المخدرات آفة العصر، وضررها بالغ وخطير، ليس على المستخدم فحسب بل على الفرد والمجتمع، وعلى المستويات كافة الدينية والاجتماعية والصحية والامنية والاقتصادية، ولهذا وذاك كان موقف الاسلام من كل مخدر، قوياً وظاهراً وجلياً، قال تعالى"يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون"، وقال صلى الله عليه وسلم"ما أسكر كثيره فقليله حرام".ونحن نعيش هذه الأيام فترة الاستعداد للاختبارات، ويحرص كثير من الطلاب، خصوصاً طلاب المرحلة الثانوية، على الحصول على أعلى الدرجات، ووسط هذه الأجواء يستغل بعض ضعاف النفوس واصدقاء السوء، الذين هم من أعرق الناس سفهاً، هذه الفترة التي يسيطر عليها القلق والحرص والتوتر، ويروجون لبعض أنواع المخدرات منبهات ومنشطات تحت مسميات تغرر ببعض الطلاب، بدعوى أنها تساعد على الاستذكار الجيد وتزيد من الطاقة والقوة والنشاط، فيستعملها الطالب في فترة الاختبارات ثم تقوده الى الادمان والعياذ بالله. ولوقاية الطلاب وحمايتهم من هذه الآفة الخطيرة، ومن هذا الاستهداف الآثم من اصدقاء السوء، فإن المدرسة والأسرة هما الدرعان الواقيان والمحصنان بعد الله سبحانه وتعالى لطلابنا، فالمدرسة معنية بتبني برامج توعوية وبصفة دائمة ومستمرة لتوضيح خطر المخدرات وحكمها وأضرارها وإقامة المعارض المحققة للاهداف التربوية، والمعلم أيضاً له دور فاعل في توجيه الطلاب ونصحهم ومتابعتهم وتحذيرهم من اصدقاء السوء. لقد خصصت إدارة تعليم الرياض يوماً قبل الاختبارات لتوعية الطلاب وتحذيرهم من المخدرات سواء كانت منبهات او غيرها، وأتمنى ان تعمم الفكرة لبقية المناطق التعليمية وما يتبعها من إدارات حتى تعم الفائدة جميع طلابنا. وأما الاسرة، فهي اللبنة الأولى لتشكيل سلوك الفرد منذ مرحلة الطفولة، ويمتد هذا التشكيل الى الجوانب الشخصية الأخرى، حتى تتكون لدى الفرد الذي ينشأ في اسرة سوية شخصية متكاملة ومتوازنة تعرف الخير من الشر، كما ان على الاسرة ان تقوم بدور رقابي، خصوصاً الأب او من يقوم مقامه، لنحمي اولادنا من اصدقاء السوء ومن كل ما يسبب لهم ضرراً، كما لا نغفل دور الجهات الاخرى في التوعية من هذه الآفة الخطيرة، كالإعلام المرئي والمسموع والمقروء، وخطباء وأئمة المساجد، ومكافحة المخدرات. د. عبدالرحمن بن عبدالله التويجري مستشار تربوي