أكد استشاري طب وجراحة العيون الدكتور حسان القاسمي، ظهور حالات عدة لالتهاب العيون وردت على مراكز وعيادات العيون في السعودية من جراء الإصابة بجرثومة"الأكانثامينا"، التي تسبب ضرراً دائماً في العين، وقد يصل الأمر إلى حد الإصابة بالعمى في حال عدم علاجها باكراً. وقال الدكتور القاسمي ل?"الحياة":"إن الحالات المسجلة لهذا المرض قليلة جداً، ولا تصل إلى حد الوباء، والسبب الرئيس فيها الإهمال في تنظيف العدسات اللاصقة". وأضاف:"تتلوث العدسة اللاصقة بالبكتيريا بواسطة المحلول الملوث والمستخدم لتنظيفها وحفظها، خصوصاً وأن البعض يمارسون عادات سيئة، منها: استخدام ماء الشرب لحفظ العدسة، أو محلول ملح الطعام". وأشار الدكتور القاسمي إلى أن تلك الاستخدامات الخاطئة في حفظ العدسات تأتي من باب التوفير، وقال:"من تلك العادات عدم تنظيف العدسة بشكل كاف وجيد، واستعمال المحلول المنظف للعدسة لفترة طويلة بعد فتح العبوة". وأكد أن أكثر ما يؤدي لتلوث العدسة هو غسلها وتنظيفها بمحلول ملح الطعام المحضّر منزلياً، أو الماء العادي أو المخصص للشرب. وجاءت تصريحات الدكتور القاسمي متزامنة مع تحذير لهيئة الغذاء والدواء عن ظهور حالات التهاب عدة في العين تدعى AK، والتي تتسبب فيها جرثومة"الأكانثامينا"، وهي نوع من البكتيريا تصيب الأشخاص السليمين الذين يستخدمون العدسات اللاصقة بشكل سيئ، إذ حددت هيئة الدواء والغذاء الأميركية نسب الإصابة بهذه الجرثومة ب85 في المئة. ويؤدي تعرض العين لهذه الجرثومة إلى الإصابة بالعمى، أو إلحاق ضرر دائم بالعين لا يمكن علاجه إلا بزراعة قرنية جديدة للشخص المريض. وعن جرثومة الأكانثامينا، قال الدكتور القاسمي:"تعتبر جرثومة الأكانثامينا من الكائنات الحية الدقيقة، وهي من البكتريا بطيئة النمو، وتوجد في كل مكان، ولكن لا تصيب سطح العين إلا إذا توافرت شروط معينة وقاسية". وحدد تلك الشروط باثنين، هما: الرطوبة، ونقص الأوكسجين، وقال:"إن القرنية لا توجد فيها أوعية دموية، وبالتالي فإن نقص الأوكسجين فيها قليل، وتحصل عليه من الهواء المحيط بالعين عبر طبقة الدمع المغطية لها من الخارج، وسائل العين الداخلي من الداخل". وأضاف:"كما أن هذا النوع من البكتيريا لا يستطيع العيش في تلك البيئة، إلا أن نقص الأوكسجين في القرنية عن المستوى الطبيعي يجعل الظروف البيئية ملائمة لنمو هذا النوع من البكتيريا". وأكد الدكتور القاسمي أن العدسات اللاصقة توفر البيئة الملائمة لنمو وتكاثر هذا النوع من البكتيريا في العين، وقال:"عند وضع العدسة اللاصقة على العين فإنها تغطي سطح القرنية جزئياً أو كلياً بحسب نوع العدسة، وبالتالي تحجب الأوكسجين عن القرنية، ما يوفر بيئة أكثر ملاءمة لنمو البكتيريا، ويرفع من احتمالات الإصابة بالتلوث، وفي حال وصول البكتيريا إلى سطح القرنية وبقائها لفترة كافية للتكاثر، فإن ذلك يؤدي إلى إصابة القرنية بالتلوث وبالتالي الإصابة بقرحة في القرنية". وشدد على أن العدسة اللاصقة من أكثر أسباب الإصابة بتلك الجرثومة وغيرها من أنواع البكتيريا، وقال:"إن العدسة اللاصقة تبقى على العين لفترات طويلة ومتكررة، وفي حال تلوث العدسة فإن البكتيريا تجد البيئة والوقت الكافيين للتكاثر، وبالتالي تصاب العين بالمرض". وعن علاج هذا المرض، أوضح القاسمي أن تشخيص المرض وعزل البكتيريا في المختبر يحتاج إلى خبرة طبيب اختصاصي في أمراض القرنية، وعلاج حالات الإصابة بقرحة القرنية الناتجة من تلك الجرثومة هو أصعب الأمور، وأضاف:"غالباً ما يأتي المريض متأخراً لطلب العلاج، لذا ينتهي به المطاف إلى الحاجة لإجراء عملية زراعة قرنية".