يتجدد الاختلاف الصيفي بين مسيري مخيمات الشبان والإعلاميين أكثر من مرة في كل عام، فها نحن على مشارف موسم صيف جديد، والمكاتب الدعوية والجمعيات الخيرية متهيئة لإقامة مخيمات شبابية مطعمة بجرعات دينية كبيرة، بهدف إصلاح الشبان، وشغل أوقات فراغهم. ليلة أول من أمس قوبل صحافيو جدة ب"عتاب"شديد من مدير مركز الدعوة والإرشاد في محافظة جدة والمشرف العام على المخيمات الصيفية الشيخ أحمد الحمدان، وحرص في الوقت نفسه ألا يتعدى نقده للإعلاميين والصحافيين درجة العتاب، فهو يعبّر بوضوح عن استيائه من إهمال الصحافيين للمناشط الدعوية، والمخيمات الصيفية مع سابق توجيه الدعوات لهم للحضور والتغطية، غير أن عادتهم"بحسب الحمدان"هي عدم الالتفات إلا إلى رابط علاقة المخيمات بدعم الفكر الإرهابي، مستغرباً أن يطرأ على بال أحد ذلك، خصوصاً وأن برامجهم تؤكد على السمع والطاعة لولي الأمر، وتعزيز الانتماء للوطن. الانطباع السائد عن حضور المخيمات وهم فئات" الملتحين"و"المطاوعة"، ولا أحد غيرهم كان بادياً، حرص الحمدان على نفيه"إذ حتى حليقي اللحية وغيرهم يحضرون ويشاركون في أنشطة المخيمات، بل إن بعضهم يأتي بالمخدرات في جيبه ليتعاطاها، ويسمع كلمة خير تكون سبباً في توبته من هذا الطريق". وقال الشيخ الحمدان في تعليقه على عدم التغطية الكاملة للمخيمات الصيفية، إنه اجتمع مع عدد من المقربين له من الإعلاميين وأخبروه أن الصحافيين يبحثون عن "الإثارة الصحافية"، معلقاً بقوله:"يبدو أن مخيماتنا تفتقد هذه الإثارة"، وأردف قائلاً:" لو علم الصحافيون أن مركزاً تدريبياً خرّج 1000 شاب لكتبوا عنه بتوسع، بينما نحن ندرب أكثر من خمسة آلاف شاب لا نلقى هذه اللفتة، إنهم سبب غيابنا عن الإعلام". غير أن صوتاً من الحضور داخل قاعة المؤتمر يدعو جاهداً إلى استقطاب الصحافيين والإعلاميين ممن أسماهم" أهل الخير"ليكونوا برأيه دفاعات منيعة ضد ما يكتب عن المخيمات، ومع ذلك حرص مدير مراكز الدعوة والإرشاد أحمد الحمدان على رغبته في حضور جميع رؤساء التحرير والصحافيين لسماع ومشاهدة ما يطرح في المخيمات عن كثب، ومن ثم إطلاق الأحكام بعد المعاينة والتثبت من ذلك. ونفى الحمدان أن يكون للمخيمات علاقة وتنسيق مع الهيئات معتبراً أن الهيئة قطاع كأي قطاع حكومي يجمع بينهم التعاون بين أجهزة الدولة، غير أنه انتقد بشدة ما تخطه الصحافة ووسائل الإعلام يومياً عن الهيئة قائلاً"إن له دلالات واضحة لا تخفى على رجل الشارع وهي مقصودة"، مؤكداً أن كلمة وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز واضحة وتضع الأمور في نصابها، فلا يمكن أن نضخم خطأ الفرد ونعممه على جهاز بأكمله". وذكر الشيخ الحمدان أن عدد زائري المخيم في دورته الماضية بلغ 750 ألف زائر، ليبلغ عدد زائريه منذ افتتاحه قبل سبعة أعوام وحتى العام الماضي ثلاثة ملايين و705 آلاف زائر، كما أن فيه أكثر من 30 فعالية ونشاطاً للرجال والنساء والأطفال، وتتنوع نشاطاته بين المحاضرات الدينية والأمسيات الشعرية، والدورات الرياضية والمهنية وغيرها من النشاطات، وتم حل 200 مشكلة أسرية من خلال لجان إصلاح ذات البين الحاضرة في المخيم. وأضاف أن المخيم يعتزم هذا العام إنشاء"أكاديمية الحوار"للشبان والبنات بفكرة أطلقها العام الفائت محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد، وبدعم وتعاون من مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني.