حذر إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود الشريم، من دعاة التضليل والتلبيس الذي ينتهي بالمسلمين الى فرقة يصعب معها الاجتماع، لافتاً إلى أن كل طائفة ستزعم ان لها منهجها الخاص بها، فتتنوع الانتماءات إلى الإسلام في صور يغاير بعضها بعضاً. كما حذر إمام وخطيب المسجد الحرام في خطبة الجمعة أمس، اهل التلبيس والتضليل من كتمان الحق وإخفائه وعدم إظهاره للناس، وان لم يلبسوه بالباطل، مبيناً أن هؤلاء يسوغون الحجج والشبه في إخفائه ويضخمون المفاسد المترتبة على إظهاره، في مقابل تأويل المصالح المترتبة عليه، لان لبس الحق بالباطل أمران متلازمان عليه. وحذر من الأطروحات المزوقة والتلبيسات المنمقة في تهميش الشريعة، وقال ينبغي على المسلم أمام أعاصير التضليل وزوابع التلبيس، ان يقول ما امتدح به الله الراسخين في العلم وأمام الفتن المضللة. وقال ان من أعظم الفتن التي تعاني منها بعض المجتمعات المسلمة في عصرنا الحاضر هي فتنة غياب الحق ولبسه بالباطل وفقدان هيمنة المرجعية الصحيحة الصريحة في ابداء الحق ونصرته أمام الباطل وإظهاره على الوجه الذي انزله الله على رسوله صلى الله عليه وسلم من دون فتون أو تردد أو خشية إملاق أو تأويلات غلبت عليها شبهات طاغية أو شهوات، ما يجعلها سبباً رئيساً في تعرض صورة الإسلام وجوهره في المجتمعات لخطرين داهمين، أحدهما خطر إفساد للإسلام يشوش قيمه ومفاهيمه الثابتة بإدخال الزيف على الصحيح والغريب الدخيل على المكين الأصيل حتى يغلب الناس على أمرهم في هذا الفهم المقلوب ويبقى الأمل في نفوسهم قائماً بأن تجيء فرصة سانحة ترد الحق إلى نصابه وهم في أثناء هذا الترقب يكونون قد اشربوا في قلوبهم الاعتقاد الفاسد في أن ما يفعلونه من هذا البعد والقصور في التدين والخلط بين الزين والشين هو الإسلام بعينه فإذا ما قامت صيحات تصحيحية تدعوهم إلى الرجوع إلى المنهج الحق والتمسك به كما أنزله الله عز وجل، أنكروا عليهم ما يدعون إليه واتهموا الناصحين بالرجعية والجمود. ودعا إلى التسليم بشريعة الله الخالدة التي لا لبس فيها ولا زيف وهي صالحة لكل زمان ومكان وأن لا عزة للأمة إلا بها وأن الخذلان والخسران والبوار مرهون بمدى بعد المسلمين عنها ونهيهم عن سبيلها.