تعتبر الأزياء الشعبية أحد أبرز العروض التراثية التي سلط مهرجان صيف طيبة 28 الضوء عليها. ويتوسط موقع الحرفيات ضمن"ركن البادية"في محطة قطار الحجاز، المكان الذي تعرض فيه أم عبدالله أعمالها الحرفية اليدوية، التي امتلأت بها جدران الركن بأزياء تحكي جوانب من واقع حياة البادية، وصور الحياة الاجتماعية والأزياء التي ترتديها النساء، وتصنف الأزياء بحسب استخداماتها، وما يتعلق بها من حلي، تشمل: الأساور الجلدية، ومعاضد من الخرز أو القماش أو جلد الإبل، وحقائب من الصوف متعددة ألوانها. كما يتضمن ركن البادية معروضات"درّاعة"رمادية اللون، تشابكت فيها الخيوط الزرقاء والحمراء، وازدان صدر"الدرّاعة"بصدف البحر، وما يلفت الانتباه هو ما كُتب عليها هذه دراعة لصاحبتها صالحة العوفي، وعمرها 151سنة من العام 1277ه، وتعد من أقدم نماذج لحرفة الحياكة في المنطقة. وتروي أم عبدالله قصة الدراعة، مشيرة إلى أن صاحبتها ارتدته وهي في الثانية عشر من عمرها عندما كانت تخرج لتسرح بالأغنام، وتقدر ثمنه حالياً ب20 ألف ريال لمن يرغب في اقتنائه، كما تعرض سيفاً من أيام العهد العثماني قدرت قيمته بمبلغ عشرة آلاف ريال، ومفرشة للأرض مصنوعة من الصوف القوي، قدرت بمبلغ خمسة آلاف ريال. وتشير أم عبدالله إلى أن"الدرّاعة"تعد لوحة تراثية توحي بالفخر والعراقة، وتشير إلى أنه كان يطلق عليها مسمى"المكمم"، وهو الزي الذي ترتديه الفتاة غير المتزوجة عند خروجها لرعي الغنم، وهو مصنوع من قماش"الجوخ"، والذي يتحمل أجواء الصحراء الجافة، ويبرّد الجلد في حر الصيف. وتشرح مراحل حياكة ثوب"المكمم"باستخدام الشوك ومعالجته، وتهيئة رأس الشوكة لتصبح كالإبرة، ثم تغمر تلك الإبرة في غراء الشجر، حتى تصبح صلبة أثناء الحياكة وصالحة للاستخدام، ويلف طرف الدّراعة بخيط من جلد الإبل حتى تقوى أطرافه، ولا يسهل تمزيقه بسهوله حال رعي الغنم.