قد لا يعرف كثير من السعوديين أن بلادهم تنتج زيت الزيتون بكميات تجارية، بل وتصدره إلى بلاد اشتهرت بإنتاجه مثل إسبانيا. وينتج زيت الزيتون في السعودية من خلال نحو 5 ملايين شجرة تتوزع في منطقة الجوف، ومنها مشروع"بسيطا"الزراعي الذي يبعد عن مدينة سكاكا نحو200 كيلومتر. وقال المدير العام لشركة الجوف للتنمية الزراعية الدكتور عبدالعزيز الشعيبي في حديث مع"الحياة"، إن الزيتون لا يزرع إلا في المنطقة الشمالية من السعودية، لخصوبة تربتها ووفرة المياه العذبة فيها، إضافة إلى كون مناخها شبيهاً بمناخ حوض البحر المتوسط، الذي يساعد على زرع أشجار الزيتون. وأشار إلى أن زراعة الزيتون بدأت في السعودية قبل 20 عاماً، مشيراً إلى أن مشروع مزرعة الجوف لإنتاج زيت الزيتون في"بسيطا"التي تحتوي على نحو 650 ألف شجرة زيتون يعتبر الأكبر من نوعه في العالم. واعتبر جودة إنتاج زيت الزيتون في مزارع الجوف تفوق مثيلاتها في دول الشام،"بسبب استخدام التقنية العالية في عصر الزيتون وتنقية الزيت من الشوائب والإضافات". ولفت إلى أن زيت الزيتون المنتج في مزرعة مشروع الجوف يصدر إلى دول عالمية اشتهرت بإنتاج زيت الزيتون مثل إسبانيا،"لأن الزيت عضوي ونقي بنسبة 100 في المئة وخال من الإضافات". وكشف أن كمية زيت الزيتون المنتجة في مشروع الجوف الزراعي تبلغ 1200 طناً"ونخطط لزيادة الكمية خلال الأعوام الخمسة المقبلة إلى 5 آلاف طن سنوياً، من خلال مليون شجرة". وأضاف:"تثمر شجرة الزيتون بعد خمسة أعوام وتنتج بكميات تجارية بعد 8 أعوام، وتعمر الشجرة لنحو 200 عام". وعزا عدم رواج زيت الزيتون في السعودية، إلى أن غالبية المواطنين لا يستخدمون زيت الزيتون في أكلهم لجهلهم بفوائده الصحية. وعدد الشعيبي الفوائد الصحية لزيت الزيتون وهي:"تنظيم عمل القولون، مفيد لعسر الهضم، يساعد على التركيز، مفتت للحصى، مفيد لمرضى السكر، علاج الروماتيزم، كما يسهم في خفض ضغط الدم، ويقلل من معدل الكولسترول الضار في الدم، ويحد من نمو البكتيريا المسببة لقرحة المعدة، ويستخدم أيضاً في معالجة الجلد والشعر". وأرجع سبب انخفاض سعر زيت الزيتون المستورد قياساً بالسعودي في الأسواق، إلى أن الأول يكون منتجاً من عصرة ثانية وثالثة للزيتون، بعكس الثاني الذي ينتج من عصرة واحدة. يذكر أن"بسيطا"من أكبر المناطق الزراعية في السعودية، وتضم مشاريع عملاقة مثل شركة الجوف الزراعية، الوطنية الزراعية،"أنعام"، الخريف، نادك.