كشف نائب الرئيس التنفيذي للجنة العفو وإصلاح ذات البين في إمارة منطقة مكةالمكرمة الدكتور علي بن بخيت الزهراني، أن اللجنة استقبلت 25 قضية عضل"منع الفتيات من الزواج على يد أولياء أمورهن"، وأنهت 22 قضية منها. وأوضح الدكتور الزهراني، أن فرع اللجنة في مكةالمكرمة استقبل 18 قضية تم علاج 16 قضية منها، فيما استقبل فرع اللجنة في محافظة جدة سبع قضايا، وفق العاملين في الفرع في حل ست قضايا.وأفاد أن"العضل"يعرف بمنع المرأة من الزواج، بسبب العرق، أو الجنس، أو حرص الولي على الراتب، أو ربط الفتاة بقريب، مشيراً إلى أن من صور العضل أيضاً حصر الزواج وحجره على ارتباط الفتاة بأحد الأقارب من أبناء العم أو الخال أو غيرهم، والمرأة لا تريده. وأكد الدكتور الزهراني أن العضل يعتبر واحداً من أهم القضايا التي تهدد الفتيات، وقال:"من بين الحالات التي وفقت اللجنة في علاجها قضية فتاتين منعهما والدهما من الزواج لمدة تزيد على 20 عاماً، إلى أن بلغ عمر الأولى 40 عاماً والثانية 37 عاماً، ووفقت اللجنة في إقناع والدهما بتزويجهما لشابين صالحين". وأضاف أن من بين قصص العضل التي عالجتها اللجنة منع ولي أمر ابنته التي بلغت من العمر 30 عاماً، ورفضه تزويجها بمن ترغبه، ما دفع الفتاة إلى الهرب من المنزل والاتصال باللجنة، والتي بذلت بدورها جهوداً كبيرة لإعادتها لوالدها، فيما وفقت بتزويجها برجل صالح، وأصبحت اليوم أماً لها بيتها وأسرتها. من جانبه، قال رئيس مجلس الشورى وإمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور صالح بن حميد:"إن العضل مسلك من مسالك الظالمين الذين يستغلون حياء المرأة وخجلها وبراءتها وحسن ظنها وسلامة نيتها، وما ذلك إلا لعصبية جاهلية أو حمية قبلية، أو طمع في مزيد من المال، أو أنانية في الحبس من أجل الخدمة". وأوضح بن حميد أن الله عز وجل نهى عن عضل المرأة ومنعها من الزواج تحت أي مبرر من المبررات، متسائلاً عن بعض الآباء الذين صموا آذانهم حتى كأنهم لا يسمعون شيئاً، وكأنهم لم يقرؤوا قول الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم: يا أيها الذين أمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرهاً ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما أتيتموهن. وأضاف أن العاضل لابنته أو موليته من الزواج ظالم، ومهدد بإسقاط حق الولاية عنه، لأنه لم يقم بأداء الأمانة التي استرعاه الله عز وجل عليها على الوجه الصحيح، إذ ذكر أهل العلم رحمهم الله أن الولي إذا امتنع عن تزويج موليته بكفء رضيته سقطت ولايته، وانتقلت لمن بعده الأحق فالأحق، أو انتقلت للسلطان لعموم حديث:"فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له". وتابع ابن حميد أن حصر الفتاة في أقاربها أو حجرها عليهم إما أن يكون بتكبر من العائلة وتعال على الناس، أو أنه خضوع لعادات وتقاليد بالية، وقال:"إن حصر المرأة وحجرها على أقاربها وهم لم يتقدموا إليها، أو هي لا ترغب فيهم، ظلم وعدوان، وتمسك بالعصبية الجاهلية والحمية القبلية".