الصفحة: 6 - المحلية عادت وتيرة العمل إلى طبيعتها في جريدة الندوة أمس، وجرت الدماء مجدداً في عروق العمل الصحافي في الجريدة العريقة، وعاد منسوبو الجريدة للجلوس على مكاتبهم لتزويد قرائهم بالجرعات الصحافية اليومية، وذلك بعد أن تلقت مؤسسة مكة للطباعة والإعلام التي تصدر عنها الجريدة، تبرعاً سخياً من خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، قدره عشرة ملايين ريال من حسابه الخاص. وجاء موقف خادم الحرمين، ليحفظ ماء وجه"العروس المكية"المخضبة بعبق من تبناها وأصدرها منذ ما يقارب النصف قرن من الزمن ما أعاد الأمور إلى نصابها، مانحاً"الندوة"توازنها المفقود لتنبعث روحها مجدداً وتعاود الصدور مصافحة أعين قرائها"العشاق"بحلتها اللازوردية الفاتنة. واستبشر الإعلاميون والمثقفون خيراً بموقف ملك الإنسانية النبيل من صحيفة الندوة ففي اللحظة التي كانت الصحيفة في الرمق الأخير من احتضارها، حين أعلن منسوبوها توقفهم عن العمل لعدم تسلمهم حقوقهم المالية. ومن المتعذر على المنصف أن يحصي مكارم الرجل الأول في السعودية، فالملك عبدالله مغرم بتوالي المكارم وترادف المنن وديمومة العطاء لأهله وأبناء شعبه ومؤسسات وطنه، ما يؤكد أنه الغيور على الإنسان والمنجز والتاريخ، فمن تفقد الفقراء إلى علاج المرضى وفصل السياميين، إلى لقاء الشعب وتلمس مشكلاتهم وتحسس مواجعهم وتظلماتهم إلى أخيراً وليس آخراً إنقاذ صحيفة الندوة من أزمتها المالية الخانقة نظراً لما تعنيه له من تاريخ رجال أوفياء من أبناء العاصمة المقدسة رحلوا عن الدنيا وهم مطمئنون على"الندوة"بكل ما تحمله من دلالات جغرافية وتراثية وإنسانية تتكامل على ثرى بقعة مقدسة. واعتبر رئيس تحرير"الندوة"هشام كعكي ل"الحياة""أن الدعم السخي يعتبر فتحاً جديداً للصحافة السعودية عموماً، ونصراً يؤكد حرص الحكومة على دعم الشعب من خلال دعم الصحافة التي تعتبر صوتاً له، ومرآة لواقعه، وسلطة رابعة لإنصافه، إلى جانب حرص الحكومة على حل أزمات المواطنين". وأوضح رئيس التحرير أن جميع العاملين عادوا إلى أعمالهم، بعد انتهاء معاناتهم التي استمرت لأكثر من 8 أعوام، وأن المبلغ سيتم صرفه على العاملين في الجريدة، خلال الأسبوعين المقبلين، بمن فيهم موظفون تم فصلهم عام 1425 ه ولم يتسلموا مستحقاتهم، مشيراً إلى أن الجريدة ستخضع لمراحل تطويرية جديدة خلال الفترة المقبلة. وقال كعكي"اليوم ليس يوماً عادياً، ولا يصح فيه أي كلام عادي، فهو عيد العاملين في"الندوة"، ولن أتحدث عن سواهم، ولن أنقل سوى فرحتهم وشكرهم لكرم خادم الحرمين الشريفين ودعمه"، مضيفاً،"إنه عرس، وكيف لا؟، وهو أنقذ 200 أسرة من الضياع، وسيحل مأساة العاملين، وينهي معاناة استمرت سنوات، فأتى خبره برداً وسلاماً علينا". ويأتي هذا التبرع انطلاقاً من حرص خادم الحرمين الشريفين على دعم المؤسسات الصحافية في المملكة، في حين أكد وزير الثقافة والإعلام، أن خادم الحرمين الشريفين وجه بتقديم هذا المبلغ للجريدة لمساعدتها في الخروج من أزمتها المالية التي تعيشها حالياً وأثرت بشكل سلبي على أداء منسوبيها.