملكة بما يقل 3.60 دولار للبرميل عن متوسط خامي سلطنة عمان ودبي وذلك بزيادة 70 في المئة عن آب أغسطس وعند أعلى مستوى منذ تموز 2005.