من أكبر النعم التي أنعم الله بها?على أهل هذه?البلاد الطاهرة، أن جعل لهم من أنفسهم حكاماً?دستورهم القرآن والسنة، وضعوا نصب أعينهم مصلحة ورخاء?هذا البلد?ومواطنيه. ولم تكن العلاقة التي تربط بين القيادة الرشيدة?ومواطنيها،?ترضخ في يوم من الأيام?للمقاييس والمعايير?المتعارف?عليها في كل?أصقاع الدنيا، وإنما?كانت هناك خصوصية?فريدة لهذه العلاقة ثرية بجوانبها?الانسانية، تذوب من خلالها?في مشاهد غير?مسبوقة كل خصائص وقواعد البروتوكول المتعارف عليه في مثل تلك?الأمور، كل هذا صنع نسيجاً اجتماعياً?بالغ التماسك?والقوة، فريداً في كينونته، مبدعاً منظومة لم ولن تتكرر على?مر العصور. وعندما اذكر?سلطان?الخير والعفو وأمير الإنسانية،?فلا?أخفيكم?ما قد يساورني?من?عظيم?الثقة?بالقدرة?على?حسن?الاختيار?وصوابة الرأي في?ترشيحي لمن?أردت?ان اضرب به?أروع أمثلة?العفو?والرحمة والسعي?بين?الناس بالإصلاح،?فهذا?العملاق?بعيداً عن?عظيم?جاهه، يملك كاريزما?فريدة في?تكوينها،?متمتعاً بقدر هائل من القبول لدى الناس، ويحظى?بتوفيق عظيم من الله سبحانه?وتعالى?في كل ما يذهب إليه من أمور?الخير?ويسعى?من?اجله?في?جوانب?البر?والإصلاح. ومن?خلال تجربتي?الشخصية?مع?قضية?سجينة?خميس مشيط?التي?- بفضل الله تعالى - وتوفيق مساعي ولي العهد أصبحت حرة?طليقة وبحكم إشرافي?على?الموقع الالكتروني الرسمي?للسجينة حينها، فقد عايشت?هذه الدراما الإنسانية منذ بداية ظهورها?للمجتمع?الذي تعاطف?معها بشكل غير مسبوق،?وكان تدخل الأمير الكريم نقطة التحول الرئيسية في?هذه القضية،?وكما?انه جاء?مبكراً فقد أتى كالبلسم الشافي?وإشراقة الأمل المتجدد،?خصوصاً انه?أتى مباشرة بعد?فشل المساعي?القبلية?والاجتماعية لدى أسرة القتيل، وأيقن?الجميع في لحظتها?ان القضية?قد حسمت وان?الأمل قد تلاشى في?مهب الريح، واستمرت مساعي الأمير سلطان?من دون كلل أو ملل حتى كللت - بفضل الله?- بعفو اسعد الملايين ممن تابعوا?هذه المأساة لشهور طويلة،?كما كانت سعادتهم بالقدر ذاته?كون اجر?وثواب اعتاق هذه الرقبة?قد صب في ميزان أمير العفو والإنسانية، إذ كانوا?جميعاً يعلمون ان?هذه?المكرمة?لا?تشكل إلا سطراً واحداً?في مجلدات?المجد والعطاء لسلطان الخير، فما خفى?من?أفعاله?وطيب شمائله?كان أعظم?وأوفى، فجزاه الله عن شعبه وعن عموم المسلمين عظيم الجزاء. * استشاري - في مستشفى القوات المسلحة.