انتهت المغامرة الفيتنامية الجريئة في نهائيات كأس أمم آسيا بخروج منتخبها من الدور ثمن النهائي اثر خسارته من العراق صفر-2، ومع أن الكرة الفيتنامية حديثة عهد بالحضور في المحافل الآسيوية، إلا أن ما حققه اللاعبون، يعد انجازاً يشار إليه بالبنان وخلفوا منتخبات معروفة آسيوياً وراءهم كقطر والإمارات. الانجاز الفيتنامي تحقق بقيادة المدرب النمساوي الفرد ريدل، الذي دخل قلوب الفيتناميين، فهو لا ينسى أن 70 شخصاً تقدموا للتبرع له بكلية في نيسان أبريل من هذا العام، قبل أن يجد الكلية المناسبة، وعندها قال مدرب النمسا السابق:"فيتنام الآن جزء مني". وأضاف ريدل الذي أصر على أنه لن يكشف اسم الواهب الذي وهب الكلية له"عندما تعيش في بلد يحبك فيه الكثير من الناس وتحقق نجاحاً وتتصرف بشكل جيد، فإنك تكون محظوظاً، لقد كانت لحظة مؤثرة. الشعب الفيتنامي ودود جداً". وتعتبر قصة ريدل من أكثر القصص القريبة للقلب في الأعوام الأخيرة، فهو درب فيتنام في المرة الأولى عام 1998 وحقق معها كأس تايغر قبل أن يحقق المنتخب فضية ألعاب جنوب شرق آسيا. ثم غادر ريدل فيتنام وانتقل إلى نادي السالمية الكويتي في 2001 قبل أن يعود إلى فيتنام في 2003 حيث قضى عاماً واحداً. ثم درب فلسطين في 2004، ولكن رغبة العودة إلى فيتنام كانت قوية وفي 2005 وقع عقداً لثلاثة أعوام"لقد عدت من أجل الشعب والدولة ولدي علاقات جيدة مع اتحاد كرة القدم". عاش ريدل في فيتنام لعشرة أعوام على فترات متقطعة والجماهير الفيتنامية تعشقه وهو أمر تقليدي للشعب الفيتنامي أن يساعد بعضه البعض لكي يستطيع العيش. وعن كرة القدم في فيتنام، يشير ريدل"الجميع يعتقد أن مركز رياضي واحد في هانوي أمر كاف ولكني قلت لهم إننا نحتاج إلى 50. نحتاج إلى بليون دولار لتحقيق ثورة جديدة ولكن ببليون دولار يمكن إطعام الكثير من الناس. يمكننا إطعام الناس وتأمين السكن لهم وهذا هو الأهم كرة القدم مهمة ولكنها ليست الأهم. أنا رجل منفتح وأفهم أن هذا المال يمكن إنفاقه بطريقة أخرى". وعلى رغم نقص الاستثمار، فإن ريدل يؤكد أن هناك الكثير من التحسن على صعيد الكرة الفيتنامية منذ أول حصة تدريبية له مع فيتنام في صيف عام 1998. وقال ريدل بعد حضوره:"في أول حصة تدريبية كان اللاعبون يرتدون قمصاناً متعددة الألوان. في اليوم التالي تغير هذا الأمر فأنا لا أدرب أحد فرق الشوارع ويجب أن يلبسوا كلهم القميص نفسه، كما أننا زدنا المال المخصص للطعام، إذ قدم القسم الرياضي المال من أجل التغذية، ولكن هذا الأمر قليل مقارنة بالأوروبيين، يمتلك اللاعبون مالاً أكثر الآن". وبعد خروج الفريق أمام العراق اعترف ريدل بأن خسارة فريقه كانت متوقعة، ولكنه شعر بأن الفارق البدني بين الفريق جعل النتيجة محتمة. وقال ريدل بعدما أنهى هدفا يونس محمود آمال المنتخب الفيتنامي في البطولة"استحق منتخب العراق الفوز من دون شك، ولكننا لم نستطع مجاراة المنتخب العراقي بدنياً. الطبيعة البدنية للاعبينا تجعلهم بعيدين عن التنافس مع لاعبي المنتخب العراقي الذين كانوا أقوى بدنياً وأكثر طولاً. يجب أن نعمل على تحسين لياقتنا، ولكن مشكلتنا هي أن لاعبينا صغار الحجم. نستطيع أن ننافس على مستوى منطقة جنوب شرق آسيا وقد نحصل على النجاح في مبارياتنا الآسيوية ولكن الحجم البدني للاعبين صغير". وتمنى المدرب المحبوب أنه لو قابل العراق في العاصمة الفيتنامية هانوي"ربما لو لعبنا في هانوي كان يمكن أن تكون هناك فرصة، ولكن حتى في ذلك الوقت لا أعتقد أن النتيجة كانت ستكون مختلفة".