تقوم إدارة الجوازات بمجهود مقدر وملموس من أجل إنجاز أعمالها بكل دقة وتفان خدمة للمراجعين من مواطنين ومقيمين وزوار. وتعتبر إدارة الجوازات في المدن الكبرى مثل الرياضوجدة من أكثر الإدارات ازدحاماً، خصوصاً في أوقات الذروة وعند موسم الإجازات الصيفية، اذ يزداد ضغط العمل على موظفي الجوازات، الأمر الذي لا يخلو من وقوعهم في أخطاء فنية تكلف المسافر الكثير من الوقت والمال، تتمثل غالباً في أخطاء عند إدخال البيانات في كومبيوتر الجوازات، سواء أكانت هذه البيانات خاصة بمسافر أم متعلقة بدفتر إقامة مقيم. ولمزيد من الإيضاح فقد مررت بتجربة مريرة مع الجوازات نتيجة خطأ فني غير مقصود من موظفي الجوازات كلفتنا الكثير من الوقت والجهد والمال.بدأت الواقعة عندما راجعت إدارة جوازات جدة لعمل تأشيرة خروج وعودة لشخصي ولأفراد عائلتي المضافين معي في دفتر الإقامة، وكل شخص من أفراد العائلة له جواز سفر منفصل، عملت تأشيرة الخروج والعودة بشكل طبيعي صالحة لمدة ستة أشهر وتنتهي في ربيع الأول 1429ه على حسب ما هو مدون في جوازات العائلة. إلا أنه وعند وصولنا إلى المطار أخبرنا موظف الجوازات أن بعض التأشيرات انتهت مدة صلاحيتها في ربيع الأول 1428ه، وأخبرنا أن هناك خطأ فنياً من الموظف الذي عمل التأشيرات، فقد أدخل البيانات عن طريق الخطأ فبدلاً من إدخال 1429ه أدخل 1428ه، ما يعني انتهاء مدة التأشيرات، ولا بد من مراجعة ذلك الموظف لتعديل الخطأ، وبالتالي عدنا مجبرين من المطار بسبب خطأ من موظف مختص. علماً بأنه من الصعب إن لم يكن من المستحيل وجود حجوزات في الطيران لأقل من ثلاثة أشهر بسبب الإجازات الصيفية وتفادينا ذلك بعمل الحجوزات قبل سبعة أشهر من تاريخ سفرنا، ولم تفلح توسلاتنا بمحاولة معالجة الأمر من المطار، بعد أن اعتذر موظف جوازات المطار بأن الأمر ليس في يده بل في يد الموظف الذي قام بعمل التأشيرات. عند مراجعة الموظف المخطئ قال ان تعديل هذا الخطأ يستوجب إلغاء تلك التأشيرات وعمل تأشيرات جديدة، وبالتالي لا بد من دفع رسوم 200 ريال عن كل تأشيرة، إضافة إلى مبلغ ألف ريال غرامة عن كل تأشيرة، بمعنى دفع 1200 ريال عن كل تأشيرة. تخيلوا يحدث ذلك على رغم أن الموظف هو المتسبب في الخطأ.لم تفلح رجاءاتنا بمحاولة تدارك ومعالجة الموقف، وظللت أراجع إدارة الجوازات لأكثر من ثلاثة أيام من دون فائدة، وأخيراً ونظراً لارتباطي بتاريخ معين لإجازتي السنوية وحتى لا تفقد عائلتي فرصة السفر اضطررت إلى الخضوع للأمر الواقع ودفعت رسوم التأشيرات من جديد، إضافة إلى الغرامة التي قررها علينا الموظف المخطئ، ونسبة لاستحالة إيجاد حجوزات بالطيران لعائلة كبيرة اضطررنا إلى استغلال الباصات البرية لرحلة ستستغرق أكثر من 24 ساعة في البر بدلاً عن ساعتين بالطيران! والمضطر يركب الصعب! فمن يتحمل أخطاء إدارة الجوازات؟