اشتهر الدوري السعودي بأنه الأقوى في الوطن العربي الكبير، وأنه منبع النجوم وطريقهم إلى عالم الأضواء والنجومية، وأنه من أسهل الطرق للوصول إلى الشهرة ودخولها من أوسع أبوابها، نظراً إلى الاهتمام الكبير الذي يلقاه من القيادة الرياضية، والمتابعة الجماهيرية الهائلة التي يحظى بها من داخل السعودية وخارجها، حتى بات الدوري السعودي أمنية حقيقية للمدربين والمحترفين الأجانب، الذين يبحثون عن منافسات قوية وإثارة وندية ترفع من أسهمهم وتطور من مستوياتهم، وتجعلهم يصلون إلى المكانة التي يطمحون إليها، وليس ذلك إلا من خلال الدوري السعودي، من خلال وجهات نظرهم. قبل أشهر عدة، وتحديداً في بداية الموسم الرياضي الماضي، تعاقد نادي الطائي السعودي مع مدرب العراق الحالي البرازيلي جورفان فييرا، ولم يكن المدرب عند مجيئه بتلك الشهرة الكبيرة، على رغم تدريبه أندية خليجية ونادياً مصرياً، ومكوثه فترة طويلة في الملاعب العربية، جعلته يتعلم اللهجة المصرية ولكن بمفردات مكسرة، وبعد تسلّمه تدريب الطائي وقيادة الفريق في معسكر أبها، وهو النادي السعودي الوحيد الذي لم يعسكر خارجياً في الموسم الماضي، وصل فييرا إلى درجة متقدمة في تجهيز الفريق، وبدأ مشواره رسمياً من خلال مباريات الدوري السعودي، وحقق نجاحات كبيرة وانتصارات مثيرة بنتائج قوية، أبرزها فوزه على الشباب والأهلي برباعية، وساعده في ذلك وجود نخبة رائعة من المواهب الواعدة، وثلاثي أجنبي على قدر عال من الكفاءة الفنية، تمثل في المدافع البحريني عبدالله المرزوقي والمهاجمين المغربي صلاح الدين عقال والسنغالي حمادجي سيسيه، لترتفع أسهم فييرا ويذيع صيته وينال حظه الوافر من الدعم الإعلامي، لكن العلاقة بينه وبين إدارة الطائي لم تكن على ما يرام في منتصف الدوري، بسبب الاختلاف في وجهات النظر، ليتم إبعاده والتعاقد مع المدرب الوطني خالد القروني، فيغادر المدرب المغمور جورفان فييرا بسمعة كبيرة لم يحلم بها، وشهرة لم يتوقعها، بعد الانتصارات المدوية على الشباب والأهلي، وليتلقى المدرب البرازيلي عقب ذلك عروضاً بالجملة، وتنهال عليه الاتصالات من كل حدب وصوب، بعدما خدمه الدوري السعودي وجعله في مصاف المدربين الناجحين، ويتعاقد معه الاتحاد العراقي لتدريب المنتخب الكروي الأول في بطولة كأس آسيا 2007، ويوقع معه لمدة 60 يوماً فقط، وينجح المدرب البرازيلي القادم من الدوري السعودي في مهمته، ويقود"أسود الرافدين"إلى المباراة النهائية في البطولة القارية، في إنجاز وصفه العراقيون بالإعجاز نظراً إلى ضعف الإمكانات المتوافرة، وظروف الحرب الدامية والأحوال السياسية المتدهورة التي يشهدها العراق في الفترات الحالية. وتنطبق الحال ذاتها على المحترف العراقي نشأت أكرم، الذي لم يكن معروفاً على الصعيد الدولي قبل أن يتعاقد معه النصر السعودي عام 2004، بعد بروزه مع منتخب العراق الاولمبي في بطولة الصداقة الدولية التي أقيمت في أبها، ويقدم مع"العالمي"موسماً ناجحاً بكل المقاييس، لينتقل بعد ذلك إلى الشباب السعودي ويقضي معه ثلاثة مواسم رائعة، استفاد منها اللاعب كثيراً في تطوير مستواه الفني وصقل موهبته الكروية، قبل أن ينتهي عقده في الموسم الأخير، وتلقّى نشأت أخيراً عروضاً احترافية كبيرة من العين الإماراتي والزمالك المصري وأندية أوروبية ألمح إليها في الأيام الماضية، ليستفيد الثنائي جورفان فييرا ونشأت أكرم من فترة وجودهما في الملاعب السعودية، ويحققا النجاح والشهرة اللذين يطمح إليهما كل مدرب ومحترف أجنبي يأتي إلى الدوري السعودي.