شرفت بحضور اللقاء الذي نظمته مشكورة وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لمنسوبيها من العلماء والدعاة، والخطباء والأئمة، برجل الأمن الأول وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز، وقد كان ملتقى ناجحاً ومميزاً، تميز بدرر نثرها سموه، أثلجت صدور قوم مؤمنين، وأبهجت نفوس دعاة مخلصين، وقد كان كبيراً في العيون لإنجازاته، عظيماً في النفوس لجهوده، ولكنه بعد ذلك اللقاء ازداد قدراً ومكانة ومنزلة، وقد لوحظ ذلك مما سمعناه من الحضور خلال كلامه، فقد سمعت وهو يتحدث من يقول: بيض الله وجهك، وفقك الله، جزاك الله خيراً، نفع الله بك الإسلام والمسلمين، أمد الله في عمرك، حفظك الله، وغير ذلك من العبارات التي تدل على ما وصل إليه في قلوب ونفوس الحاضرين، الذين يمثلون مناطق عدة في مملكتنا الحبيبة. وبحق كانت كلماته بلسماً شافياً، ودواءً وافياً لأهل هذه البلاد عموماً، والدعاة إلى الله خصوصاً، فقد وضع النقاط على الحروف، فأمن البلاد بأنواعه مسؤولية كل مواطن، بل كل مسلم في هذه البلاد وغيرها، لان بلادنا وأمنها أمنية كل مسلم عاقل، يريد وجه الله والدار الآخرة، وعلى وزارة الشؤون الإسلامية ممثلة في خطبائها وأئمة مساجدها ودعاتها جزء كبير من المسؤولية، وأما من يدندن حوله بعض المغرضين، الذين أهمهم تعطيل الحدود، فما أجمل رده حين قال:"لا... ثم لا... ثم لا. موضحاً بأن هذه الدولة الموفقة التي لا يوجد على الأرض اليوم مثلها، كما قال سماحة الشيخ اللحيدان، والذي حضر اللقاء وتكلم فيه لا يمكن أن تعطل حدود الله، وأشار ? حفظه الله ? إلى ما يدندن حوله بعض الناس في هذه الأيام، وهو ما يتعلق بشريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقد أعلنها سموه واضحة صريحة، فلا وألف لا لمن أراد أن يقضي على شعيرة"الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، لأنه لا خير في أمة ولا دولة ولا مجتمع يُترك فيه المعروف ولا يوجد من يأمر به، ويرتكب فيه المنكر ولا يوجد من ينهى عنه، وقد استمد إحساسه وشعوره بأهمية هذا الأمر من قول الله تعالى:"كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله"آل عمران:110. وما أثلج صدورنا، وأبهج نفوسنا إشارات سموه ومنها وعوده الصادقة إن شاء الله، فلم يُعهد عنه كذباً، بفتح قلبه قبل بابه لكل مخلص يهمه أمن هذه البلاد، ودرايته بأن خلف الإرهابيين مفتيين وممونين ومحرضين ومتسترين، وهذا يجعل الواحد منا ينام قرير العين، لأن أمننا في يد أمينة وبين عيون ساهرة. فجزاه الله خيراً على ما تفضل به، وأمده بالصحة والعافية وبالمزيد من الإعانة والتوفيق، وجزى الله وزارة الشؤون الإسلامية خير الجزاء، وعلى رأسها شيخنا ووزيرنا صالح آل الشيخ، وجزى العاملين معه على تنظيم مثل هذا اللقاء المهم كل الخير. عبيد بن عساف الطوياوي - حائل