كشف المدير العام للمركز الوطني لمكافحة الجراد وأبحاثه التابع لوزارة الزراعة المهندس محمد حسن حلواني، عن"احتمال وصول الجراد الصحراوي من اليمن إلى الأراضي السعودية"، متوقعاً ذلك"خلال يوم 20 من شهر تشرين الثاني أكتوبر المقبل"، منبهاً إلى أن"المناطق التي يخشى من غزو الجراد لها هي مناطق جازان ونجران وعسير". وأكد في تصريح إلى"الحياة"، أن"قلة إمكانات المركز الوطني لمكافحة الجراد في اليمن، تزيد من مخاوف دخول أسراب الجراد إلى السعودية". وتزامن حديثه مع تقارير أصدرتها منظمة"الأغذية والزراعة الدولية"الفاو التابعة للأمم المتحدة، اعتبرت فيها المركز الوطني اليمني لمكافحة الجراد"غير مجهز بصورة كافية بالمعدات لمعالجة المشكلة، إذ تنقصه المركبات والمبيدات والرشاشات ومعدات الاتصال، وكذلك الفرق الميدانية المُدربة خصيصاً لمواجهة تحركات أسراب الجراد وتكاثره". وحذرت منظمة"الفاو"من أن"المناطق الساحلية للسعودية مهددة بغزو الجراد إليها، واصفة"مستوى اليقظة بأنه"بات حرجاً، بخاصة في المناطق الساحلية من البحر الأحمر". وأعلن حلواني، عن"استنفار إمكانات المركز كافة لمواجهة أي خطر محتمل"، موضحاً أنه"تم تكليف كل فروع وزارة الزراعة في السعودية، بالتبليغ عن أي وجود للجراد أولاً بأول"، موضحاً أن"تكاثر الجراد في السعودية هو تكاثر ربيعي وشتوي". وتلتهم الجرادة الصحراوية ما يعادل وزنها بصفةٍ يومية. وأعلنت منظمة"الفاو"، أن"اليمن يواجه حالياً أسوأ جائحة من أسراب الجراد الصحراوي يشهدها منذ العام 1993"، مطالبة ب?"إجراء مسح مكثف وحملة مكافحة جوية بالطائرات المروحية، تفادياً لتفشي الأسراب على نطاق واسع، وللحيلولة دون وقوع أضرار فادحة للمحاصيل الغذائية"، موضحة أن"بلداناً أخرى على طول البحر الأحمر وخليج عدن قد تواجه موجات هجوم من أسراب الجراد الصحراوي في فصل الشتاء المقبل، بسبب الأمطار المتوقع هطولها بصورة غير اعتيادية والظروف الايكولوجية المواتية". وأبان حلواني، أن"المركز جهز الطائرات وفرق المكافحة التي ستنتشر في جميع مناطق السعودية، للتبليغ أولاً بأول عن أي دخول لأسراب الجراد"، مشيراً إلى"أجهزة الرش التي تبلغ خمس طائرات، منها ثلاث مجنحة وطائرتان مروحيتان"، موضحاً أن"الفرق الاستكشافية مزودة بأجهزة متطورة لنقل المعلومات كافة عبر الأقمار الاصطناعية". واقترحت منظمة"الفاو"مكافحة الجراد ب?"المبيدات البايولوجية للجراد، إذ تستخلص مبيدات الآفات البايولوجية من المواد الطبيعية كالحيوانات والنباتات والبكتيريا ومعادن معينة"، موضحة أنها"تسهم هذه المبيدات في محاربة الآفات، فضلاً عن أنها تقلل إلى أدنى حد من المخاطر التي تهدد صحة الإنسان والبيئة". وبدأت?"حملة مكافحة بواسطة طائرتين مروحيتين، في منتصف شهر تموز يوليو الماضي للتقليل إلى أدنى حد ممكن من أخطار الجراد". وتقوم حكومة اليمن بحشد جهودها على الصعيد الوطني، إذ تنشط اللجنة القيادية الوطنية المعنية بالجراد الصحراوي في القضاء على الأسراب. ومع ذلك قالت المنظمة:"إن المكافحة تتطلب مساعدة دولية، لدعم المساعي الوطنية للمكافحة في مرحلة أولى، حتى شهر أيلول سبتمبر المقبل". يشار إلى ان الجراد الصحراوي يعتبر من النوع النطاط المهاجر، وغالباً ما يرحل على شكل أسراب ضخمة، ويتراوح عمر الجرادة الصحراوية بين ثلاثة وخمسة أشهر. وتتمثل دائرة الحياة في ثلاث مراحل هي: وضع البيض، ومرحلة الحورية ومن ثم بلوغ الحشرة مرحلة الاكتمال. ويفقس البيض في غضون أسبوعين، أما الحورية فتتطور خلال خمس وست مراحل خلال فترة تتراوح بين 30 و40 يوماً. وبإمكان الجرادة البالغة أن تنضج في غضون ثلاثة أسابيع، علماً بأن أسراب الجراد باستطاعتها أن ترحل عبر مسافات تتراوح بين خمسة و130 كيلومتراً في غضون يوم، أو أكثر بواسطة الرياح. ويستطيع الجراد الصحراوي البالغ أن يستهلك بحدود وزنه غذاءً طازجاً في اليوم الواحد، أي بمقدار غرامين يومياً، علماً بأن نسبة صغيرة جداً من السرب المتوسط الواحد قد تلتهم كمية الغذاء ذاتها التي يتناولها يومياً نحو 2500 شخص.