من المتوقع أن تعلن وزارة الثقافة والإعلام اليوم تشكيل مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي، الذي صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين على إنشائه خلال زيارته لمحافظة الأحساء قبل نحو عام. وضم التشكيل عشرة أسماء يمثلون أطيافاً وتوجهات مختلفة، ما جعلها"القائمة الأكثر تفاؤلاً"، بحسب ما أجمع عليه المتابعون ل?"النادي الحلم"، كما يحلو للأحسائيين أن يطلقوا عليه. واعتبر القائمون ان قائمة الأسماء"خلطة سحرية"، وهم: عبدالرحمن الملا، محمد الحرز، الدكتور ظافر الشهري، الدكتور خالد الحليبي، إبراهيم الحسين، جعفر عمران أبو حليقة، الدكتور عبدالله الدوغان، محمد الجلواح، الدكتور نبيل المحيش، جاسم الصحيح، والأخيران عضوان في مجلس إدارة النادي الأدبي للمنطقة الشرقية. وقال الدكتور خالد الحليبي ل?"الحياة":"ظلت الأحساء لعقود تحلم بناد أدبي، يحتضن الطاقات الأدبية والثقافية الكثيرة فيها، ما أسهم في بروز ظاهرة المجالس الأدبية، إضافة إلى المشاركات المتناثرة هنا وهناك، والحضور البارز لأدباء الأحساء في أنشطة النادي الأدبي في المنطقة الشرقية، الذي قدم لمثقفي الأحساء ما يستطيع، وبحسب إمكاناته". وأشار الحليبي إلى أن الأحسائيين"كانوا يتمنون نادياً مستقلاً، حتى جاء الأمر السامي من خادم الحرمين الشريفين، الذي أمر بإنشاء النادي في الأحساء، والمتوقع من هذا الصرح الكثير والمأمول منه ليس بالقليل". وأوضح"أن النادي إذا حدد هدفاً مرحلياً لسنة كاملة، فسيرجع عليه ذلك بالنجاح الكبير، ومجيئه في العطلة الصيفية يسرع في تشكيل الإدارة، وتحديد موقع مناسب له، ووضع الخطة التي تخدم أهدافه وتسير أعماله، على أن تكون شاملة عدداً من البرامج، مثل الأنشطة المنبرية، المطبوعات، تشجيع المثقفين والأدباء، استقطاب أسماء لامعة لتلاقح الفكر". وشدد الحليبي على أن"لا يكون النادي متخصصاً في الأدب فقط، بل يجب أن يحتضن الثقافة بكل أطيافها، ومنذ البدء يجب أن يلتفت النادي للموهوبين ويشجعهم ويرعاهم، ويقدر شيوخ الأدب، ويجب أن يحتوي جميع الأطياف والألوان والتوجهات، من دون تمييز، ولا عنصرية". ولفت الناقد محمد الحرز إلى أن"الطموح أكبر من الواقع، والحلم لا يتحقق، ولو تحقق الكثير منه". واعتبر ان تأسيس النادي بحد ذاته"مطلب حقيقي للمجتمع الأحسائي، والمرحلة المقبلة تحتاج إلى كثير من التأمل، وعدد من الحوارات مع مختلف الأطياف والتوجهات". وقال:"إن النادي فرصة حقيقية لخلق حوار مع أطياف المجتمع المختلفة، من دون تمييز لاختلاف الرؤى والتوجهات، من خلال فتح باب الحوار والمناقشة وتقبل النقد، والمهم أن يكون الهدف جماعياً على شكل مؤسساتي، لأن القناعات الفردية تصطدم كثيراً بآراء الجماعة، ونحن بهذه الخطوة الأولى نختبر قناعاتنا الشخصية وتجربتنا". ورأى الدكتور ظافر الشهري أن"الطموحات كبيرة، واستشراف المستقبل واعد، ونتمنى أن يكون النادي منافساً قوياً للأندية القائمة في المملكة"، معرباً عن ثقته الكبيرة بأن الأحساء"تزخر بالأدباء والمفكرين والمثقفين والموهوبين والطاقات، لذا أنا متفائل جداً بالنادي في ظل هذه التشكيلة"، مؤكداً ضرورة أن تكون هناك"مساحات واسعة للشباب والمرأة والشيوخ، وأطياف المجتمع كافة". ودعا القاص جعفر عمران أبو حليقة المجموعة المختارة إلى الانسجام"وأن تتنازل عن الأمور الشخصية، وتركز على مصلحة النادي الذي تنتظره الأحساء، ونجاحه من نجاح أعضائه"، وقال:"الأحساء تتمتع بموهوبين من الجنسين، لذا يجب أن يفتح النادي ذراعيه لهم من دون تمييز، وبعيداً عن أي توجّه معين". وعبر عن تفاؤله بالقائمة المعلنة، ووصفها ب?"الخلطة السحرية"للوزارة، التي اختارت الأسماء"بعناية خاصة، ولكن يبقى على هذه الأسماء أن تنسجم في ما بينها، والعبرة بالكفاءة وليس الاسم، والمجتمع ينتظر منا الكثير". وأكد الشاعر جاسم الصحيح أن نادي الأحساء الأدبي"لن يكون مسخًا أو هجينًا لنادي الشرقية الأدبي". وقال:"سأحاول أن أقدم تجربة نادي الشرقية الأدبي وأستفيد من نجاحاته وأتحاشى إخفاقاته". ووصف الصحيح الأسماء المختارة ب?"المتجانسة إلى حد كبير، وتستطيع أن تتجاوز كل العقبات المتوقعة في بداية التأسيس، الأمر الذي يجعل مهمة الأعضاء صعبة جدًا، ويوجب عليهم جميعًا أن يبذلوا جهدًا مضاعفًا".